من قلب التاريخ وزمن الحروب، تنطلق حكاية الفيلم السينمائي التركي "أتاتورك"، الذي يقدم سيرة "مصطفى كمال أتاتورك"، مؤسس الجمهورية التركية وأول رئيس لها، ويعرَض في جزئين، على MBC1.
لا يروي الفيلم قصة حياة الرجل بصيغة كلاسيكية، بل يستحضرها من خلال مذكرات "صالح بوزوك"، صديق الطفولة الذي رافق "أتاتورك" طيلة حياته، وفي أصعب الظروف وأكثرها قساوة، وحتى اللحظات الأخيرة، حين قرر أن يضع حداً لحياته، وعلم "بوزوك" بخبر وفاته في قصر "دولمه باهتشه" عام 1938. دخل "بوزوك" مكتبه الخاص، وأطلق الرصاص على نفسه لشدة تعلّقه بـ "أتاتورك" وحبه له، غير أن الطلقة لم تصبه في مقتل، ثم توفي بعد ذلك بنحو ثلاث سنوات عام 1941.
هذا الرجل هو نفسه "صالح بوزوك"، الذي ما كان لأحد أن يعرف "مصطفى كمال" بقدر ما عرفه هو. وهذا ما جعل كتابه جديراً بأن يتحوّل إلى فيلم سينمائي، أُنتج عام 2010، وأخرجه "زلفو ليفانيلي"، وحقّق إقبالاً كثيفاً.
سياسياً، لقب "مصطفى كمال" بـ "أتاتورك" وذلك بسبب البصمة القوية التي تركها في تاريخ الدولة، ونشأة النظام الجمهوري في تركيا، وخلال الحرب العالمية الأولى. لم يكتفِ العمل الدرامي بعرض سيرة "أتاتورك" في المجال السياسي، بل كشف أيضاً عن مفاصل مهمة من حياته الخاصة، منذ كان طفلاً، ثم وصوله إلى إحدى المدن التركية عام 1887، حتى رحيله عام 1938 في قصر "دولمه باهتشه". تغوص القصة في جذور العائلة وانتقال أفرادها إبان الغزو التركي إلى البلقان، وتعرف على أسرته المؤلفة من والده ووالدته وشقيقته الوحيدة، مروراً بانضمامه إلى مدرسة دينية، حفظ فيها القرآن الكريم. ثُم تنتقل القصة إلى مرحلة أخرى، لا تقل أهمية إثر وفاة والد "مصطفى كمال"، إذ فَرضت عليه الظروف أن ينتقل مع والدته وشقيقته إلى قرية مجاورة، والتحاقه بالمدرسة العسكرية الإعدادية فيها. وهناك، تم الكشف عن الشخصية التي كان لها الأثر الأكبر في بناء الدولة التركية ومستقبلها، شخصية رسمت تاريخاً مختلفاً للدول المجاورة والمنطقة بأسرها.