إنها ملاك السماء ووردة رأس المتن.. 40 يوما على غيابها عنا وما زالت بيننا، "لم تمت بل غابت" هي معنا بإبتسامتها ، إشراقتها ، براءة عيونها ، وعطاءاتها.
نعم، كان مشوارها في هذه الدنيا قصيراً لكنه كبير.. تعلمت ، حلمت ، تخرجت، كتبت ، عبرت ، تزوجت ، أنجبت وثم غابت..
هي رنا بو رسلان تلك الفتاة النابضة بالحياة ، الصحافية الطموحة المحترفة ، الإبنة الحنونة والأم المعطاء والزوجة المحبة، القائدة ، وقبل كل شيء "الإنسانة".
أقام فوج رأس المتن في جمعية الكشاف التقدمي حفلاً تكريمياً للصحافية الراحلة رنا بو رسلان شويّ في ذكرى أربعينها بحضور رفقاء دربها وأحبائها فكانت الكلمة الأكبر لدمعة "ست الحبايب" وغصة قلب الأب المفجوع برحيل ابنته والراضي بقضاء الله وقدره.
الكلمة الأولى كانت لقائدة فوج رأس المتن لبنى مكارم التي اكدت ان رنا صعقتنا برحيلها المبكر "نعم يحصل أحيانا أننا نتمنى عدم معرفتنا بك من كثرة الألم الذي أحاط بنا .. فماذا نقول عن روح طيبة كروحك وقلب مغامر كقلبك مليء بالأمل والفرح والنشاط .. فما اقسى هذا الكلام على قلوب خسرتك وغصت دمعاً لفراقك". وروت مكارم ذكريات وايام عاشتها مع رنا بالحب والحياة و"ها انا اشكرك ثانيا بإسمي واسم فوج رأس المتن على كل ما بذلته من جهد لفوجنا الحبيب واعدك أن نستمر ".
وتضيف: "تلك هي الاقدار يا رنا الأقدار التي استطاعت تفرقة الأحبة التي جعلتني قائدة للفوج الذي كان مثل عائلتك الثانية وكم هي كبيرة هذه المسؤولية التي حملتني إياها فأنت من علمتني ما معنى الكشفية وها انا اطبقها، ولكن اليوم بات القلب مجروحا فكيف نقول كلمات تكريم بغياب صاحبها.. طالبين الصبر والسلوان".
ثم ألقى كلمة مفوضية منطقة بعبدا الأولى مفوض المنطقة مايكل مصري الذي أكد أن العطاء هو جوهر الوجود وشبه الراحلة رنا بو رسلان بالشمس التي تعطي من دون تعب ومقابل، وتحدث عن عطاءاتها في جمعية الكشاف التقدمي حيث التزمت بقوانينها ونقلتها للجيل الجديد لتصبح قدوة .. وبإسم جمعية الكشاف التقدمي قدم تعازيه لعائلة شوي وعائلة بو رسلان ولأهالي رأس المتن "رحمها الله".
وبخاطر مكسور وقوة مسلحة بالإيمان ألقى والد رنا الأستاذ نزيه بو رسلان كلمته التي بدأها بذكر الله شاكرا حضور كل الأساتذة والاصدقاء الأوفياء لرنا وخاطب رنا حيث هي قائلا " حبيبتي كم أشتاق لابتسامتك العذباء واشراقة وجهك المنير كانت رنا مثالا للابنة الصالحة المطيعة والملتزمة والصادقة بالقول والعمل تملك جمالا مشرقا خلوقة ومتواضعة ، وكانت الحبيبة رنا محبة للشعر والشعراء والأدب والعلم " فأهدى ابنته الحبيبة قصيدة من القلب.
الكلمة الأخرى كانت لزوج رنا بو رسلان "رفيق الدرب، الحبيب، ووالد الوردتين اللتين اهدتها الحياة لرنا سلمان وصوفي" رمزي شوي الذي تحدث عنها قائلا "ماذا أقول في حياة الروح، التي اذهلت عقلي قبل أن تدخل قلبي من اللحظة الأولى، غابت لكن روحها ومبادئها باقية لوقت يأتي وألقاها فيه مجددا، وعد عليّ ان أربي صوفي وسلمان بالطريقة التي كنت تحلمين بها وهي تهذيب الاخلاق واستشعار الخلاق.. أقول لصوفي وسلمان هنيئا لكم بذكرى أم قل نظيرها في هذا الزمان العجيب وانا على يقين تام ان روحك ستبقى دائما فينا".
رنا كان لها القلب الأقوى هو "قلب والدتها" وبكل احترام وقداسة وتقدير تسلمت "ست الحبايب" رندا بو رسلان الدرع التذكراي بدموع من القلب وفخر كبير بإبنة الـ 28 وردة .
ثم اطلت الاعلامية هلا المرّ رئيسة تحرير "موقع الفن" حيث بدأت رنا خلال مشوارها الصحافي والتي كانت الصديقة المقربة لرنا لتقول: " رنا شو شتقتلك شو اشتقت ضمك وشمّ عطرك الحلو يا نضيفة من الخارج والداخل يا نقية ويا طاهرة، ولا مرة تصورت اني رح أرثي رنا بو رسلان خصوصا رنا اللي هي شقفة من قلبي".
واضافت متحدثة عن رنا وعن مشوارها معها والمشاريع التي كانتا تنويان أن تقوما بها "من أول ما عرفني على رنا الدكتور فاروق الجمال عرفت انو نحن بالقرن الـ 21 عنا بعد بنات اتقياء وأنقياء وقديسين". وتحدثت عن مزايا رنا وعن محبتها لأصدقائها ووفائها، وشبهتها بالوردة التي تحملها مؤكدة أن الفرق بينهما أن الوردة فيها أشواك بينما رنا لا.
واعتبرت المر ان رنا قديسة بالسماء "طلبت منها أن تتشفع لي ومنذ غيابها وأنا أطلب منها ما أريد فهي ملاكي الطاهر وملاك للكثير من الناس فالحياة "ما فيها شي غير كمشة محبة ".
وتحدثت المرّ عن رنا الصحافية وعن رنا بالعمل وشغفها وذكائها لتضيف : "لا نريد اسم رنا بو رسلان أن يُنسى ولا نريد فقط ان نستذكرها بالسنة مرة، أقترح أن نقوم بإنشاء مكتبة تحمل اسم رنا بو رسلان أو نخترع جائزة على اسمها أو نقابة تعطي حقوقاً للصحافيين ايضا على اسمها، فهي تحب العمل ولم تتوقف يوما عنه".
أما الدكتور فاروق الجمال أستاذ رنا في المرحلة الجامعية في جامعة بيروت العربية فقد أشاد بالكلمات التي تحدثت عن رنا وقال إنه ينحني أمام ست الحبايب التي اذهلتنا بإيمانها العميق وعلمتنا كيف نتعامل مع الوجع وهي التي جعلت من رنا هذه الوردة البيضاء التي غابت عنا بغفلة من الزمن واشاد بكلمة والد رنا "أبو غسان" كما زوجها رمزي.
وتحدث عن رنا بو رسلان التي وصفها بالطفلة الكبيرة وعن بعض الجوانب التي عرفها بها في الجامعة العربية في بيروت واذاعة لبنان "هي اعلامية من الزمن الجميل كانت راقية ومصحوبة بألف زهرة وزهرة، رنا التي نستذكرها اليوم هي عاشقة الياسمين تردد امام زميلاتها أن علينا جميعا التسلح بثقافة التسامح بدلاً من ثقافة الحقد، ويوم ارتدت ثوب التخرج تحولت إلى إشراقة الحياة والأمل المتجدد، رنا بو رسلان صاحبة الإبتسامة البيضاء ، وإشراقة الحياة ستظل ".
وتابع كلمته المؤثرة عن الراحلة مؤكدا أن رنا كانت تعتبر فصل الربيع هو دعوة للحياة ، و"في حلقة اذاعية استهلت رنا حديثها في تحية اكبار واجلال لوالدتها "ست الحبايب" وكل أمهات رأس المتن وبدأت كلمتها بعفوية "صباح الورد يا أمي" وصباح الياسمين يا ابي يا أعز الناس، وتابع حديثه عن برنامج رنا الإذاعي الناجح، وعن اهتمامها بالثقافة واصفا رنا بزهرة تملك حروفا وكلمات "رنا الوردة المسالمة انت الغائبة الحاضرة" .. "رنا يا وردة رأس المتن أنتِ من جعلتِ الربيع جزءا من حياتك".
وتم عرض فيديو تحت عنوان "كرمالك يا رنا" استعرض أبرز محطات رنا.
بعدها كانت كلمة خريجي كلية الإعلام في جامعة بيروت العربية وزملاء رنا بو رسلان شوي ألقتها صديقة وزميلة رنا نسرين الأعور التي ارسلت لرنا تحية لروحها واستذكرت مقاعد الدراسة التي جمعتهما حين كانت تستقبلهم يوميا بوجهها الضحوك وابتسامتها المشرقة وروحها المليئة بالحياة فكانت دائما الفتاة المؤمنة والنشيطة المتحمسة وتراهن على عمر "ليته كان أطول"، وتضيف " أختي رنا أقف ومعي يقف جميع رفقائنا تحية لك وشوقا لك ولحضورك واسترجع ايامنا سوياً، نجاحنا وتخرجنا وتحقيقنا لحلم واحد جمعنا، الموت فرقنا بالجسد لكن الروح باقية ومشيئة الله ان يكون لك امتداد بسلمان وصوفي".
ثم كانت كلمة رفقاء رنا في المرحلة المدرسية والكشفية ألقتها القائدة السابقة رشا الحلبي التي استشهدت بمقولة أن عمر المرء لا يقاس بعدد السنوات التي يعيشها بل بما عاشه من حياة في هذه السنوات و"انت يا رنا يا صاحبة الـ 28 عاما قد عشتِ حياة مفعمة لتفوق سنوات بعض الأحياء، "عرفت رنا منذ نعومة أظافرنا ونحن أعز الأصدقاء وأخوات الروح كنا روحا واحدة وقلبا وحياة واحدة".
ختاما كان هناك أغنية من كلمات والد رنا نزيه بو رسلان أداها الفنان عاصي الحلاني بإحساس مرهف إهداء لـ"صديقة الجميع" رنا بو رسلان.
أخيرا لا نقول للحبيبة رنا وداعاً بل نقول لك إلى اللقاء، تشفعي لنا وتواصلي معنا من السماء التي تمكثين الآن فيها إلى جانب الخالق، "فإنا لله وإنّا إليه راجعون".
لمشاهدة الألبوم كاملا إضغط هنا