أبكت لحظة لقاء شاب صيني بوالده بعد 24 عاماً من البحث، كل من شاهد لحظة اللقاء في مركز الشرطة، وسط حشد من الصحافيين ورجال الأمن.
واختصرت لحظة اللقاء في الفيديو المنشور بصحيفة دايلي ميل البريطانية، كل سنوات العذاب والألم التي عاشتها الأسرة الصينية، بعد أن تعرض الابن سن بن البالغ 28 عاماً للخطف في عمر الرابعة، حين كان برفقة والده في محل لبيع الخضروات في مدينة شنغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان الصينية.
وكان الطفل تعرض للاختطاف أثناء انشغال والده بييع بعض الخضار لزبون عام 1991، وباعه الخاطف لعائلة لا تستطيع الإنجاب في مدينة تبعد عن منزله نحو ألف ميلٍ مقابل 380 دولاراً.
وظل والداه يبحثان عنه لأربع سنوات متواصلة، عبر القيام برحلة مكوكية حول الصين، وقدما عينة من حمضهما النووي للدولة في محاولة يائسة للعثور على ابنهما.
وعام 1995، استسلم الوالدان بعد أن بدأت الحالة الصحية لوالدته تتدهور حزناً على فراقها لابنها، ثم أنجبا طفلة ثانية غير أن الأم لم تنس طفلها الأول حتى وفاتها عام 2011.
وعلى الرغم من أن الوالد قطع حبل الأمل نهائياً برؤية ابنه مجدداً عام 1995، غير أنه قدم عينة من حمضه النووي في محاولة أخيرة للعثور عليه قبل أن يتوفى أيضاً من دون رؤية ابنه الذي لم يتبق منه سوى صورة حين كان معه في عمر الرابعة.
في هذه الأثناء، كان الطفل الضائع قرر البحث عن والديه البيولوجيين عام 2010 سراً، بسبب حرصه على مشاعر عائلته التي تبنته ومنحته كل الحنان والاهتمام والرعاية، فأعطى عينة من حمضه النووي إلى قاعدة بيانات الحكومة على أمل أن يتلقى اتصالاً مفرحاً يوماً ما.
وكانت المفاجأة السارة حين اتصل مركز الشرطة بوالده وابلغه أنه وجد عينة حمض نووي تطابق مع عينته، فذهب يائساً إلى هناك لأنه لا يتوقع أن تكون النتيجة دقيقة بعد كل هذه السنين من العذاب والألم.
ووسط حشد من الصحافيين ورجال الأمن وصل الأب إلى المركز، فسارع نحو ابنه وارتمى في حضنه ثم سقطا أرضاً متعانقين، في مشهد مؤثر أبكى جميع الحاضرين، وكل من عرف وشاهد هذه اللحظة المؤثرة في الصين، ثم حضن أخته بقوة وكأنها ليست المرة الأولى التي يتعرف عليها.