نجومية مطلقة وعزوبية مثيرة للتساؤل، وحب جارف لعائلتها منذ الصغر جعلها تتخلى عن نفسها ومستقبلها وحلمها بأن تصبح أماً، ولا تكتفي بذلك، بل تواصل طريقها في الدفاع بشراسة عن أخواتها في وقت تسامح من يخطئ بحقها.

امرأة غريبة الأطوار، تثير السؤال، وتعطي الجواب بإثارة مشابهة.

تطل من خلال مسلسلين في شهر رمضان المقبل أولهما بكائي والآخر مضحك.

إنها شيماء سبت وقد حلت ضيفة على صفحات الفن في الحوار الآتي .

تحدثت مؤخراً عن مسلسل فكرته مأساوية ستصورينه ليعرض الموسم الحالي.. ماذا عنه؟

نعم، المسلسل هو "طريق المعلمات" ويتناول ذهاب المعلمات إلى مناطق بعيدة عن مدنهن وعائلاتهن ليعلمن في أماكن نائية، ويتحملن مشاق كل شيء، من تعب ومرض، وربما الموت، وهذا يأتي في إطار عمل من ثلاثين حلقة كتبته كاتبة سبق وكانت معلمة وعانت الأمرين في مسيرتها، لذا ستكون المأساوية حاضرة وبواقعية طالما أن الكاتبة صاحبة تجربة في هذا الأمر.

ألا ترين أن الفكرة تأتي كإشارة إلى حالة تحرر لدى الدراما الخليجية من القوقعة في الأفكار التي تطرحها عادة؟

في الحقيقة هناك مساحة من الحرية بدأت تتشكل في الدراما الخليجية، وما يطرح الآن يفاجئ كثيرين من الناس، لكن هذه الحالة هي الصحية، ويجب أن نقوم بأنفسنا بطرح قضايانا، لا أن يطرحها الآخرون باسمنا وكما يشتهون هم.

وماذا عن شخصيتك في المسلسل؟

أؤدي دور معلمة تقيم في منطقة بعيدة ونائية، ويكون زوجها موظفا لكن تكاليف الحياة تجعل كل شيء صعبا، ويدخل زوجها في مرحلة الاستغلال لها، فيطلب منها المال مقابل أن يتركها في وظيفتها، على الرغم من أنها كارهة للوظيفة من جهة، ولا تستطيع تركها من جهة أخرى، ما يؤشر إلى انهيار اجتماعي من هذه الظاهرة التي يجب أن توضع حلول لها.

وهل من مشروع آخر لك غير هذا؟

نعم هناك مسلسل في قمة الضحك والرفاهية، وهو كوميدي بعنوان " عيال" وسنصوره في البحرين، ويتناول صعوبات الحياة وانغلاق الحلول أمام الناس ليلجأوا إلى الحلول عن طريق الخرافات، وتكون كل تلك المواقف في قالب كوميدي مضحك وأحيانا سيخرج المشاهد عن توازنه وهو يضحك.

وما شخصيتك في المسلسل؟

أكون زوجة لرجل له أم تنصحه بحل مشاكله معي بسبب طول لساني، ويصل إلى لحظة يقتنع بأن كل شيء بالزواج الثاني، وعلى ذلك تختار له أمه امرأة يتزوجها، فيفاجأ بأن لسان تلك المرأة أطول من لساني بكثير، وهنا تقع مواقف مضحكة للغاية.

والدتك ممثلة معروفة وشهيرة (فاطمة اسماعيل).. هل استفدت من ذلك في طريقك إلى النجومية؟

لا بل العكس صحيح، فأنا من أتى بوالدتي إلى التمثيل، وأنا من ساعدتها، وأعتز بوالدتي كثيرا فهي تمكنت من فرض نفسها كممثلة لها وزنها واسمها، لكني سبقتها إلى الفن وأتيت بها إلى التمثيل لاحقا.

وشقيقاتك أنت من ساعدهن في الفن.. ما الذي تمثلينه في العائلة بالضبط؟

أنا ومنذ شبابي الأول أصبحت مسؤولة عن العائلة ككل، وذلك بحكم مرض والدي، وحتى والدتي ابتعدت عن التمثيل في وقت لاحق بسبب حالة أبي، فبقيت مسؤولة عن الكل وأسهمت في صعود أخواتي إلى الغناء والتمثيل وهذا محط فخر لي لأنني أعتز بهن، واحدة واحدة، خصوصاً بعد أن نجحن جميعهن في المهنة.

هل ابتعدت والدتك عن التمثيل نهائيا؟

ليس نهائيا، لكن الظروف في البيت لم تعد تسمح لها بالابتعاد عن المنزل، فإذا كان المسلسل يصور في مكان قريب من المدينة تشارك فيه، أما السفر والتنقل فلم يعد متاحا بعد أزمة والدي الصحية.

وهل لهذه الأمور علاقة بتأخرك بالزواج؟

بالتأكيد لها علاقة فأخواتي كن صغيرات وأنا الكبيرة بينهن، ولا يوجد لدينا أخ شاب، وكان علي أن أتعامل مع الواقع كرجل في البيت، فتأخرت بكل شيء إلا بالتحصيل العلمي الذي حصلت من خلاله على ثلاث شهادات جامعية في ثلاثة فروع مختلفة، وتأخرت بالزواج، وحتى الآن أنا عازبة لكني لست نادمة.

ما الشهادات التي حصلت عليها في الجامعة؟

حصلت على شهادة الهندسة المدنية وكان هذا الفرع كرمى لأبي وأمي، ثم درست الإعلام ومن بعده علم النفس، قبل أن أصل إلى التمثيل.

والزواج متى يتم؟

هذا تقديره من عند الله سبحانه وتعالى، وليس بالأمر الرئيسي بالنسبة لي.

تخليت عن كل شيء كرمى لشقيقاتك، لكنهن دخلن مجال التمثيل فورا ولم ينتظرنك.. ماذا تقولين؟

أنا سعيت معهن ليصلن إلى مبتغاهن، ولو لم يصلن لكنت متأسفة على الكثير من الوقت الذي خصصته من حياتي لهن. هن حققن ما طمحن إليه، وما حلمت لهن به. الأهم بالنسبة لي أنهن ناجحات وأبي وأمي راضيان عنهن.

لكن في جانب من الجوانب ستشعرين بالندم على أشياء فاتتك في الحياة.. أم ماذا؟

هذا مستحيل، فعندما أنظر لنفسي اليوم أجد أنني ضحيت من أجل عائلتي، وإرى النتائج إيجابية، فأبي وأمي راضيان عنا جميعا، وفي الحساب النهائي ستقرأ النتائج كما هي، فإذا كانت إيجابية ستشعر بالسعادة لأنك لم تهدر وقتك وأشياء ثمينة من حياتك على فراغ.

تعودين للدراما.. ما الأعمال التي يمكن أن تكون شكلت نقلة نوعية لشيماء في مسيرتها الفنية؟

أعمال كثيرة، لكن الأهم أن النقلات لم تكن في مراحل البداية وحسب بل استمرت، ومرحلة التسعينيات كلها كانت فيها أربعة اعمال يمكن أن أقول عنها بأنها شكلت نقلات، لكن هل انتهت النقلات؟. بالتأكيد لا، لأنني في العام الماضي خضت مسلسل " للحب جنون" وأرى أنه شكل لي نقلة على الرغم من خبرة السنين في التمثيل.

لك تصريح تقولين فيه إنك متسامحة من جهة وتتحولين إلى وحش من جهة أخرى.. هل من توضيح حول ذلك؟

نعم أنا متسامحة مع أي شخص يمكن أن يخطئ بحقي ومهما كان خطؤه، وذلك فور تقديمه لاعتذار، وأنا من أكثر من يسامح من بين البشر، لأنني أحب النوم بهدوء مع نهاية كل يوم.

أما متى أنقلب وحشا!. إذا أخطأ أحد ما بحق أخواتي أو أبي أو أمي، فهذا الأمر لا سماح فيه حتى ولو اعتذر المخطئ.

حتى بهذه نرى أخواتك أهم من نفسك رغم تاريخك في العطاء لهن؟

نعم فشقيقاتي هن كل حياتي بعد أمي وأبي، ولا أشبع من العطاء لهن، وهن في الوقت نفسه لا يقصرن في الدفاع عني في أي إشكالية. نحب بعضنا بطريقة تجعل الناس يتمنون لو أنهم مثلنا في التعاطي والأخوّة.

هل ترين بعد خبرة كل تلك السنين أنك أكبر من عمرك الحقيقي؟

نعم أملك خبرة عشرين سنة أكبر من عمري، وهذا يساعدني في كل مفاصل حياتي في ترتيب أموري وأمور عائلتي (أبي وأمي وشقيقاتي) والأمر مريح للغاية لأننا في مجتمع يحتاج إلى تقدم في السن العقلي وهذا لا يأتي إلا بالتجارب والخبرات.