إنه زمن الميلاد، زمن الالفة والتسامح والأخوة والمحبة، زمن يصافح فيه الإنسان أخاه الانسان رامياً خلف ظهره الحقد والبغض والضغينة واي سوء تفاهم كبيراً كان أو صغيراً وينطلق بموسم المحبة مزوداً بالمحبة من جديد، الم تقل الترنيمة الميلادية الشهيرة "عندما اقبل رفيقي دون غش، وعندما تموت في روح الانتقام، وعندما يزول من قلبي الخفاء، وعندما نملأ القلوب في الرجاء نكون في الميلاد" ؟
اذاً هذه هي روح الميلاد الحقيقية، وهذا هو المطلوب منا في هذا الزمن المبارك وهذا ما يجب ان نسعى اليه ليلة ولادة الطفل يسوع وقبلها وبعدها،
ربما كلام البابا فرنسيس الاول :"يمنحنا زمن انتظار الميلاد رجاءً، رجاء لا يَخيب ، فالرب لا يُخيِّب أبداً"، هو افضل كلام نستشهد فيه في هذا الزمن المبارك، الله ارسل لنا ابنه الوحيد ليخلصنا من خطايانا وليضع في قلوبنا المحبة من دون قيود ولا شروط، وليعلمنا كل يوم فعل المحبة والايمان وليأخذنا الى ارض جديدة وسماء جديدة، فالمحبة وكما يقول البابا فرنسيس هي مقياس ايماننا بالله، فاين نحن من هذه المحبة وكيف نسعى لتطويرها ، المسيحي هو من يحمل السلام للآخرين، وليس السلام فحسب، وإنما أيضاً الحب والأمان والفرح ،وهذه رسالة كل الاديان على الارض وكي يكون الايمان متيناً وصحيحاً يجب ان يتغذى دائماً بكلام الله.
الميلاد فرح وزينة وثياب جديدة، ومغارة تتجدد في القلوب والنفوس قبل البيوت ، فلنطلب بصوت واحد ولنتضرع الى الرب ان ينعم علينا بنعمة عدم السقوط في النميمة، والانتقاد، والثرثرة والقيل والقال، والخطايا، ان ينعم علينا بنعمة أن نحب الجميع، ان نحب بعضنا بعضاً كما هو احبنا، إن يسوع يتفَّهم ضعفنا وخطايانا، وهو يسامحنا بشرط أن نستسلم لغفرانه.
فيا يسوع الطيب القلب ويا مريم العذراء ام الله ، اليوم اتى نور ليخلص العالم، فبحق الايمان وبرجاء القيامة وبزمن الميلاد ازيحوا العتمة من قلوب من اضاع طريق النور، وقوّوها في قلوب من خفت عندهم نوركم الوهاج، واضيئوا عتمات قلوبنا ونفوسنا وعقولنا بنور الايمان .
من تلك المغارة الفقيرة اتى الطفل يسوع لينير الامم، وليشق العتمة وينير دروبنا،
فيا ايها العيد قلوبنا مشرعة لك ويا طفل المغارة دفئ هذه القلوب بمحبة لا تفنى ولا تزول، "روح زورهن بيبتن وقلن ولد يسوع ،الليلة ولد يسوع".
من اسرة موقع "الفن" نتقدم من كل اللبنانيين بأحر التهاني بعيد الميلاد المجيد وكل عام وانتم بالف خير، "ولد المسيح هللويا" فلتكن كلمة ينطقها القلب قبل اللسان.