يعرف بصقر الأغنية الإماراتية وحامي التراث الإماراتي المحلي بصوته الذي تمخض عن مئات الأغنيات، التي لم تخرج عن لون بلاده حتى غدا رمزاً من رموز الحركة الثقافية والفنية والاجتماعية هناك.
غاب لثمان سنوات ما شكّل إحباطا لدى جمهوره الواسع والمنتشر في البلدان العربية، لكنه قرر مؤخراً العودة من جديد، واعدا كل عشاقه بعدم الغياب ثانية.
موقع "الفن" التقاه وحاوره بالكثير والشيق والممتع.
التفاصيل..
ها قد عدت إلى الفن من جديد.. ما الذي يقف وراء هذه العودة؟
السبب وراء عودتي إلى الغناء بعد انقطاع لسنوات، لا يتعلق إلا بشعوري بضرورة إعادة التواصل مع جمهوري من جديد، وشعوري بالقدرة على تقديم الجديد لهذا الجمهور، إضافة إلى علاقة قوية تربطني بمهنتي قد تبرد كما حدث، لكنها لا تموت بالمطلق.
وما الذي تقوله للجمهور في مستهل هذه العودة؟
أقول بأنني أعترف بأن فترة 8 سنوات من الغياب هي فترة طويلة جدا، لكنني أرجو هذا الجمهور الكبير أن يعذرني ويقدر الظروف التي حالت دون حضوري بألبومات طيلة تلك الفترة.
وما شكل هذه العودة في هذا التوقيت؟
أعلن لجمهوري عن عودتي من جديد من خلال ألبوم يضم 11 أغنية تتصدرها أغنية " لا تردني حدود"، وسيكون التعاون في هذا الألبوم مع مجموعة من الشعراء والملحنين الخليجيين.
ماذا أيضا؟؟ فالجمهور طامع بالكثير؟
أعد الجمهور بأن تكون " لا تردني حدود" أغنية تعيد الوصل بينهم وبيني، وأعدهم بأن أستمر في رفض إصدار ألبومات أو أغنيات لا أكون مقتنعا بأنها ستصل إلى قلب العشاق ( الجمهور) كما في السابق.
بصراحة ما الذي قادك إلى الغياب، وما الذي دفعك للعودة؟
شعوري يقودني ويوجهني، وعندما شعرت بأنه علي الغياب غبت، وعندما شعرت بأن جمهوري يحتاج إلى جديد، عدت من جديد، لا شيء فوق الحب والتفاعل مع الجمهور بالنسبة لي.
هل كانت مشاريع اقتصادية سببا في غيابك كما أشار البعض؟
لم ولن تكون أية مشاريع اقتصادية أعمل فيها وأديرها سببا في الابتعاد، على الرغم من إيماني بأن لكل شي حقه في الحياة، والفن لا يرتبط بشيء، والظروف مهما كانت قاسية أو المشاغل كبيرة، فهي لا تشغلني عن الفن بشكل مباشر.
هذا الغياب ليس الأول لك كما نعرف.. ماذا عن غيابك السابق؟
بالفعل، هذه ليست المرة الأولى التي أتوقف فيها، لكنها الأطول، والفترة الأولى للتوقف كانت لمدة سنتين، في العام 2004 وحتى 2006 حين كنت على وشك إطلاق ألبوم في العام 2004 وأعلنت عنه في وقتها وبات الجمهور ينتظر، لكن جاءت وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان لتوقفني عن العمل لمدة طويلة استغرقت قرابة السنتين، وعدت بعد ذلك بألبوم خاص، وكان الأخير قبل أن أتوقف التوقف الأخير والطويل هذا.
وكيف ترد على من قال بأن مشاريعك الاقتصادية هي سبب الابتعاد والغياب؟
في الحقيقة، في سنوات ما قبل التوقف كنت أعمل في مشاريع اقتصادية وفي الفن في نفس الوقت من دون أن يتسبب أي من النوعين في ضرب الآخر.
بل وطيلة حياتي كنت فنانا وكنت أعمل في مشاريع اقتصادية أو البزنس إن صح التعبير، ولم يكن للفن تأثير على العمل في البزنس، ولا للمشاريع تأثير على الفن، وبالتالي لا يمكن أن أكون ابتعدت في الفترة الماضية، على الرغم من طولها، لأسباب متعلقة بالعمل الاقتصادي.. الفنان وكل فنان في العالم له مجال آخر ينشط فيه ويعمل له وهذه من طبيعة الحياة.
هل ستتعاون مع ولدك محمد في مشاريعك الفنية المقبلة؟
نعم وأنا سعيد لأنني سأتعاون في الألبوم الجديد مع ولدي محمد ميحد حمد على سبيل التلحين، وأتوقع لمحمد مستقبلا باهرا في عالم الموسيقى والطرب.
ولدي محمد تعلم كل ما تحتاجه الموسيقى والغناء، ويعرف كيف ينطلق وإلى أين ينطلق.. ساعدته سابقا، وأتوقع أن يصبح في منطقة موسيقية غير متوقعة للكثيرين.
وماذا لو حاز شعبية أكثر منك؟
أتمنى ذلك، فأن يحظى ولدي بشعبية وجماهيرية تفوق جماهيرية أبيه، فهذا شيء رائع، وكلنا نؤمن بأن الابن أغلى من النفس والذات.
ربما يكون تغير الكثير في الوسط الفني في فترة الغياب.. ألا تخشَ طغيان المصالح الشخصية الآن عما كان عليه الأمر سابقا؟
صاحب المصلحة وحده من يجد الوسط مصلحياً، الكل أحبائي والكل على علاقة وطيدة معهم، ولم أخسر فنانا واحدا صادقا في حياتي الفنية كلها، ولا أخشى من هذا الجانب، فأنا بين أهلي وأحبائي وحسب.. والوسط الفني صورة لمجتمع جيد، وأدعو كل الفنانين إلى تغليب مصلحة المجتمع وبالتالي البلد، على أي مصلحة شخصية أو مكسب خاص.
أنت موصوف بأنك وطن.. ما الذي يعنيه لك هذا اللقب؟
يعني لي الكثير، فالارتباط بالوطن يجعل الوطن مرتبطا بي، ويجعل الناس ترى فيّ شيء من الوطن.. هذا لقب كبير ومسؤولية ضخمة يلقيها من أطلقوا هذا اللقب على صوتي وعلى مبادئي، فكلمة وطن ليست قليلة وليست عادية".
ما سبب وصفهم لك بها اللقب حسب اعتقادك؟
أعتقد بأن من أسباب وصفهم لي بأني وطن، كان التزامي خط الأغنية الإماراتية أولا والخليجية ثانيا، ولأني من مؤسسي الغناء الإماراتي ولم أتخلّ عن هذا اللون طيلة مسيرتي على الرغم من وصولي إلى شهرة فاقت التصور حتى خارج حدود بلدي والخليج.
هل ستستمر في إحياء التراث الاماراتي؟
التراث الإماراتي القديم في المقدمة، وإحياؤه عبر الغناء أهم بكثير من أي نطاق آخر والسبب أن الجمهور الإماراتي مستمع جيد للطرب، وإذا تخلينا عن التراث والغناء للتراث نكون تخلينا عن الوطن، ولا يمكن لأي إنسان أن ينتمي إلى وطن ويعبر عن شعوره بهذا الانتماء ما لم يكن وفيا لكل تفصيلة في هذا الوطن، والتراث الإماراتي هو العنوان بالنسبة لي، ولن أتخلى عنه وسأبقى اغني له ما دمت قادرا على الغناء".
وهل ستعود كما كنت على الدوام في عيد الإمارات الوطني؟
الغناء في العيد الوطني هو الغناء الاساس، والإمارات في يوم عيدها تبدو بمثابة الأم التي تجمع أولادها في يوم ميلادها، ويكون على الجميع تقديم هدية لها، ونحن كفنانين، وفي عيد الاتحاد، نقف جميعنا أمام أمنا لنقول لها نحن أولادك.
أنا مستعد دائما للمشاركة في ديو مع أية مجموعة يكون هدفها الغناء للوطن وللقادة في الإمارات، وأعتبر ذلك بمثابة رد جميل لهذا الوطن عليه وعلى الجميع.
لكن هل ستبقى الأغنية الوطنية في الإمارات مقتصرة على مناسبة العيد الوطني؟
أتمنى ألا تبق الأغنيات الوطنية خاصة فقط بالمناسبة، بل أن تصبح لجميع الأشهر ولجميع مرافق البلد وفعالياته، على أن يكون عيد الاتحاد هو التتويج لكل ما يكون سبق إنتاجه وإظهاره للناس.
