أمسية جميلة جداً بين الشعر والعزف ، كنا على موعد معها مساء أمس حيث دعا ملتقى "أصل الحكي" إلى الليلة السابعة من لياليه العرمونية التي أحياها الشاعر الدكتور إبراهيم شحرور ، الشاعر مارون أبو شقرا ، الفنانان لبنان عون ووسام جابر ، وكان ضيف الأمسية الكاتب والسيناريست طوني شمعون .
قدمت الأمسية أمينة سر الملتقى الكاتبة ميريام البستاني ، وكانت كلمة لرئيس "أصل الحكي" الشاعر والممثل سليم علاء الدين ، والأمسية أقيمت في مقهى "ميس الريم" في عرمون .
الفنانان عون وجابر عزفا فيروزيات "نحنا والقمر جيران" ، "بعدك على بالي" ، "يا محلا ليالي الهوى" ...بأداء رائع ، أما الكاتب طوني شمعون فقال في كلمة له :"فخور بأني بحضرة الشعراء ، في هذا البلد أرخص شيء الفكر والثقافة والإنسانية ، أنا هلأ رجعتلي إنسانيتي ، شكراً لكم".
ثم أطل الشاعران الدكتور إبراهيم شحرور ومارون أبو شقرا اللذان قدّما باقة جميلة ومميزة من القصائد .
شحرور ذكر أنه لأول مرة يشارك في أمسية شعرية وألقى "مفتاح" ، "الربيع العربي" ، "أيلول أيار الخريف اللي سرق لما مرق حلم العريشة بالعرق"..
أما أبو شقرا فقال "لي الشرف بأن أكون جالساً بقرب الدكتور ، هو وجه شعري مضيء جداًَ" ، وألقى "إسوارتك" ، "بتمشي بيهر الشعر عن إمو"... ، وقال لشحرور "بشعرك مسا والبحر سهل كبير..".
موقع "الفن" كان حاضراً وإلتقينا علاء الدين ، قبيل بدء الأمسية ، في هذا الحوار .
أنت مؤسس ملتقى"أصل الحكي"، ما الهدف من تأسيسه ؟
"أصل الحكي" لديه مروحة أهداف تلتقي في مكان واحد وهو التنمية الثقافية للمناطق النائية في لبنان، ممكن عرمون ليست بعيدة ونائية كثيراً، ولكن كنا بحاجة للبدء من مكان وننطلق الى اماكن اخرى ، ونحن افتتحنا الشهر الماضي فرعاً للملتقى بمنطقة حاصبيا، وفي شهر آيار سنفتتح فرعاً في منطقة عكار ، ويوجد أماكن عديدة منها أميون ، النبطية وكفر رمان ، إضافة الى اننا نتواصل مع بلديات وأندية وروابط تتعاطى هذا الشأن في كافة المناطق ، حتى نحاول ان نأخذ مستوى معيناً من الثقافة ونوصله ، وخصوصاً في ايام الفايسبوك ، أصبح يوجد منبر للكل ليكتب، فنحن نعمل على شعراء كبار وشخصيات معروفة في هذا المجال .
في موضوع الشعر وغير الشعر يوجد شق الموسيقى، وأيضاً للأسف عند بعض الشعراء ، يعتبرون الموسيقى رافداً ، نحن نعمل على ان الموسيقى هي اصلاً ام الشعر هي أم الصوت أو ام اللغة، لانها سبقت اللغة بالعوامل الطبيعية وغيرها، لذا يجب ان يكون عندها الاهمية ذاتها، ونحاول دائماً ان نجلب نجوماً من الدراما وكتّاباً وإعلاميين ووجوهاً معروفة ، وربما ما يسهّل هذا الأمر هو أنني ممثل ، ليتحدثوا في الأمسيات الشعرية عن تجربة أو يلقون كلمة صغيرة ، فيشاركونا بحضورهم ويزينون السهرة .
أتمنى أن نصل الى مكان نحارب فيه بأدوات الجمال والحب والحق والخير ، نحارب البشاعة التي تحيط بنا والحروب و"داعش".
في هذه الأيام كم علينا أن ننتظر ليعود الحكي لأصله ؟
كثيراً، هو مشروع ليس بالسهل ، مشروع كبير وإذ تلاحظ من الـlogo ، من الالوان التي نعتمدها في عملنا الى كل شيء ، "أصل الحكي" علاقتنا بالارض والتراب ، هذا العمل ليس سهلاً بل هو صعب كثيراً، نحاول ان نكون ولو 1% نحرر عقولنا قبل عقول غيرنا ، لأن هذا الاحتلال الفكري الجازم على عقولنا قوي كثيراً وكبير ، وهذا الامر يتطلّب سنوات وسنوات ، نحن متفائلون بأن الناس المراهن عليهم سيكونون في مكانهم ولكن المشكلة أنه لا يصلهم هذا الشيء ، لذلك "أصل الحكي" يذهب من اجل ان يصل لهؤلاء الناس ، ويحاول ان يصل الى اكبر عدد ممكن من الناس ليعرّفهم ما هو الشعر ، والموسيقى ، ما هو الفن الجميل والاصيل .
بين الصحافة والشعر والتمثيل ما المجال الذي يخدم الآخر ؟
تركت الصحافة منذ زمن ، أنا الآن متفرغ للتمثيل فقط إضافة لكتابة الشعر ، هذان المجالان يخدمان بعضهما ، الإثنان يتفاعلان مع بعضهما ليشكلا سليم ، الفكرة هي أنني بدأت من الشعر الذي أخذني الى التمثيل ،وذهبت إلى الجامعة ودرست التمثيل وتوقفت فترة طويلة بعدما حصلت على الديبلوم ، والآن أتابع الماجستر، وآمل أن استطيع ان أحقق شيئاً ويكون لي بصمة في هذا المجال .
أخبرنا عن دوريك في مسلسلي "درب الياسمين" و"سولو الليل الحزين" حيث أنك مستمر بتصويرهما ؟
الشخصيتان بعيدتان كثيراً عن بعضهما ، بطبعي أحب ان اقرأ المسلسل كله حتى لو كان دوري كبيراً او صغيراً ، وحتى أنه حالياً طلبوا مني ان أحل بديلاً ، في أحد الأعمال ، عن شخص يبدو انه تركهم ، طبعاً اعتذرت لأني غير قادر على ان ادخل وأظهر بوجه الكاميرا وأنا أجهل ما تحتاجه الشخصية التي ألعبها .
في "سولو الليل الحزين" ألعب دور أحد مساعدي وسام حنا ، فهو لديه مساعدان بالمافيا معه ، وسام كان ضيف احدى أمسياتنا وفاجأنا بأنه ألقى قصيدة للشاعر موسى زغيب، أما دوري في "درب الياسمين"، فهو أني أقاوم بطريقة غير عسكرية ، مسؤول عن هيئة دعم المقاومة ومحامٍ .
كلمة أخيرة؟
أريد أن أشكر موقع الفن وأشكرك جوزيف، وأشكر الحبيبة هلا المر لإهتمامكم الدائم بالنشاط الفني ، ولكونكم أوّل من نعى والدي الراحل.
كما عدنا بهذين التصريحين .
أمينة سر الملتقى الكاتبة ميريام البستاني
أكتب الشعر منذ عشر سنوات ، قررنا سليم وعماد نائب الرئيس وأنا ، أن نفعل شيئاً خاصاً فينا ، ونشجع فيه الكلمة الراقية لأنها مهمة كثيراً ، نُدعا الى الكثير من الامسيات التي لا يوجد فيها رقي بالكلام ، لذا لا تستطيع أن تلبي كل الدعوات ، تلبي فقط الدعوات التي تشعر بأنها جدية وفيها إستمرارية للكلمة الراقية والذوق الفني، والشعر الكلاسيكي المدموج بالصور الجديدة، هذا هو هدفنا .
بصراحة كنا نبحث عن قاعة لا يكون فيها اكل وشرب من اجل ان يكون التركيز على الاستماع ، ولكن على الرغم من هذا الشيء اننا نعمل في مطعم ولاحظنا عندما يبدأ الشعر "زت الابرة بتسمع رنّتها".
الكاتب طوني شمعون
أحب أن أسمع الشعر ، لقد تعجبت من انه ما زال هناك ندوات شعرية ظننتها إنقطعت من البلد مثل الفكر والانسانية، وكل شيء ثقافة غير موجود ، فتعجبت وكوني ضيف الليلة لا أعرف ما هي الكلمة التي سألقيها ، سأرحب بالشعراء والله يعطيهم القوة "وين بعد في شعر يا زلمي؟".
لمشاهدة ألبوم الصور كاملاًإضغط هنا.
