قد يستغرب البعض التوجه الجديد الذي اختارته الممثلة تقلا شمعون فرج الله، وقد يعتبرون ان هذه الخطوة قد تبعدها عن الشاشة لأننا لم نعتد قط على أن يقوم "النجم" بخطوة كالتي أقدمت عليها شمعون.
فهي وبمساعدة زوجها المخرج والاستاذ طوني فرج الله بدأت بتنفيذ ورش عمل ودورات تدريبية لطلاب التمثيل والاخراج لمساعدتهم على اكتساب خبرة "عملية" وليس فقط "نظرية" قبل انخراطهم بسوق العمل. موقع "الفن" التقى الممثلة تقلا شمعون ، التي تحدثت عن مشروعها الجديد اضافة إلى أمور كثيرة . واليكم التفاصيل :
تقلا شمعون فرج الله أهلا وسهلاً بك عبر "الفن".
شكراً جزيلاً وأهلا بكم.
أطلقت منذ فترة، بالتعاون مع زوجك المخرج طوني فرج الله، دورة سينمائية تدريبية لطلاب التمثيل والاخراج وكل الراغبين في التعمق بهذا المجال. كيف اخترتم مواضيع الدورة خصوصاً أن المجال السينمائي كبير؟
صحيح منذ فترة اطلقنا نموذجاً وشرحاً عن الدورات التي سنقوم بها والتي ستكون عبارة عن عمل دؤوب خلال سنة يتدرب خلالها الطالب على وظيفة واحدة يمتهنها بشكل رائع اكان أمام الكاميرا أو خلفها.
يمكنني القول ان ما نقوم به هو نوع من الجسر بين الجامعات التي تدرس هذه الاختصاصات وبين سوق العمل وهذا هدفنا، فعندما يتخرج الطالب من الجامعة تكون لديه معرفة أولية وسطحية عن بعض الأمور في المهنة لذلك نحن نساعده على التعمق بها، فكلنا نعلم أن المخرج عندما يتخرج من الجامعة عليه العمل بأكثر من وظيفة قبل أن يصبح مخرجاً ويتولى اخراج الأعمال.
من ناحية أخرى لدينا التمثيل، وكوني ممثلة ودرست التمثيل لأربع سنوات وشاركت في محترفات كثيرة مع مخرجين عالميين، اعرف جيداً اهمية المحترف الدائم للممثل المحترف. ولا يظنن أحد انه يمكنه أن يقول في يوم من الأيام "خلص" أنا صرت ممثلاً ولست بحاجة إلى تطوير ادواتي ، لذلك نحن واضافة إلى الدورات التي نعطيها للأشخاص الذين لم يدرسوا التمثيل، نعطي أيضاً محترفاً لطلاب التمثيل ليتعمقوا أكثر بمهنتهم.
بمن ستتم الاستعانة بهذه الدورات، هل سيكون المدربون عرباً أم أجانب ؟
سأستعين باستاذة سيحضرون من "INSAS" أي المعهد العالي الوطني للفنون المسرحية وتقنيات النشر في بروكسيل، اضافة إلى اساتذة من براغ، وبالتأكيد هناك اساتذة لبنانيون مهمون جداً وكفوؤون ومنهم احالوهم إلى التقاعد ولكنني أعتبر ان لديهم بعد الكثير ليعطوه وأدواراً كثيرة ليلعبوها في هذا المجال كالاستاذ أنطوان دانيال الذي سيدرس مادة الالقاء والتجويد، رويدا الغالي التي اضافة إلى تخصصها كممثلة فهي درست اختصاصات جديدة في لندن حول موضوع التعبير الجسدي، أنا سأعطي مادة التمثيل للطلاب ، مادة الادارة الفنية ستكون مع المخرج نصري طوق ستساعده خبيرة التجميل لينا حليس التي هي الوحيدة في لبنان على ما اعتقد التي يمكنها أن تعلّم هذه المادة، ومحمد رضا الذي سيعمل على توعية ثقافة الشخص الذي سيتولى مهمة مساعدة الممثل على خلق "ستايل" الشخصية التي يؤديها، وهناك أيضاً مصمم الأزياء الذي هو خبير جداً بالأزياء التاريخية ولديه المام كبير بنوعية الأقمشة وانواعها التي كانت تستخدم عبر التاريخ، كما ساستعين بفنيين من سوريا لديهم باع طويل بالانتاج ومساعدي الاخراج، اذاً اعتبر ان لدينا باقة من أهم الاساتذة .
لماذا اختارت تقلا شمعون ان تقوم بهذا العمل بينما كان من الأنسب لها ان تقوم بهذه الفترة بالبحث عن أدوار جديدة تقدمها وتحقق من خلالها المزيد من النجاح ؟
انا كنت طالبة وكنت أحس بمرحلة معينة انه ينقصني أمور وأناس يساعدونني وظروف توصلني لمكان معين، من هذا المنطلق احب ان أساعد الطلاب لأنني مؤمنة بان هذه المهنة يجب ان نصنعها نحن وهي لا تصنع الا من خلال تجارب حقيقية، اذا ساهمت انا في ايجاد وخلق اشخاص محترفين ومتخصصين يريدون أن يعملوا في هذه المهنة لنخلق تجارب حقيقية نصل من خلالها إلى صناعة درامية حقيقية فيؤدون لي خدمة أيضاً انا كممثلة وكنجمة وباقي الزملاء.
النجومية هي مرحلة مؤقتة لها بريقها وجمالها ولكنني لا أحب أن تعميني عن أشياء أخرى، لذلك اعتبر انه يوجد دور لي أبعد من أن اكون نجمة فقط.
كيف هو التعامل مع زوجك طوني في هذا المشروع ؟
طوني لديه معرفة وإلمام كبيرين بحاجات الطالب وهو قريب جدا من طلابه ويحتضنهم، ومن هذا الاحتضان والابوة التي لديه تجاه طلابه ، إلى جانب الأمومة التي اتمتع بها أردنا أن نقوم بهذا المشروع العائلي الذي يطغى عليه الحب، طوني لديه افكار متقدمة جداً وهو متواضع، والمشكلة انه يريد أن يصلح العالم بسرعة فأنا "ما بلحقلو".
من يقف إلى جانبكما بهذا المشروع ؟
نحن ليس لدينا مموّل، ونعتمد كثيراً على الشركات الراعية "Sponsors" فـ "بحصة صغيرة بتسد الخاوية" كما يقولون، ولكن نحن في حفل 19 تشرين الاول الماضي اطلقنا التعاون مع شركة "سما" فأصبح لدينا دعم تقني، فنحن كـLFAكنا نفتقر إلى المعدات، ولكن اليوم اصبح لدينا معدات بين ايدينا وضعتها الشركة في خدمتنا ، ولكن هذا لا يمنع ان لدينا تعاوناً أيضاً مع "Final cut" التي هي شركة راعية معنا في هذا الحدث لأنها تمتلك معدات متطورة، وكذلك شركة "VMP".
نحن نتمنى أن يصير المنتجون أو الشاشات الذين يريدون أن يقوموا باعمال فنية يؤمنون بانLFAهو المكان الذي يجب ان يلجأوا اليه ليختاروا فريق العمل لأنهم بالفعل يحصلون على اشخاص خضعوا لدورات وتدريبات متخصصة ومكثفة .
ماذا تحضرين على صعيد الدراما ؟
ان شاء الله برمضان هناك أكثر من عمل، لقد وقعت أخيراً على مسلسل "24 قراط" انتاج ايغل فيلم وبطولة سيرين وعابد وماغي وأنا، كتابة ريم حنا واخراج سعيد الماروق.
لماذا تغيبت عن مؤتمر اطلاق العمل ؟
لقد عرضوا علي العمل قبل الافتتاح وطلبوا مني أن أقرأ النص بسرعة لاتمكن من حضور المؤتمر في حال وافقت ولكنني حينها كنت مرتبطة بسفر لتمثيل فيلم "وينن" بالسويد وكان من الصعب علي أن أقرأ العمل، عندها اضطروا الى أن يقوموا بالمؤتمر الصحفي ولكنهم عوّضوا علي بارسال بيان صحافي يعلن انضمامي إلى المسلسل .
والأعمال الأخرى هل هي لبنانية أم عربية؟
السائد اليوم هو الأعمال العربية المشتركة على ما اعتقد، هذه الأعمال قدّمت لي الكثير، ولقد أحببت التعاون مع "Media7 Group" واتمنى أن يجمعنا عمل جديد. أنا أحب الأشخاص الذين يتقنون عملهم ويحبونه، مفيد وجمال سنان من الاشخاص الذين يدفعون المال فعلا ويريدوا أن يوصلوا اعمالاً ذات جودة عالية.
هل من الممكن أن نراك في عمل سوري؟
أتمنى ذلك خصوصاً ان لدي جمهوراً كبيراً في سوريا يحبني ويقدّرني .. اتمنى ذلك فعلاً. واتمنى ألا تكتفي الدراما السورية فقط بالأعمال العربية المشتركة وتعود لتقدم لنا هذه النكهات الحلوة الشامية والحلبية.
كلمة أخيرة .
أريد ان أشكركم جزيلاً على دعمكم المستمر والذي ليس بجديد .