للمرة الرابعة تستقبل مصر النجم العالمي الهندي أميتاب باتشان، لافتتاح مهرجان "الهند على ضفاف النيل" فى دورته الثالثة والذي بدأه السفير الهندي، نفديب سوري عام 2013، وتمتد هذه الدورة من 31 مارس/اذار وحتى 17 إبريل/نيسان برعاية وزارة السياحة مع وزارة الثقافة والسفارة الهندية في القاهرة.
وصل أميتاب باتشان الى مطار القاهرة أمس وسط حفاوة واستقبال جماهيري كبير، بصحبة مجموعة كبيرة من رجال الأمن، وقال باتشان خلال المؤتمر الصحافي الذي اقيم له اليوم في سفح الهرم منذ ساعات انه في كل زيارة الى مصر يشعر أنه في بيته ولا ينتابه احساس الغربة.
وكان باتشان قد وصل متأخرا الى المؤتمر الصحافي ما أثار استياء بعض الحضور، وقال ان اولى زياراته لمصر كانت عام 1975 لتصوير أحد الافلام، المرة الثانية كانت عام 1991 لحضور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وكان الوضع مختلفا حيث أصبحت السينما الهندية رائجة وذات شعبية كبيرة بين المصريين، ثم كانت المرة الثالثة في مهرجان الاسكندرية عام 2001، مؤكداً أن تجربة زيارته الى مصر في كل مرة كانت رائعة، خصوصاً أن المصريين يحبون الهنود ويعشقون الثقافة الهندية وليس السينما فقط، مبديا سعادته بالاستقبال الحار من المصريين.
وقال عن مهرجان "الهند علي ضفاف النيل" انه مهرجان مهم للغاية لأنه يشجع التعاون ويعزز الصداقة بين البلدين، خصوصاً انهما يملكان حضارتين عريقتين تمتدان لآلاف السنين وتلعب السينما دورا مهماً في التقارب بين الشعبين، كما قال باتشان حيث تذوب الفوارق الدينية أو الطبقية أو الجنسية، مؤكداً أنه لم يصنع السينما الهندية وحده، إنما شاركه في ذلك العديد من المبدعين من الهند مثل الفنان العالمي شاروخان، مشيراً الى انه لا يفضل استخدام كلمة "بوليوود" لأنها ترتبط بمدينة هوليوود الاميركية.
وأبدى أميتاب استعداده لتقديم وتصوير فيلم سينمائي في مصر، وأوضح أميتاب خلال المؤتمر الذي افتتح بعرض فيلم تسجيلي عن العلاقات الثقافية الهندية أنه توجد العديد من التسهيلات التي تقدم له لتقديم أعمال فنية في مصر، إضافة إلى غنى مصر بالعديد من الأماكن التي يصلح فيها التصوير، مشيرا إلى أنه ينوي ذلك خلال الفترة المقبلة معرباً عن أمله في أن يحقق المهرجان النجاح وأن يستمر فى مصر.
باتشان يعد من أهم نجوم السينما في العالم، وهو يبلغ 72 عاماً إلا أنه ما يزال يصنع الأفلام التي تثير شغف الجمهور في جميع أنحاء العالم، وقدم أكثر من 180 فيلماً وما زال متحمسا لتقديم المزيد،. وبسبب تأثيره وهيمنته على المشهد السينمائي في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين دعاه المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو بـ"رجل صناعة السينما الوحيد"، وفاز باتشان بالعديد من الجوائز الكبرى في حياته المهنية، من ضمنها ثلاث جوائز الفيلم الوطني لأفضل ممثل و14 جائزة فيلم فير، والعديد من الجوائز الأخرى في المهرجانات السينمائية الدولية، وهو أكثر ممثل ترشح لجوائز فيلم فير في الفئات الرئيسية، حيث يمتلك 39 ترشيحاً، وإضافة للفن والإعلام لديه أيضاً تجربة في السياسة في سنوات الثمانينيات حيث كان عضواً في البرلمان الهندي .
ويحظى باتشان بشعبية كبيرة في مصر ظهرت في الزيارات السابقة وما زالت مستمرة لدرجة أن إحدى الفتيات سقطت على الأرض مُصابة بالإغماء، بعدما صافحها النجم العالمي أميتاب باتشان، أثناء تسجيله حوارا مع برنامج "معكم" الذي تُقدمه الإعلامية منى الشاذلي بفندق الماريوت.
وعلّق أميتاب باتشان على الواقعة قائلا "إن حب الناس أكبر جائزة حصلت عليها في حياتي".
وتستعد أكاديمية الفنون المصرية برئاسة أ.د أحلام يونس لتكريم الفنان الهندي العالمي أميتاب باتشان ومنحه الدكتوراه الفخرية في سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ الأكاديمية وذلك تقديرا لمشواره السينمائي الحافل بالعطاء ولدوره الكبير في إثراء الحركة الفنية في السينما الهندية والعالمية.
وجاء في بيان أصدرته الأكاديمية، إن باتشان يعد ظاهرة فنية لن تتكرر في تاريخ السينما فلقد استطاع أن يخرج بالسينما الهندية من الإطار المحلي إلى الإطار العالمي وتقديمها في شكل حاز إعجاب ملايين المشاهدين من كل أرجاء العالم باختلاف ثقافاتهم.
وستقوم الاكاديمية بتكريم باتشان في حفل بالمركزالأكاديمي للثقافة والفنون (قاعة سيد درويش) يوم الأربعاء المقبل.
وقالت أ.د أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون بأن تكريم الأكاديمية للنجم العالمي أميتاب باتشان يعد شرفاً لنا فهو رمز للثقافة والفن في الهند والعالم، مشيرة إلى أن ذلك النوع من التكريم لن يكون الأخير وستسعى الأكاديمية دائما إلى استقطاب النجوم العالميين وتكريمهم.
تصوير هاني عبد ربه .