موهبة فلسطينية جديدة تنطلق في عالم الغناء.
نجح في كسب محبة الجمهور العربي وثقته. نال اعجاب وتقدير لجنة تحكيم البرنامج فكان منافساً شرساً على لقب "محبوب العرب" في موسمه الثالث. الفنان الفلسطيني الشاب هيثم خلايلي تحدث لـ "الفن" عن مشاركته في "أراب آيدول" وعن المنافسة مع محمد عساف اضافة إلى اعماله الجديدة وغيرها من المواضيع في هذا اللقاء :
أهلاً وسهلاً بك عبر موقع "الفن".
شكراً جزيلاً وأهلاً بكم.
بداية أخبرنا عن العوائق التي تواجه المشترك الفلسطيني الذي يتقدم للمشاركة في هذا النوع من البرامج خصوصاً أنها تتطلب منه السفر خارج فلسطين المحتلة.
مشاركتي كفلسطيني في برنامج أراب آيدول هي كمشاركة أي شاب يحلم في التواجد في برامج المواهب. اذا حصرنا المشاركة في النطاق الفني والمنافسة الفنية فمن الصعب جداً دخول هذا البرامج والوصول إلى مراحل متقدمة فيها.
أما من الناحية السياسية فنحن في فلسطين بشكل خاص لدينا دائماً عوائق وصعوبات للتنقل والعبور من دولة إلى أخرى بسبب الوضع السائد هناك. الأمر كان صعباً جداً وكان شبه مستحيل. واتمنى أن تكون الخطوة التي قمت بها بداية لكل المواهب الموجودة عندنا والتي لا تعلم إلى أين تذهب.
ماذا حققت من خلال مشاركتك في "أراب آيدول" ؟
ما استطعت تحقيقه في برنامج "أراب آيدول" هو بداية مشاركتي بحد ذاتها ووجودي في البرنامج اضافة إلى اجتيازي كل المراحل ووصولي إلى المرحلة النهائية فهذا كان انجازاً بالنسبة لي ولأبناء شعبي الذين مثلتهم.
هل مشاركتك في هذا البرنامج كانت فقط من اجل الشهرة ؟
كانت بحثاً عن الشهرة والانتشار معاً. كل فنان مهما كان صوته جميلاً لا يصل إلى الناس إلا من خلال الشهرة والانتشار. البرامج الغنائية في أيامنا هذه هي الوسيلة للانتشار السريع في كل الوطن العربي.
ولكن بعد انتهاء البرنامج ستعتمد مسيرتي الفنية على جهودي الفردية وكيف اكمل المشوار وكيف اقوم بخطواتي واختياراتي. وبالتالي كان هدفي من المشاركة في "أراب آيدول" هو الوصول إلى الناس وبعدها أكمل الطريق.
فوز محمد عساف بلقب محبوب العرب في الموسم الثاني من برنامج "اراب آيدول" هي التي شجّعت المواهب الفلسطينية على المشاركة في برامج الهواة ؟
نعم بالتاكيد لها تأثير ايجابي كبير، لأن محمد اشترك وشجّع الكثير من المواهب، مع العلم أننا كنا دائماً نحلم ونطمح ان نحاول وان نصل. أما مشاركة محمد عساف فجعلت البرامج تركز اكثر على المواهب الفلسطينية والاثبات أن تجارب الاداء في "أراب آيدول" حصلت للمرة الأولى في "رام الله".
هيثم هل تعتقد أن ما حصل عليه محمد عساف من شهرة واهتمام في الموسم الثاني من أراب آيدول، سينصف المواهب الفلسطينية الأخرى التي شاركت وستشارك في برامج الهواة بعده ؟
من حيث المبدأ ، محمد شاب فلسطيني وهو آت من غزة، وكلمة "غزة" بمفردها تحدث ضجة كبيرة. أضف إلى ذلك أن محمد صوت مميز وكاريزما مميزة وشخصية مميزة . اجتمعت كل هذه الأمور حتى تكوّن اسم محمد عساف.
بعدما نال محمد عساف كل هذا النجاح والدعم والشهرة ، كيف كانت نظرتك لبرامج الهواة وبرنامج "اراب آيدول تحديداً، خصوصاً انه من المنطقي ألا يحصل أحد على ما حصل عليه عساف خصوصاً المواهب الفلسطينية؟
منذ مشاركتي الأولى في البرنامج كان تأثير محمد عساف كبيراً والكل كان يردد ان فوزه سيمنع فوز اي موهبة فلسطينية في الموسم التالي.
فكنت أقول " ما المانع أن تحصل موهبة فلسطينية أخرى على نسبة تصويت كبيرة اذا كان صوت صاحبها جميل؟" بشكل عام كان لفوز عساف تأثير ايجابي وسلبي في الوقت نفسه.
ولكن نظرتي للبرنامج لم تكن فقط من أجل الفوز انما كنت اتطلع أيضاً إلى دخول الساحة الفنية العربية من خلاله وهذا يفتح امامي طرقا عديدة لما بعد البرنامج وهذا ما كان يهمني أكثر. الاستمرارية كانت الهدف وليس البرنامج والوقت الذي أمضيه في المسابقة.
هل كانت تصلكم الاخبار التي كانت تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً الأخبار التي تحدثت عن "الجواز الاسرائيلي" الذي بحوزتك ؟
بالطبع معظم الأمور كانت تصلنا . لنفرض ان هذا الجواز كان معي لأي سبب من الأسباب فهو سيكون السبب باننا نحن فلسطنيو الداخل، بقينا في أرضنا. مسالة الجواز مهمة جداً ويجب أن يعلم بها الجميع ويفهم الموضوع.
من يعود إلى التاريخ يعلم انه في العام 1948 عندما حصل التهجير من قبل اليهود هناك قسم كبير من الشعب الفلسطيني بقي في أرضه. هؤلاء هم "عرب الداخل" الذين هم جزء لا يتجزأ من فلسطين ولكن فرض عليهم أن يحملوا جواز سفر اسرائيلياً كي يعيشوا ويكملوا حياتهم. ما كان لديهم سوى هذا الحل أو ان يُهجّروا.
نحن نفتخر أننا عرب 48 وأننا عرب وبقينا في أراضينا وما نزال نحارب فكرياً وبكل الوسائل ولكننا محافظون على مبادئنا وعلى انتمائنا.
كيف استفدت من مشاركتك في البرنامج بعيداً عن الشهرة والانتشار ؟
الدراسة الموسيقية مهمة جداً لأي فنان يريد ان يطور موهبته . انا تعلمت الموسيقى في الجامعة ودرستها ولكن هذا لم يفتح لي ابواب الشهرة كما حصل في البرنامج. وطبعاً هذا لا يعني انني لم اتعلم شيئاً من البرنامج، بل على العكس فقد استفدت من الاستاذ وديع ابي رعد والاستاذ ايلي العليا كما تعلمت من اللجنة أموراً كثيرة. بالفعل تعلمت من كل فريق العمل من خلال الفترة التي قضيتها في البرنامج كل الامور التي تعنيني كفنان. لقد عدت إلى وطني ولدي نظرة جديدة عن الفن والموسيقى والتصوير والانتاج.
الفائز باللقب حصل على جوائز فنية ومادية. ماذا ستقدّم لك شركة بلاتينوم من خلال العقد الموقع بينكما، علما ان لديك شريكاً فلسطينياً آخر هو النجم محمد عساف؟
الموضوع لا يتعلق بهوية الفنان، فلا مانع من أن يكون مع الشركة أكثر من فنان فلسطيني. سيكون هناك عقد جديد مع بلاتينوم لأن العقد الذي كان بيننا يعود إلى الفترة التي كنا فيها 26 مشتركاً في البرنامج وبالطبع هناك أمور كثيرة يجب أن تتغير .
هل تعتبر ان أحد مفاتيح النجاح هو الغناء باللهجة المصرية ؟
مصر هي أم الفن. أنا تربيت على الأغاني المصرية ومصر بلد مليء بالفنانين والمبدعين. واللهجة المصرية بحد ذاتها حلوة. انا احب الغناء باللهجة اللبنانية والمصرية والخليجية. ونحن لهجتنا قريبة جداً من اللبنانية وبالتالي انا تربيت على اللهجة اللبنانية أيضاً.
ما هي نظرتك إلى برامج الهواة وهل هي فعلاً تستغل المواهب ؟
المصالح متبادلة بين البرنامج والمشتركين، فمن غير المنطقي ان يُصرف على هذا البرنامج من دون تحقيق ارباح، بالتأكيد هناك هدف مادي من هذه البرنامج وهذا ليس خطاً، وفي الوقت نفسه من يعرف كيف يستغل هذه الفرص ينجح.
بالنسبة لي نلت الشهرة التي كنت أريدها وتعرفت على الأشخاص الذين أريد التعرف عليهم وكل التجربة كانت بمثابة دافع كبير لي ساستغله بعد البرنامج من أجل النجاح ، وطبعا البرنامج حقق مكاسب من خلال مشاركتي. أنا أنصح كل موهبة بالمشاركة في هذه البرنامج.
أخبرنا قليلاً عن الاستقبال الذي تلقيته في بلدك والحفلات التي قمت بها.
عندما عدت إلى البلد كان في انتظاري جمهور كبير تخطى 30 الف معجب ، لم تستطع العدسات التقاط صورة لهم بسبب عددهم الكبير.
أما بالنسبة للحفلات فكانت أولى الحفلات في راس السنة في فندق غراند بارك – رام الله وكان الحضور كثيفاً وكانت حفلة رائعة، كما قدّمت حفلة أخرى في عكّا. وكانت لي اكثر من حفلة خيرية في أريحا ورام الله منها بمناسة عيد الشهيد ومناسبات أخرى.
هل تغيّرت شخصيتك بعد الخروج من البرنامج ونيلك هذه الشهرة الكبيرة ؟
في البرنامج وبعده نظرة الناس تجاهي ايجابية ويقولون عني انني انسان متواضع وعطبيعتي وانني غير متصنّع.
كيف تنظر إلى المنافسة الفنية بينك وبين محمد عساف ؟
أنا في كل جلسة أكون فيها يذكر اسم عساف ، وكل جلسة يكون فيها هو يذكر اسمي. لقد أصبحنا قضيتين: انا الشاب القادم من منطقة الـ 48 ومحمد عساف القادم من غزّة. نحن وجهان لعملة واحدة. بالعودة إلى المنافسة دائماً يتحدث الناس من حولنا عن منافسة بيننا ولكن أنا أؤكد لك أن لا شيء سلبياً في هذه المنافسة .. أنا أحترمه كثيراً وأحبه وهو كذلك، ودائماً ألتقي به عندما نكون كلانا في فلسطين. نحن الاثنان الأضواء علينا ولكن كل واحد بطريقه.
الخطوات المستقبلية والمشاريع المقبلة .
بعد ترتيب العقد مع الشركة سابدأ العمل من أجل الانطلاق بعمل فني جديد ممكن أن يكون أغنية أو ألبوماً ولكن لا أريد ان يطول الأمر كثيراً. كما انه بانتظاري جولة فينة في أميركا وكندا بين شهر شباط وشهر نيسان. وعلى صعيد الحفلات لدي جولة حافلة حتى نهاية موسم الصيف تقريباً.
في الختام شكراً لك هيثم على هذا اللقاء وأتمنى لك التوفيق.
أوجه تحية كبيرة لجمهوري ولجمهور موقع الفن. اشكرهم دائماً على دعمي وايمانهم بموهبتي. واتمنى لكل الوطن العربي الخير وان تنتهي الأزمات لأننا نريد ان نفرح.