بعد فوزها بلقب ملكة جمال بدينات العرب كأول فتاة لبنانية وعربية تحمل هذا اللقب، شاركت مؤخراً الملكة السابقة اليانا نعمة في مسلسل "وجع الروح" للكاتب طارق سويد عبر شاشة الـotv، المسلسل لامس الواقع وعالج العديد من الحالات التي يعيشها عدد كبير من الناس، ومن بينهم طبعاً اليانا نعمة التي قدمت في المسلسل دوراً يشبه واقعها الذي يحمل الحب والسعادة والدموع والحزن ايضاً، في مجتمع يحكم على المظهر قبل الجوهر.
إليانا أود أن أبدأ حديثي معك من "وجع الروح" أخبرينا عن ردود الفعل عليه، ماذا يقول الناس لك في الشارع؟
ردود الفعل إيجابية جداً وأشكر الله فالناس أحبته كثيراً وهناك أشخاص لا أعرفهم مثلاً أبدوا إعجابهم به، مثلاً كنت البارحة في السوبرماركت فإحداهن اقتربت مني وقبلتني وقالت لي "إنتي عم تبَكّيني"، وأنا أتحدث عن نفسي هنا، وحقق ردة فعل قوية جداً ولديه نسبة مشاهدة عالية جداً والناس كلها أحبته وهذا جيد.
ترددت قبل أن تقبلي الدور هل تساءلتِ، كيف ستتعاطى الناس معي وطالما ليست ملتفة لموضوع البدانة فقد تلفتين نظر الناس أكثر وقد يتعامل معك الناس بطريقة سلبية أو اعتبرت أنك يجب أن تلقي الضوء على هذا الموضوع؟
لا أبداً لأنني أولاً كنت أحلم بالتمثيل منذ صغري وثانياً وددت كسر هذا "التابو" عند الناس الذين يعاملون الفتاة البدينة بطريقة بشعة، على العكس لم أتردد ولا ثانية كنت أتمنى فقط أن يقبلوني للقيام بهذا الدور.
هل عملت كاستينغ أو أنهم طلبوك أنتِ تحديداً للعب هذا الدور؟
أنا تعرفت على طارق في البداية على الفايسبوك وعرفت أن هناك مسلسلاً يتم التحضير له، فعملت كاستينغ على أساس أن ألعب أي دور عادي، ولم يخطر في بالي أنهم سيختاروني للعب دور الفتاة البدينة، فقمت بالكاستينغ ثم كلمني طارق وقال لي :"ما حدا غيرك رح ياخد هيدا الدور وهيك صارت".
هل تعتبرين ان الشعب العربي او اللبناني سخيف لأنه ما زال ينتقد الفتاة البدينة بوجود أمراض مستعصية وداعش وانفجارات، هل تشعرين بأن لديه سخافة أم لا؟
إذا كنا نتحدث كشعب نعم هو يسخف كثيراً هذا الموضوع وفي الوقت نفسه عندما وضعت صورتي على الفايسبوك أنني مشاركة بهذا العمل سمعت الكثير من الانتقادات البشعة يعني اذا دخلت على صفحة الـ OTV التي أدرجت صورتي هناك انتقادات بشعة جداً ولا أعلم كيف يفكر الناس، أو من دون قصد ولكنني سمعت الكثير من الكلام البشع وفي الوقت نفسه كثيرون قالوا إن هناك أشياء أهم بكثير انظروا بماذا أنتم تهتمون، ولكن أيضاً هذه مشكلة متأتية من المجتمع كبيرة جداً ونسبة كبيرة جداً من الناس يعانون من الوزن الزائد أيضاً.
كما أن هناك أشخاصاً نحيفين جداً ويعانون من النحافة الزائدة أيضاً.
مئة بالمئة، صح.
هل تعتبرين أن البدانة هي حرية شخصية، أو تقولين إنني ولدت هكذا وانتهى الأمر.
هي بالتأكيد حرية شخصية وفيما يتعلق بي شخصياً أنا ولدت ولم أكن بدينة لهذه الدرجة لكنني تعرضت لحادث وتناولت الكثير من الأدوية واكتسبت وزناً زائداً، في البداية واجهت الكثير من المشاكل لأنني لم أتقبل نفسي ثم لاحقاً اقتنعت بأنني هكذا حالياً ولا أستطيع أن أخسر وزناً "وخلص إنو أنا بقدر كون حلوة متل ما أنا هيك"، لماذا يجب أن أعيش على هذا التابو أن النحيفة جميلة والبدينة بشعة وهذا ليس صحيحاً أبداً.
قدمت على مسابقة ملكة جمال البدينات هل كان في بالك أنك أردت أن تقدمي كي تربحي أو لأنه يحق لك أن تصعدي على البوديوم وتظهري نفسك وتلبسي المايوه وتتباري وتظهري أن لديك ذكاء وجمالا؟
كان هدفي في البداية أن أربح هذا ما كان يهمني. أنا أول ملكة جمال للبدينات، وكان فيها مسؤولية كبيرة جداً "وكانت اول مرة بتنعمل والعالم ما بتعرف هيدا الشي حتى بيي وقف بوجي لكني قدمت والحمد لله بالعكس".
شاركت بمباراة عالمية وكان من المفروض ان تمثلي الفتيات العرب بمباريات عالمية هكذا قالوا في الحفلة هل شاركت.
لا لأنه لم يطلبني أحد، فقط حصلت على تاج في أحمر بالخط العريض ولم يحصل شيء آخر.
هل تعتقدين من أن نظم هذه المسابقة خذلوك بمكان ما ؟
من الممكن أجل لأن جيسيكا استطاعت أن تقدم على مسابقات عالمية أنا لم تسنح لي هذه الفرصة يمكن أن تستنح لغيري لا أحد يعرف.
ولكنك سعيدة أنك أول ملكة جمال للبدينات في العالم العربي.
بالتأكيد الأولى.
هل قررت أن تكوني ممثلة محترفة بعد وجع الروح.
هذا حلمي منذ صغري كما قلت لك وبالتأكيد إذا عرضت علي أدوار لن أفكر بل سأوافق بلا تردد لأنني أحب هذا المجال كثيرا.
هل عالج المسلسل مشاكل حقيقية تعاني البدينات منها في الحياة اليومية؟
وهناك أمور أخرى كثيرة لكنك لا تستطيع تصويرها، لكن هناك بعض المشاهد التي مرت في المسلسل حدثت معي أنا شخصياً مثل مشهد الساندويش في المسلسل هذا المشهد حدث معي حقيقة في حياتي. هناك أمور أخرى تحصل مع الفتاة البدينة ولا تستطيع عرضها لأنها تجرح كثيراً.
لذلك مثلت بتلقائية، حين كنت تمثلين أحسست بوجع أو بفرح وكأنك تقولين أنظروا ماذا تفعلون بنا أو أنك أحسست بشعور متناقض بين الفرح والحزن ربما؟
أحسست بالفرح والحزن معاً، في البداية كنت سعيدة أنني أجسد هذا الدور، ولكنني أنا مررت بهذه التجربة يعني أنني شعرت أنني أستطيع إيصالها بالطريقة الصحيحة، وأحسست بحزن بالتأكيد لأنني مررت بمواقف كثيرة في حياتي عدت وعشتها مجدداً من خلال هذا الدور وعدت وتأثرت بها وحزنت من جديد، ولكنني أشعر أنه بعرض وجع الروح هناك أشخاص كثيرون غيّروا رأيهم.
هل لديك الشجاعة لتواجهي الانتقادات التي توجه لك في الحياة بخصوص بدانتك؟، مثلاً إذا انتبهت إلى شخص ما ينتقدك ويقول كم أنت بدينة هل لديك الجرأة لتواجهيه وتقولي له ما دخلك بهذا الأمر؟ أنا بدينة وما همك أنت؟
بالتأكيد "ما حدا الو معي وانا حابة حالي هيك اللي بيحبني اهلا وسهلا".
ليس المقصود أن نشجع البدينات، بل قصدنا أن هناك بدانة مرضية، وفي المقابل لا نود أن تتحول البدانة إلى مرض؟
مئة بالمئة، ليست هذه هي الفكرة التي أقصدها، أنا لست أشجع البدانة، إذ يجب على الإنسان الاهتمام بصحته لأن هناك أمراضاً قد يتعرض لها، لكن إذا كان ثمة شخص بدين بمعنى أن لديه زيادة قليلة في الوزن وليس over ويستطيع أن يهتم بصحته ويمارس الرياضة، فأين المشكلة في ذلك؟ "انو مش ضروري كون انا mannequin لكون حلوة".
عرضت عليك أعمال أخرى بعد وجع الروح؟
إلى الآن ليس بعد.
سعيدة باصداء وجع الروح؟
بالتأكيد.
ما هي الطموحات التي ترغبين تحقيقها في حياتك؟
سأعطيك سكوب.
هيا أعطني.
بدأت بكتابة مسلسل درامي لي لكنني لم أجد منتجاً له حتى الآن وهو مؤلف من ستين حلقة.
إلى أين وصلت في كتابته ؟
وصلت إلى حدود الأربعين حلقة.
هل تعيشين علاقة عاطفية أم تفتقدينها حالياً؟
في هذه اللحظة أنا أفتقدها، حالياً لا يوجد أحد في حياتي لكنني عشت في الماضي تجربة جرحتني، وستشاهد دوري في المسلسل وهو ما حدث معي في الحياة حقيقة، أيضاً المشكلة كانت الوزن الزائد الذي يؤثر كثيراً في موضوع العلاقات العاطفية.
على صعيد شخصي نتحدث، قد يحصل إعجاب بينك وبين شخص ما ولكنه لا يتقرب منك لأنك بدينة؟ هل تعانين من هذه المشكلة؟ فأنا لا أفهم السبب! أنت بدينة لكنك مهضومة.
هناك أشخاص كثيرون يفكرون بهذه الطريقة لكن صدقاً لا أود أن يفهمني أحد بطريقة خاطئة، أنا أحاول قدر الإمكان أن أكون كما أنا على طبيعتي، لأنه حين يكون الأنسان ضعيفاً يجعل الناس يشعرون كم هو ضعيف، بينما أنا إذا كنت واثقة من نفسي وكما أنا الآن، أستطيع أن أجذب مئة شاب بجانبي.
شخصيتك بالحياة مهضومة وأنت صاحبة نكتة أنا أشكرك وبالتوفيق إليان.
شكرا لك.
