أقام المركز الكاثوليكي بكنيسة الآباء الفرنسيسكان مساء أمس الخميس، حفل تأبين لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، بحضور شقيقتها ناهد حمامة، الأب بطرس دانيال، مدير التصوير كمال عبد العزيز، سميرة عبد العزيز، وأحمد عبد الوارث.
بدأ الحفل بعرض فيلم أرض الأحلام، آخر أفلام حمامة للسينما، من إخراج داود عبد السيد، وشاركها البطولة يحيى الفخراني، الا أن الفيلم توقف أكثر من مرة بسبب الأعطال الفنية، وقد إعتذر الأب بطرس دانيال عن هذه الأعطال.
وبعد عرض الفيلم تحدث الأب دانيال عن حمامة، مؤكداً أنها كانت رمزاً للمرأة المصرية في السينما، وكانت عنواناً للكرامة والحب والحنان والعطاء، مشيراً الى أنها تمثل أسطورة لا تنتهي،ثم وقف الحضور تأبيناً للراحلة وطالب الأب دانيال المسلمين بقراءة الفاتحة، والمسيحيين بقراءة أبانا الذي في السماء.
بعد ذلك عرض فيلم تسجيلي عن حمامة إهداء من صندوق التمنية الثقافية للمركز الكاثوليكي، من إخراج ضياء داود، ثم بدأت ندوة للحديث عن حمامة وأدارها الناقد طارق الشناوي، وتحدثت فيها ناهد الشقيقة الصغرى لفاتن، منى ذو الفقار، الابنة الروحية لحمامة، يحيى الفخراني وإلهام شاهين، التي حضرت متأخرة الي حفل التأبين وإعتذرت عن ذلك، مشيرة الى أنها كانت في تصوير في مينة الانتاج الاعلامي.
ونظراً للزحمة وبعد المسافة فقد تأخر الحفل بعض الشيء ، وقال الناقد طارق الشناوي، إن حمامة هي التي تكرم كل من يحضر حفل أو ندوة لتأبينها حيث يتاح للحضور الحديث عنها، فهي لا تموت لأن ما تركته من إبداع يحيا في ضمير كل المشاهدين، مشيراً الى أن أعظم قيمة قدمتها حمامة هي الإحترام، الذي ميّزها وجعل كل أسرة تشعر بأنها واحدة منها، لذلك فإن كثير من الاسر المصرية تضع صورة حمامة في صالون منزلها، لأنها كبرت مع هذه الاسر التي تعرفت عليها صغيرة في سن السابعة من خلال فيلم يوم سعيد، وكبرت أمام أعينهم من خلال أفلام عديدة ، وصولاً الى فيلم أرض الاحلام، آخر أفلامها في السينما، وكانت دائماً تمتلك الحضور وحب الجمهور.
وأضاف الشناوي أن حمامة كانت متجددة وتسعى دائماً الى التغيير والتميّز، حيث تعاملت مع عدد كبير من المخرجين مثل سعيد مرزوق، خيري بشارة وأخيراً داود عبد السيد، لذلك فإن حمامة هي حبيبة الملايين ونجمة القرن وعنوان السينما المصرية، وميضها لا يخفت.
بدورها قالت منى ذو الفقار، إن الفن بالنسبة لحمامة كان رسالة، مؤكدة أن عبقريتها تكمن في إنسانيتها التي إنعكست دائماً على فنها، حيث كانت تسعي دائماً لتوصيل رسالة الى الناس من خلال أفلامها، لذلك تعرضت للعديد من القضايا الإجتماعية والإنسانية في عدد من أفلامها منها فيلم أريد حلاً، التي جاءتها فكرته عندما إستمعت الى قصة سيدة تعاني من ظلم زوجها، الذي طلّقها بعد 30 عاماً ولم تحصل سوى على نفقة عام واحد، فطلبت من حسن شاه أن تكتب عن مجموعة من القصص المشابهة، وقررت تقديمها في فيلم ساهم في تغيير قوانين الأحوال الشخصية لصالح المرأة.
أما إلهام شاهين فحكت عن علاقتها بحمامة، مشيرة الى أنها دخلت مجال الفن، بسبب حبها لحمامة وكانت تتمنى مقابلتها، وفي احدى المناسبات قال لها المحيطون إنها تتمنى مصافحتها ولكنها تخجل من ذلك، فطلبت منها الصعود لمصافحتها وفاجأتها بقولها :"تعالي يا بنوتة دانتي شبهي اكتر من بنتي"، بعدها قامت احدى القنوات بالتصوير معها بإعتبارها شبيهة حمامة، ثم توالت عليها العروض السينمائية بسبب هذا الشبه، فتغير مسار حياتها من العمل في الإخراج كما كانت تتمنى العمل في التمثيل، وبعدها كانت حمامة تتابعها بإستمرار وتحرص على مشاهدة أعمالها وإختارتها لتمثيل دورها في مسلسل البراري والحامول، الذي قدمته من قبل في الإذاعة.
وقالت شقيقتها ناهد حمامة إنها كانت حنونة وكانت علاقتها حميمة بكل أفراد الأسرة، وتحرص على التواصل معهم، مشيرة الى أنهم يفتقدون حنانها وعطاءها، ولكن عزاءهم هو أعمالها التي ستعيش للأبد.
يحيى الفخراني، قال إنه كان محظوظاً بالعمل مع حمامة، في فيلم أرض الأحلام، مشيراً الى أنه كان ينوي عدم تقديم أعمال سينمائية مرة أخرى، ولكن عندما إختارته حمامة للعمل معها لم يكن بوسعه الإعتذار، مشيراً الى أنها كانت تتعامل مع الجميع بتواضع وحب، ولم تنقطع علاقتهما بعد ذلك حيث كانت تتابع أعماله وتحرص على الإتصال به وإبداء رأيها فيها.
وقالت سميرة عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ"الفن" إن الفنانين الكبار لا يموتون لكنهم يعيشون من خلال أعمالهم، لذلك فإن حمامة قد تكون فارقت العالم بجسدها لكنها ستظل دوماً في قلوب جمهورها بأعمالها المتميزة، ولا يمكن الحديث عن السينما من دون الحديث عن حمامة، فهي أحد رموز السينما المصرية.
لمشاهد ألبوم الصورإضغط هنا
تصوير شريف عبد ربه