ذكرت صحف كويتية اليوم الثلاثاء، أنه تم منع حفل للفنان اللبناني مارسيل خليفة كان يفترض أن يحييه مساء اليوم هناك، وذلك بعد إعتراضات من شخصيات إسلامية في البرلمان الكويتي، على ما ذكرت الصحف.
وبعد منع السلطات الكويتية الحفل، وجّه خليفة رسالة إلى الشعب الكويتي عبر صفحته الخاصة على احد مواقع التواصل الإجتماعي، قال فيها:
"إلى أهلي في الكويت
يؤسفني أن يعترض نائب متشدّد فى البرلمان الكويتي وترزح الحكومة لطلبه وتمنع أمسية موسيقية تحت عنوان "تصبحون على وطن". يتكتلّون ضد الموسيقى والأغنية تحت ستار الحفاظ على وحدة الصف وأي صف هذا؟، لماذا يخنقوننا؟ لماذا يقمعون الثقافة؟ هذه هرطقة؟. ورغم هذا المنع سنظل نبني جنتنا زهرة زهرة وردة وردة بمعزل عن السلطات كافة وسنتمكن من استدراج الناس ومن البعيد البعيد لهذه الجنة كعشّق وكأرواح شاردة. ورغم منعي من ملاقاتكم في أمسية حيّة وحاشدة، أعرف بأنّ هناك متسّعاً من الوقت للاتصال بمن يبحث عن ذاته في ذوات أخرى وفى فتح الروح على الأرواح الأخرى.
أقول لكم بأنني عشت تجارب صعبة ومريرة من المنع والمحاكمة والتجني في كامل التراب العربي وكانت الموسيقى تحميني وتمنحني قوة الصمود، صمود الأمل لذلك لم أهزم داخلياً، وكنت حرّاً فى مواجهة العالم وكنت دائماً خارج السلطات مهما بطشت أو تجرأت في العنف. جروحنا عميقة ترفض أن تندمل جروح تصرخ قهرنا وتمردنا إلى حد العصيان وكلّي ورغم اعتراض المتشددين بتغيير الإنسان والعالم والحياة نحو الجمال والسعادة، كم خضنا من معارك الدفاع عن الحريّة والتعبير وكم خضنا معارك التجديد وكم خضنا معارك رفض التبعيّة الثقافية لأية وصاية، لعلّ الخلق الفني يحمينا من النزعة التشاؤمية التي تغور وتغلي ولكن إيماننا بالتغلّب على الضعف والكبوات والمشاكل والمآزق والمآسي لا بل الفواجع لا بل الموت. نتمالك ملتمعين ببريق الأمل وقوة الانبعاث مع أن خيبة أملنا بهذا الاستسلام من طرف الحكومة خيبة أمل كبيرة. نعيش في محرقة نأكل بعضنا البعض، العلّة فينا، في داخل أرواحنا، في داخل التراث وما لم نعالج ذلك فسنظل مهزومين. فلنزل العوائق ونبدّد الاوهام وليكن ذلك من الجذور لا من القشور وإلا سيتزايد الهدامون، نتطلع الى المستحيل لأنه وحده بين الحب والموسيقى لنجتاز الحقارة.
أصدقائي في الكويت هناك من خان لتسليمنا، هناك خديعة كبرى، خديعة موجهة ضدكم أولا ضد وجودكم النفسي والتاريخي وضد النظيف مما تسمعونه المزروع في مستقبل أولادكم وإذا نجح المتآمرون فسيهبط الويل.
المهم أن تبقى لدينا ولديكم القدرة على الرؤية في الظلام ومهما منعونا من التواصل معكم يجب أن تبقى أصواتكم مرتفعة وتقول: لا نخاف.
وفي هذا الجو الخانق كم يعزّنا الغناء
مع كل الحب، مرسيل خليفة".