زافين قيومجيان إسم حفر لنفسه موقعاً ثابتاً في التلفزيون من خلال اسلوبه المتفرد في التقديم، ومن خلال مسيرة تكللت بالنجاحات اوصلته لاماكن متقدمة بين اعلاميي الشاشة الفضية .
من برنامج الى آخر تنقل زافين، ولكن شخصيته لم تتبدل بل بقيت كما هي، وكما ارادها هو ان تكون .
لديه العديد من الافكار التي لا يتوانى عن تنفيذها عبر برامجه وكان آخرها افساح المجال امام عدد من شباب لبنان الموهوبين بتقديم مواهبهم وافكارهم وهواجسهم عبر فسحة قدمها لهم زافين في برنامجه "بلا طول سيرة"، ومع السيدة فيروز له اكثر من قصة آخر فصولها ما سنكشفه لكم في هذه المقابلة الشيقة.
زافين سأبدأ من الفقرة التي قدمتها الشهر الماضي ضمن برنامجك "بلا طول سيرة" وهي عبارة عن فكرة جديدة أعطيت خلالها مساحة للمواهب الجديدة للبروز ، كيف خطرت الفكرة على بالك ولماذا قررت أن تقوم بها؟
أنا دائماً في إطار المحاولة للبحث عن قصص جديدة كي أعطي منبراً لأشخاص ليس لديهم منابر يطلون من خلالها ويتحدثون عبرها ويقدمون افكارهم المختلفة الى الناس، ولأن الساحة الغنائية أصبحت تكرر نفسها، فالأسماء نفسها والألحان نفسها والكلمات نفسها، والأجواء نفسها، أردت أن أبحث عن الدم الجديد الذي من الممكن ان يشكل ملامح الأغنية اللبنانية الجديدة لأن أغلبية المسيطرين على الساحة اللبنانية الجديدة أصبحوا بالمرحلة المخضرمة من حياتهم.
الذين أطلوا معك هم من يمثلون الأغنية اللبنانية الجديدة؟
أعتقد أنني قلت انني ابحث عن ملامح الأغنية اللبنانية الجديدة وأعتقد أنه على أيدي هؤلاء الأشخاص ستولد الأغنية اللبنانية الجديدة لأن هناك نوعين من الفنانين ، هناك فنانون يكررون الأفكار المصنوعة والمقدمة والمسموعة بكثرة والناجحة والشعبية والناس تحبها، وهناك أناس يذهبون إلى أماكن فيها افكار وقصص تشبههم وتشبه اعمارهم ومعاناتهم أكثر، هؤلاء الأشخاص الذين اخترتهم لديهم نفس تجريبي جديد.
إخترتهم بحيث كل أغنية لديهم تحكي قصة كانت يوماً ما تعتبر من المحرمات، فتحدثتم عن الجنس، عن داعش، عن المثلية الجنسية وغيرها، هل أصبح مسموحاً أن نتحدث في الأغنية اللبنانية عن هذه المواضيع بغض النظر اذا كنا نؤيدها أم لا؟
بالنتيجة هناك أغانٍ تطرح قضايا وكما نسمح بطرح اغنيات تحمل هواجس سياسية أو وطنية لم لا يكون هناك أغانٍ تطرح قضايا اجتماعية من اي نوع كانت طالما كل هذه النماذج موجودة في المجتمع .
هل تعيش هوس النجاح بما قدمته هذا الشهر ولماذا لم تكمل لمدة أطول؟
انا أعطيت لنفسي فترة شهر واحد وبالصدفة بشهر آذار يوجد خمسة أيام ثلاثاء ،اذاً كان لدي يوم "bonus" لذلك اخترنا هذا الشهر.
أنا أعتبر أنني نجحت بأني أعطيت المنبر لأشخاص لديهم قضايا وليس لديهم اهتمام بالتلفزيون او هوس الظهور على الشاشات.
كيف كانت أصداء الناس؟
الأصداء كانت جيدة ، بالنتيجة تعرّفنا على وجوه وتجارب جديدة، الناس اعتادت علي أن أكون ريادياً بطرح الأفكار، وأن أخاطر وأتناول مواضيع لم يجربوها كثيراً على التلفزيون.
بماذا شعرت حين قدمتهم؟
شعرت بالفخر لأن هؤلاء الشباب في بداية إنطلاقتهم يبحثون عن الاعتراف بأفكارهم ، يبحثون عن أحد يعترف بهم كمواهب جديدة، ولأنهم لم يتجهوا صوب السوق الاستهلاكية أو الشعبية فطريقهم أصعب، كانوا يستطيعون أن يدخلوا إلى الفن الاستهلاكي ولكنهم قرروا العكس وأنا فخور بإستضافتي لهم لأنه إعتراف بجهدهم وآمل أن تكون مناسبة لبقية وسائل الإعلام كي تتعرف عليهم وتسلط الضوء على هذه المواهب اللبنانية، فالأغنية اللبنانية لا تتطور إلا على أيدي أشخاص من هذا النوع.
مَن مِن النجوم الحاليين الذين يُعدون "صف أول" وبحسب رأيك يستكمل عبر اغنياته الأغنية اللبنانية كما عرفاها؟
بالطبع هناك كثيرون لكنهم دخلوا في المنحى الاستهلاكي الذي لا يقدم جديداً، أي اغنية لنجم شاب في العشرين من عمره مثلاً تشبه أي أغنية أخرى قدمت من عشر أو عشرين سنة.
جيل نجوى كرم وعاصي الحلاني وإليسا وراغب علامة وفارس كرم هل قدموا دائماً أغانٍ تجارية أو كان هناك أغانٍ تعتبر ضمن إطار الاغنية اللبنانية التي يكملون بها؟
كل واحد منهم في جيله قام بثورة وهؤلاء نجحوا لأنهم كانوا مختلفين وقدموا شيئاً جديداً، وهذا الجديد لانهم نجحوا فيه كرسوا أنفسهم نجوماً "صف أول"، فهم أمضوا سنوات في الغناء وما زالوا، ولكن ومع الايام أصبح وجودهم كلاسيكياً وعلى هؤلاء النجوم أن يفتحوا المجال أمام نجوم جدد يقومون بتجاربهم الخاصة.
هل هؤلاء النجوم يفتحون الباب أمام الجيل الجديد أم أنه ما زال مقفلاً ، إذ اننا منذ سنوات لم نرَ نجوماً صف أول إلا هؤلاء النجوم الثلاثين أنفسهم ؟
انا ولأنني امتلك هذا الهم تساءلت بيني وبين نفسي "مش معقول شو خلصوا؟ ما في حدا"؟، فجربت أن أسلط الضوء على هذه التجارب الجديدة ، وهناك تجارب كثيرة غيرها لم أسلط الضوء عليها مثلاً هناك مشروع "ليلى" وهو تجربة رائدة، لكني حاولت أن آخذ الأشخاص الذين ليسوا معروفين كثيراً والذين لا يوجد اعتراف إعلامي بهم.
مشروع ليلى عرض في بعلبك وتعرّض لهجوم قوي بسبب نوعية الاغنيات التي قدموها على مدرجات هذه القلعة التاريخية.
كذلك إليسا حين بدأت مسيرتها الفنية تعرضت لهجوم شرس ونانسي ايضاً، بالنتيجة الناس الذين أظهرتهم يلحنون ويكتبون ويمتلكون افكاراً وجرأة ومشاريع تغييرية، وكما قلت لك الأغنية اللبنانية والفن اللبناني لا يتطور بنجوم الاستهلاك والذين يكررون القصص نفسها، والذين يفكرون بالمطاعم، الفن اللبناني يتطور بأشخاص يضعون من روحهم .
الأخوان رحباني وصباح وسميرة توفيق، لو كانوا أبناء هذا الجيل ماذا كانوا سيقدمون؟
كانوا سيقدمون مثل النجوم الذين إستضفتهم في برنامجي تماماً، لأن الجيل الذي ذكرته كان رائداً في مجاله ، قبل الأخوين رحباني كان هناك نمط آخر من الاغنية السائدة وجاء الأخوان الرحباني اللذان لم يكونا شعبيين في بداياتهما ووضعا قوانين جديدة والشعب بعد فترة اعتاد عليهما أحبهما وتحوّل نمط الأخوين الرحباني وأصبح نمطاً كلاسيكياً.
أنت قدمت هؤلاء الشباب كي تقدم نمطاً جديداً أو كي تكسر من رتابة برامج الإثنين والثلاثاء التي تشبه بعضها كثيراً مثل "حكي جالس"، "للنشر" و"بلا طول سيرة"؟
أنا قدمت هذه الفكرة لأنني كنت ريادياً دائماً وأستطيع أن أرتقي بالتحولات وأعرف كيف تحدث وأتحدث عنها، وأنا في إطار وفائي لخطي منذ بداياتي في التلفزيون أبحث عن الذين يقدمون شيئاً جديداً والاشخاص الرائدين في مجالهم والذين ليس لديهم فرصة، فهناك أشخاص كثيرون وجمعيات ومؤسسات خيرية وغير خيرية يتصلون بي ليطلوا معي ولكنهم يكونون قد ظهروا في برامج أخرى ولديهم القدرة على أن يطلوا ببرامج قوية أخرى، فأعتذر منهم لأنني افضل أن أفتح منبري للذين يملكون حظاً أقل من حظهم للظهور الاعلامي، أنا أريد أن أكسر رتابة البرامج الاجتماعية على التلفزيون، وفي الوقت نفسه أريد أن أبقى وفياً لأسلوبي فأسلط الضوء على أمور جديدة وأرصد التحولات في المجتمع، اود ان أفتح منبراً للشباب الذين ليس لديهم منبر.
هل ما زالت السيدة فيروز غاضبة منك، خصوصاً بعد ان عدت وتحدثت عنها مجدداً في البرنامج حول حادثة جرت في الاردن؟
قبل نهاية كل حلقة ندخل الى زاوية تُعرف بأسم "back stage" و نظهر من خلالها "live" من كواليس البرنامج على الكاميرا ، بالصدفة حدثت معنا حادثة لها علاقة بفيروز ، حادثة لا أحد يعرفها جرت في الاردن اخبرني عنها احد الضيوف ، وأنا قلت له إن "صوفتي حمرا مع فيروز" ، ولكن وبعد انتهاء الحلقة تم تداول الحديث على "اليوتيوب" من دون علمي "دايماً عندي شي مع فيروز"، أنا أحبها كثيراً والـcds الخاصة بفيروز هي الوحيدة الموجودة دائماً بسيارتي، سأخبرك سراً ، لدي أيضاً قصة طريفة جداً ، في العام 1998 في الحفل الشهير الذي أقيم في ساحة الشهداء، أنا سرقت شيئاً من فيروز، لهذه الدرجة أحبها "أنا سارق فيروز".
هل حقاً سرقت فيروز؟
نعم سرقت فيروز .
ماذا سرقت؟
لن أعترف الا بعد أن ألتقي بفيروز عندها أرد لها الامانة، وكان هدفي من خلال هذه السرقة ان تسأل فيروز عن الغرض المفقود عندها فأزورها لأرده لها والتقيها ، فيروز وعلى مدى الأربعة أيام التي كانت تقوم فيها ببروفات لتلك الحفلة حصلتُ على وعد بإجراء مقابلة معها لصالح راعي الحفل "تلفزيون لبنان " ، وكانت فيروز تؤجل موعد إجراء هذه المقابلة ، وكنت على مدار هذه الاربعة ايام اتواجد في الكواليس لساعة الصفر التي تعلنها فيروز ونقوم بتسجيل المقابلة الا انها لم تتم ، وكنت أعرف ان الوقت يمر وبعدها لن استطيع ان اراها، فسرقت الغرض الذي لن افصح عنه بهدف ان تطلبه واقابلها.
بالعودة الى برنامجك "بلا طول سيرة"، هل ستفتح من خلاله مجالات لمواهب لبنانية جديدة شابة غير التي قدمتها؟
بالتأكيد ولن أتوقف عن دعم كل المواهب الجديدة بأي مجال من مجالات الحياة، هذا هو توجهي الدائم في التلفزيون، انا افتح لهم الابواب والتوفيق من الله .