في جوٍ فني مختلف عن المألوف والسائد أصدر المخرج هاني عساف أغنية بعنوان "عندو دقن" من كلماته وألحانه، أتبعها بكليب من بطولته واخراجه، وموضوع الأغنية هو قصة حب انتهت بعد التحاق الحبيب بداعش، هاني اصاب الهدف ببساطة واوصل الرسالة والفكرة الى كل الناس، فكانت "بصمة فارقة في زمن السكوت" كما كتب على صفحته الخاصة على احد مواقع التواصل الاجتماعي.

هاني عساف فنان شاطر وموهوب ومختلف، وفي جعبته الكثير من الافكار التي ستولد حتماً في المستقبل القريب، وستتحول الى مادة مثيرة للجدل تماماً كاغنية "عندو دقن".

هاني عساف ضيف موقع "الفن" في لقاء صريح ومباشر يوضح من خلاله افكاره الفنية والشخصية.

هاني عساف مبروك اغنية وكليب"عندو دقن"

شكراً لك وانا سعيد بهذا النجاح، كانت خطوة صعبة ولكنها جميلة جداً.

هي من كلماتك والحانك واخراجك؟ من اين اتتك الفكرة؟

صحيح هي من كلماتي والحاني واخراجي، الفكرة انطلقت من تلقاء نفسها، الافكار الجميلة تأتي بسرعة وتدخل الرأس وتستقر فيه، وتطارده الى حين تنفيذها، وانا في الأساس احب الافكار الخلاقة الجديدة وغير المبتذلة فانا ابتعد عما هو دارج لمجرد التواجد.

افهم من كلامك انك ستتوجه نحو هذا الفن، اي الفن النقدي الهادف؟

ليس بالضرورة ان تكون اعمالي المقبلة كلها انتقادية سياسية أو اجتماعية ولكنها دائماً هادفة، ففي رأسي افكار احب ان اترجمها إلى افعال حقيقية ، في "عندو دقن" عالجت موضوع التطرف والارهاب، هي قصة حب بعيدة عن الخطابات والعبارات السياسية المباشرة، كما هو حال الأغاني الاجتماعية السياسية عادة، ما يجعلها قليلة الإحساس، بعيدة عن المستمع.

في "عندو دقن" وفي كل الاعمال اللاحقة، التحدي الدائم هو معالجة هادفة للمواضيع، لكن ببساطة قريبة من احساس المستمع.

ما هي المواضيع المقبلة؟

في اعمالي المقبلة قد اعالج مواضيع الجنس، او الحب، او الزواج وغيرها من المواضيع وربطها مع مواضيع حياتية معاشة وطبعاً بحسب قناعاتي، فانا احب ان اقدم الاعمال التي تشبهني والتي تكون مدعاة للمناقشة والتفكير.

اتقصد انك لست معجباً باغنيات هذه الايام؟

لم يكن هذا قصدي، وطبعاً لست معجباً بجميع الاعمال مثلي مثل أي مستمع .

هل من الممكن ان تتعامل مع نجوم ايضاً ام انك ستكتفي بالكتابة والتلحين لنفسك؟

هذا هدفي الاساسي، وهذا هو التحدي الاصعب في الخانة الفنية التي ابتكرتها لنفسي،

التعامل مع نجوم يساهم بإنتشار فنّي وتلوينه، طبعاً و ان تبقى اعمالي تندرج تحت إطار الاعمال الفنية البحتة بعيداً عن التجارة، فانا كما قلت لك لست من هواة الشهرة... "الى حد الآن (ضاحكاً)".

وأظن أن توجهي مليء بالتحديات بسبب تعدد مهامي، والإختلاف الجريء الذي سأحاول المحافظة عليه .

هل استوحيت فكرة الكليب والاغنية من موضوع عشته شخصياً في محيطك، هل تعرف فتاة عاشت نفس القصة؟

استوحيت الأغنية من كل قصة حب تنتهي من دون أسباب واضحة، وكانت الأحداث المواكبة مساهمة لإبتكار الصورة المحاكة لهذه القصة فتحولت من قصة حب تلامس مشاعر الاشتياق الى انتقادية تطال التطرف بشكل واضح وتحارب الارهاب .

الست خائفاً من ردود فعل من يتبعون ويمولون ويناصرون هذه الظواهر؟

لست خائفاً من ردود افعال احد من المتطرفين، هدفي تقديم اعمال مفيدة تعالج قضايا اجتماعية وكان واضحاً انني انتقدت جميع أنواع التطرف وأوجهه ولم يقتصر الموضوع على فئة معينة، غير ان القصة الاساسية والتي سلطت عليها الضوء كانت للحبيبة والحبيب الداعشي

كما وأنني لست الوحيد الذي انتقد التطرف، وعملي بقي خالياً من الابتذال والتجريح.

صورت انت الكليب ومثلت دور الفتاة التي تتحول الى شاب، الم تخف ايضاً من فهمك بصورة خاطئة؟

فكرت ملياً قبل ان اقوم بتصوير الكليب بنفسي ، فكرت بكل الاحتمالات وبان استعين بفتاة ثم بشاب ولكنني خفت من عدم ايصال الفكرة كما اريدها فنفذتها بنفسي فكان كل همي ايصال الفكرة كما هي من دون التفكير ما اذا كنت ساًفهم بصورة خاطئة او صحيحة خصوصاً أن كلام الأغنية يليق بفتاة أمّا لحنها فهو رجولي اكثر ، فهنا كان التكامل على الصعيد التقني من هذا التحول .

هاني ماذا اردت من هذا التحول؟

على الصعيد العاطفي، اشتياق الحبيبة المهووسة حولّها الى الحبيب، بسبب ادمانها عليه وتطرفها في الحب جعلها تقتل نفسها في منتصف الكليب اشتياقاً.

على الصعيد السياسي فالتطرف يمكنه ان يعيش في كل وجه وليس فقط لدى أصحاب اللحى،

على الصعيد الاجتماعي، ومن خلال تحول الرجل الى إمرأة، انتقدت الشهوة الجنسية والهوس الجنسي والفلتان الذي أُطلق له العنان مع انطلاق الثورة، ففي الحرب تسقط الحدود على جميع الأصعدة .

دينياً الم تلقى ردود فعل من خلال بعض الصور التي اظهرتها في كلام الاغنية او الكليب؟

كل الافكار التي قدمتها في كليب "عندو دقن" قدمتها برقي ومن دون ابتذال او اباحية، واظهرت ان المعدن الحقيقي لمحاربة كل افات المجتمع هو الحب، وكانت رسالتي مسالمة.

انت منفتح في الحياة وتقبل كل الناس، وتتاقلم مع طرق عيشهم وافكارهم؟ هل انت متحرر؟

أنا متحرر الى أقصى حد تتيحه لي ثقافتي ومعرفتي، وأعمل دائماً على تطوير هذه المعرفة بهدف التحرر اكثر وأكثر، الحرية والتحرر هي ليست القدرة على تكسير الحدود، هذا سهل، انما القدرة على الخروج منها والابتعاد عنها، وهذا يحتاج إلى الكثير من المعرفة، انا اتقبل كل الناس واحترم طريقة عيشهم، انطلاقاً من فكرة ان يحترم الناس افكاري ولكنني في المقابل مهما كنت متحرراً فلن اقبل بالارهاب والتطرف والقتل والذبح وكل هذه المظاهر الاجرامية.

هاني شكرا لك واتمنى لك كل التوفيق، واسمح لي ان انوه بانني معجب جداً بالاغنية والكليب وطريقة عملك.

وانا اود ان اشكرك واشكر موقعكم الكريم ، وانا سعيد جداً بكلماتك هذه .