مع عودة الموسم الجديد من برنامج "متل الحلم" على صوت لبنان 100.5 مع نسرين الظواهرة أطل الممثل السوري قصي خولي في أول لقاء إذاعي مطوّل.
في البداية علّق خولي أن ما حصل معه في مطار مصر كان مجرد إجراء عادي وسوء تفاهم ممكن أن يتعرض له أي إنسان "مصر حبيبة قلبي" ولم يفهم سبب إعطاء الموضوع أكبر من حجمه.
الممثل السوري قصي خولي وعلى الرغم من إحساسه الكبير أنه يوماً ما سيصل إلى تحقيق حلمه في التمثيل، إلا أن بداياته لم تكن سهلة إنطلاقاً من عائلته التي كانت رافضة خوضه التمثيل متوقعة منه أن يدرس أحد أبرز الإختصاصات "الكليشيه" في مجتمعاتنا "ما كنت إتجرأ قول بحب التمثيل لأني وحيد ومفروض ادرس اختصاص أساسي" . وبالفعل رضخ قصي لرغبة والديه ودرس الحقوق، لكن في عامه الثالث اتخذ القرار المفصلي في حياته وترك الحقوق ليبدأ مرحلة جديدة عبر دراسة الإخراج .
شعر قصي بإستحالة أن يكون غير ممثل، خصوصاً بعد ترأسه قسم المسرح في مختلف المخيمات التي شارك فيها "كنت كل ما نام إتخيّل حدث ما وكيف أنا ممكن إتصرف فيه.. كان عندي هوس وحلم كبير بالتمثيل ".
الممثل القدير دريد لحّام كان أول شعلة الحلم في حياة قصي. إعجابه بأدائه الكوميدي والتراجيدي رفع سقف طموحه، متأملاً بأن يصبح يوماً ما ممثلاً ناجحاً ومحبوباً "هيدا كان حلمي الناس تحبني". هو مدمن طموح ولا شيء مستحيل في قاموسه، فبعدما تمنى في بداياته لقاء دريد لحّام، كان له شرف الوقوف أمامه في أولى أدواره، واليوم يسمع منه أجمل الكلام. حلم بمصر وها هو اليوم نجم النجوم خصوصاً بعد نجاح مسلسل "سرايا عابدين". "أصلاً أنا ما دخلت هالمهنة إلا لأوصل لهوليوود" وتجاربه الفعلية في أميركا التي تعرقلت في اللحظات الأخيرة بسبب ظروف معينة تؤكد أنه يوماً ما سيسير بحلمه إلى أبعد حدود.
في بداياته أيضاً لم يخفي قصي تأثره بالممثل العالمي "روبيرت دي نيرو" الذي كان يتابع أفلامه عشرات المرات ويدقق في مختلف تفاصيل مشاهده... من هنا بدأت حكاية الغوص في هذا العالم وحتى هذه اللحظة يصرّ على الدراسة والتعمّق في التمثيل لتبقى موهبته حلماً لا أن تتحول إلى مهنة.
لا يخفي قصي أنه يعيش إكتئاباً مستمراً سببه الخوف من الفشل الذي يحترمه، والذي علّمه في بعض المراحل قيمة النجاح.
يصنّف نفسه ممثل كل الأدوار ويرفض أن يكون أسير نمط واحد من الشخصيات. وحول بعض النقد الذي تلقاه في مسلسله الأخير "سرايا عابدين" الذي يعتبره عملاً إستثنائياً من حيث الإنتاج والنجاح، يؤكد أن الملايين الذين تابعوا العمل يشكلون مئات أضعاف النقاد الذين يحترم آراءهم ولكن يبقى الجمهور هو الحكم
وعن حدود الجرأة التي يمكن أن يقدمها في الدراما، أكد أنه مرهون بعالمنا العربي ولو لم يكن مقتنعاً مئة في المئة في استحالة طرح بعض القضايا. ويتابع في الدراما العربية ممنوع أن نطرح موضوعات سياسية ودينية وبعض التابوهات وإلا لن نتمكن من تسويقها..
بالنسبة إليه الدراما السورية هي الأولى على الرغم من تراجعها البسيط في السنوات الأخيرة بسبب الظروف الأليمة في سوريا. أما الدراما المصرية فهي موجودة في ذاكرة المواطن العربي. الدراما اللبنانية بدأت أخيراً تحقق نجاحات وأصداء لم تحققها الدراما السورية والمصرية. وهو معجب بأعمالنا التي تسير على خطى ثابتة وقريباً سيتحدث الجميع عن المدرسة اللبنانية بوجود أرضية وبيئة خصبة " ما تنسي لبنان أم الفنون ولما قدم لبنان المسرح ما كان في حدا موجود". هو معجب ببعض الأعمال منها "جذور" و"إتهام" وأخيراً "عشق النساء"...
قصي خولي يرفض توقيع عقد حصري مع أي منتج وبرأيه من يحبه ويهتم لمصلحته لا يوقع على هذا العقد الذي يحتّم على الطرفين شروطاً صعبة. جديده الجزء الثاني من مسلسل "سرايا عابدين". إضافة إلى مسلسل "بنت الشهبندر" مع المنتج مفيد الرفاعي الذي تجمعه معه صداقة وثقة كبيرة. إضافة إلى عمل آخر هو حلم بالنسبة إليهما وهو "جريمة شغف" الذي يوظف قصي من خلاله كل خبرته.
قصي الفنان سرق قصي الإنسان منذ 14 سنة بتفاصيل لا تخطر على بال أحد، هو لا يفكر بالزواج "إذا بدي إتزوج بس كرمال أهلي" لأن برأيه الزواج وطموحه في المهنة لا يمكن أن يتفقا "ظروف شغلي ما رح تخليني كوّن البيت اللي بحلم فيه واللي عشتو مع أهلي". برأيه ربما لم تأت بعد المرأة المناسبة، لكنه لم ينفي أنه عاش قصص حب عديدة "بحياتي مروا نساء بحترمون كتير بس ما كان الظرف ملاءم للزواج لكن أنا رومانسي ومجنون وبعتقد إني بفهم المرأة منيح".
يتحدث قصي بألم حول ما يحدث في بلده ويؤكد أن كل سوري يستيقظ صباحاً ولا يصدق أن ما تعيشه سوريا هو واقع وليس كابوساً "يدبحني ما يحدث في بلدي ويا ريت ترجع الأمور متل ما كانت نحنا شعب مسالم بحب الفرح والحياة". وقد وجه تحية من القلب إلى الشعب اللبناني الذي يحتضن الشعب السوري، وقد أخفى دمعة وغصة عندما قال " نحنا منشبه بعض كشعبين بكل التفاصيل ويا ريت السياسة عندا شوي من حنكة الفن الذي يوحدنا خصوصاً أن الدراما العربية أكدت أننا نتكلم عن مشاعر وأحلام وأفكار واحدة... وهناك على الأقل ثقافة واحدة تجمعنا وهي اللغة العربية.
يحلم اليوم قصي خولي أن يغمض عينيه ويفتحهما وهو في الشام أو طرطوس أو حلب... وكل الناس فرحة حواليه تعيش سلاماً وأماناً... وأن يستيقظ من جديد على صوت فيروز وعلى رائحة القهوة في بيته وبين أفراد أسرته.