نجم له خطه وسياسته في الفن الخليجي، يختلف عن الكل في تقييمه لحركة الفن هناك، إذ يبدو الوحيد المغرد خارج سرب الدراما التي بدأت بالتألق، فينهى عنها، ويدعو لسينما ومسرح قويين، بل ويطرح ما لم يطرحه آخرون حين يؤكد أنه يعمل في الدراما لتوفير المال اللازم للصرف على السينما والمسرح.
أفكار كثيرة لدى الكويتي النجم خالد أمين، لعلنا نستعرضها في هذا الحوار الخاص .
لماذا التكتم على المشروعين الجديدين اللذين ستخوضهما للموسم المقبل، حتى الآن؟
هناك اتفاق مع الجهتين المنتجتين ومع المخرجين، والتزام من كافة طاقم العمل، خصوصاً الممثلين، على عدم الإفصاح عن أي شيء متعلق بالمسلسلين الجديدين، باستثناء السماح بذكر العنوانين وهما " حرب القلوب" و " عناق الماء".. وعندما يؤذن لنا بالحديث عن أية تفاصيل فستكون متاحة على الفور لوسائل الإعلام.
وهل رأيت فيهما ما يلبي رؤيتك الفنية في الدراما؟
طبعا، ولو لم أر ذلك لما وافقت على المشاركة فيهما، ففي المسلسلين هناك خروج عن النمطية التي سادت في الخليج من خلال الدراما، وفيهما تقدم على مستوى الفكرة المطروحة والقضايا العالقة، وهذا هو المهم بالنسبة لي في الدراما، وفي أي مسلسل أو نوع فني آخر.
كان لك كلام يشبه هذا الكلام عن مسلسلك السابق "حب في الأربعين".. هل وجدت في ذلك المسلسل ما أردته؟
بالفعل كان هناك اختلاف في " حب في الأربعين" عن كل ما عداه من مسلسلات في الخليج، وتمكن من الخروج إلى الحياة العامة واليومية بالنسبة للمواطن، بدلا من التقوقع على الدوام في إطار الأسرة ومسائل الطلاق والزواج والمطبخ، والأولاد. حب في الأربعين استطاع أن يأتي بصورة عاطفية رومانسية يطرح إشكالات لا يتوقع المواطن الخليجي أن يراها على شاشاته، وهذا بحد ذاته تطور لافت يجب أن يشار إليه ويبنى عليه للقادمات في هذا الدراما.
وما الذي تحتاجه الدراما الخليجية برأيك حتى تتمكن من التمرد على واقعها المعهود؟
تحتاج أولا إلى الورق القوي، النص الذي لا يهادن، النص الذي لا يتعامل مع المسلسل على أنه مسألة وقت من ثلاثين حلقة يشاهدها الناس في شهر رمضان، بل هي حالة خرق للمألوف، وبأن تأتي القضايا لتفاجئ الجمهور وتجعله يرى ما لا يتوقعه على الإطلاق. غير ذلك لا يمكن أن نعتبره دراما، بل قصص.
وهل تتوقع النجاح في الخليج لفكرة التمرد على الأفكار في الدراما؟
أتوقع ذلك في ضوء ما أراه من جديد، والمسلسلان الجديدان " عناق الماء وحرب القلوب" يعدان بذلك، وكذلك سمعت عن أفكار أخرى في مسلسلات أخرى فيها الكثير من التجديد، وهذا في مصلحة الدراما ومصلحة الجمهور والمجتمع.
نأتي إلى فكر خالد أمين في الفن.. نعرف أنه مختلف عن كثيرين.. ماذا تحدثنا عنه؟
بالفعل هناك اختلاف، خصوصاً عندما أكون من عشاق المسرح، بل وأعتبر نفسي ابنا لهذا القطاع وليس للدراما، والمسرح هو الأب الشرعي للفنون، والبقية انبثقت عنه، وعندما أقول المسرح أقصد أننا مقصرون في هذا القطاع وأدفع بكل ما لديّ للبحث عن مخرج له إلى العالم الحقيقي الذي يحتاجه ويستحقه هذا النوع الفني الراقي.
إلى أي درجة يمكننا الربط بين خالد أمين والمسرح؟
إلى درجة أن أعترف لكم بأنني أعمل في الدراما للحصول على المال بهدف الصرف على المسرح ومستعد للصرف على مسرحي من جيبي الخاص بل ومن لقمة عيشي وعائلتي، فبلا مسرح لا يمكن أن تقوم فكرة أو فن أو مجتمع، في أي بلد في العالم.
وهل يتلاءم المسرح مع مجتمع كالمجتمع الخليجي؟
الشعب المحافظ لا يمانع الإبداع، وأثبتت تجارب الدراما أن الشعب هنا شعب ناضج ويبحث عن كل جديد وكل مطور، وأعتقد بأن النهوض بالمسرح هو نهوض بهذا المجتمع، فهل سيكون المجتمع مخالفا لقطاع سيأتي على تطويره؟؟. لا أعتقد ذلك.
وماذا عن السينما؟
السينما مولود جديد في الخليج، وبالنسبة لي هي أب آخر لي، وأجد نفسي فيها أكثر من الدراما بكثير، وأسعى لأن تكون مع المسرح في صدارة الأولويات بالنسب للحركة الفنية والفكرية في هذه المنطقة المهمة في العالم العربي، وبصراحة هناك مشاريع سينمائية شاركت فيها ولم أكن أطلب المقابل المادي، وهناك مشاريع مقبلة سأكون فيها بنفس الصورة، حيث لا بحث عن المال عندما يتعلق الأمر بالسينما أو المسرح.
لكن هل يتفهم كل الممثلين هذا الكلام؟
ليس بالضرورة أن يتفهم الكل، لكنني بدوري أطالب كل الممثلين ومن دون استثناء بأن يعملوا في السينما وفي المسرح من دون البحث عن المال، والدراما تقدم المال لهم، فليخصصوا هذه الأموال أو جزءاً منها لدعم حركة المسرح والسينما في بلدانهم، لأن المنطق يقول بأنه من دون سينما ومسرح، فإن أي حركة فكرية أو فنية ستبقى محدودة.
وأين شاركت في السينما ومن دون مقابل؟
شاركت العام الماضي في فيلمين تم تصويرهما في الإمارات الأول بعنوان دلافين والثاني بعنوان السجادة، وكان كل ما طلبته من المخرجين أو الجهات المنتجة أن يوفروا لي الطعام والمسكن فقط، وبصرف النظر عن كل ما يتعلق بالمال كأجور أو سوى ذلك، والمخرجون والمنتجون لذاك الفيلمين يعرفون ذلك تماما.
ألا تخشى أن يؤدي كلامك إلى فهم خاطئ عند صناع الدراما، فيقلعون عن جلبك إلى مسلسلاتهم؟
لا، لا أخشى من ذلك لأنهم يعرفون إلام أرمي من كلامي هذا، بل أنتظر منهم، أنفسهم، أن ينتفضوا نحو المسرح والسينما مثلما انتفضوا نحو الدراما، وعندما يكون لساني من أجل الخليج كله، فلا يمكن لأحد أن يعاقبني أو يحاسبني على كلام كهذا.
سؤالنا الآن لو انطلقت السينما والمسرح في الخليج، ألا يحتاج الأمر لسنوات انتظار طويلة حتى تبدأ بقطف الثمار؟
لا أعتقد ذلك لأننا سننطلق من حيث وصلنا إلى الدراما وليس من الصفر، فالإمكانات موجودة ومتوافرة والمخرجون كثر والمال متوفر، والممثلون باتوا يعرفون متطلبات الحركة السينمائية والمسرحية، وتبقى الأفكار وهي التي يخاض بها البحث في هذا الجانب، وأعتقد بان الانطلاق من حيث وصلنا إليه هو أمر ناجح وناجع للسينما وللمسرح، وللحركة الفنية أيضا.
وماذا تقول لمن قد يعتبرك محاربا للدراما؟
أقول له بأنني لا أحارب هذا القطاع المهم جدا، وعندما أطرح تقوية السينما والمسرح فهذا يعني تقوية الدراما أيضا، لأن تقوية قطاع سيؤدي إلى تقوية كل شيء في الفن الخليجي.