يشارك مايكل حداد ، في مبادرة "أرضي" التي تنظمها شركة لاندروفر مع شخصيات عربية مُلهمة، وتقوم على تصوير قصص مُلهمة عن إنجازات هذه الشخصيات.
حداد رياضي محترف تفوّق على إعاقته ليصبح عدّاء ناجحاً ، يروي لنا في هذا الحوار تفاصيل كثيرة عن أحلامه وإنجازاته .
تحتفي حملة "أرضي" بالأشخاص الذين استمدّوا إلهامهم من أرضهم أو تراثهم أو وطنهم لتحقيق أحلامهم ، كيف إستلهمت العزيمة لتحقيق أحلامك وإنجازاتك؟
أعتقد أن حملة "أرضي" وحملة "شجرة الأرز" هما وجهان لعملة واحدة، وهما مصدر إلهامي. إنه حلم ولد من رحم الآلام! وقد كانت حياتي كصاحب إعاقة في "أرضي" تجربة مؤلمة بالفعل. وبدت العقبات هائلة جداً ويصعب تجاوزها. ولطالما أردت أن أكون مواطنا عادياً في "أرضي"، لكني شعرت بأني "غريب". بدا الأمر وكأن "أرضي" لا ترحب بوجود أصحاب الإعاقات عليها. ومع ذلك، بدأت بذور التغيير تنبت في داخلي، مستوحاةً من شجرة الأرز التي تمثل رمز القوة وحبّ الأرض. عزمت على تحدي الصعاب وكسر الحواجز، إذ كنت أؤمن بأن الإعاقة هي حالة ذهنية. وإذا كانت شجرة الأرز، رمز أرضي، قادرة على الصمود في وجه كل التحديات، فبالتأكيد يمكنني ذلك. يمكنني أنا أيضاً أن أقف شامخاً وقوياً كشجرة الأرز. وهكذا، كانت خطوتي الأولى أن احمل شجرة الأرز على ظهري وأمضي سيراً على الأقدام من غابة الأرز في بشري إلى غابة الأرز في تنورين رغم شلل 75% من جسمي نتيجة إصابة في الحبل الشوكي. وعلى الرغم من أن ذلك كان يبدو مستحيلاً في حالتي، إلا أنني كسرت الحواجز وجعلت المستحيل ممكناً، فطبيعة أرضي تستحق التضحية. إنها النتيجة الطبيعية للأفعال. ومن خلال المساهمة في رفع الوعي عبر زراعة أشجار الأرز وحملة لنظافة المحيط، ساعدت أرضي التي بدورها ساعدتني على كسر الحواجز ونشر رسالة قوية مفادها: "تكمن قوة خارقة في الإعاقة"... وتماماً مثل شجرة الأرز، رمز أرضي ومصدر إلهامي، يمكن لكل المعاقين أن يقفوا أقوياء ومنتصبي القامة. ويمكن لأي شخص، مهما كان عادياً أو ضعيفاً، أن يغير الأمور إلى الأفضل في "أرضه".
ما هي العلاقة بين مشروع "رحلتي، إلهامي" وقصتك؟ لماذا اخترت أن تكون جزءاً من ذلك؟
إن مشروع "رحلتي.. إلهامي" وثيق الصلة للغاية بقصتي، وأعتقد في الواقع أنني جزء لا يتجزأ منه، فقد انطلقت في رحلتي نتيجة الإلهام الذي حظيت به، والذي تلقيته من أرضي (كما أوضحت في السؤال الأول). ولذلك، أنا ملتزم بالسعي لرفع مستوى الوعي وجعل أرضي مكاناً أفضل من خلال العمل وليس القول فقط. ونظراً لإعاقتي، فإن أعمالي التي قدمتها لأرضي تتحدث عن نفسها. أنا أؤمن بشعار "الفعل خير من القول". أشعر بأنني، من خلال مساعيّ الحقيقية والأصيلة، أجسد رسالة لاند روڤر. إن عملاً جيداً واحدا سيفضي بالتأكيد إلى آخر، ولاند روڤر هي الوسيلة التي ستساعد على دفع هذا التغيير الإيجابي في أرضي وغيرها، وبالتالي توحيد الجميع تحت شعار "أرضنا" بغضّ النظر عن المكان.
ما هي الرسالة التي ترغب بإيصالها من خلال فيلم "رحلتي، إلهامي"؟
أريد أن أوصل رسالة عن روح الإنسان وقوة العقل، وأنه لا ينبغي للإعاقة أن تشكل قيداً يكبّل الإنسان. ومن خلال العزيمة، التي تنتج من خلال اتحاد قوى روح الإنسان وعقله، لا شيء مستحيل. إن مفهوم "أرضي" واسع جداً ويتجاوز مجرد الحدود التي نعيش ضمنها كأفراد مستقلين. رسالتي هي إدراك قوة عزيمة الإنسان بغض النظر عن الحالة الجسدية. عندما يخلو الجسم من قوة العقل يصبح عديم الفائدة، فالعقل قادر على العمل دون الجسد، لكن لا يمكن للجسد أن يعمل دون العقل. قد لا أتمكن من استخدام 75٪ من جسدي، لكن إرادتي وروحي الإنسانية تفوّقت على ذلك كله.
ما هي النصيحة التي تقدمها للمعجبين بحملة "أرضي" أو للشباب الطموحين في المنطقة الذين يسعون لتحقيق أحلامهم؟
أود أن أقول للمعجبين بحملة "أرضي" أن الإيمان بأحلامهم هو الأساس. ومن خلال العزيمة والمثابرة، يمكن تحقيق كل الأحلام. ويمكن أن تتغير الأحلام من اسم مجرد إلى ملموس بغض النظر عما يقوله القاموس! أنا مثال حيّ على تحقيق الأحلام. بالنسبة لي، كل شيء كان مستحيلاً، حتى فعل أبسط الاشياء في الحياة كان حلماً... فما بالكم بالأحلام الكبيرة مثل الحلم الذي أحققه الآن. يمكنكم تحقيق الأحلام طالما أنكم تؤمنون وتمسكون بها بإصرار ومثابرة.
كيف تصف الرابط بين مفهوم "تجربة تفوق التوقعات" من لاند روڤر ومسيرتك؟
كما أشرت سابقاً، أنا أجسّد رسالة لاند روڤر ورسالة لاند روڤر تجسّدني. وتعني كلمة "روڤر" (بدون كلمة لاند) القاموس "الهائم الذي يتجول من مكان إلى مكان من دون أن يستقر لفترة طويلة". ويعني ذلك بالنسبة لي السعي أو التجول حيث يمضي المرء خارج أرضه إلى أرض أخرى مع رسالة حقيقية لتوحيد الجميع من "أرضي" إلى "أرضنا" في نهاية المطاف. إنه الإيمان القوي بقضيتكم، بحيث تنطلقون في رحلة غير مسبوقة إلى مناطق أخرى لتقديم رسالة حقيقية وصادقة عن الروح الإنسانية.
ما هي سيارة لاند روڤر المفضلة بالنسبة لك؟ ولماذا؟
أنا معجب بسيارات رينج روڤر. دائماً ما يثير التراث العريق لهذه السيارات شعوري بالحنين إلى الماضي، خصوصاً أننا نمتلك واحدة منها. بالنسبة لي، تعتبر رينج روڤر ضمن فئتها مثل شجرة الأرز. إنها السيارة الشامخة التي تقف بكل فخر، لأن تاريخها الحافل يسمح لها بذلك.