يصعب أن يعيش الإنسان من دون بصيص أمل بمستقبل أفضل، وإلا قد يتخلى عن حياته ويختار الانتحار طريقاً له، علّه ينقذه من عذاباته وآلامه. هذه هي الإشكالية التي تطرحها الدراما الاجتماعية التركية المدبلجة "حكاية حب" على MBC4، وذلك في إطار رومانسي مؤثر، حيث يتغلب الحب على أحزان الماضي، ويعطي أبطال الحكاية أملاً جديداً بالغد، وبالتالي يتمكنون من طي صفحة الماضي الأليم إلى الأبد.

يطرح العمل الدرامي قصة حب تغير مسار حياة "جود" الذي تخلت عنه عائلته حين فتح عينيه على الدنيا، ثم تخلت عنه بعد ذلك، العائلة التي تبنته وأخذت على عاتقها تربيته. هكذا، بعد مرور هذا الشاب الوسيم بسلسلة طويلة من الخيبات المتلاحقة، وسكنه في فقر مدقع في ألمانيا، تُدخل الظروف إلى يومياته صدفة الشابة الفاتنة "جيهان"، لتعطيه جرعات متلاحقة من السعادة والأمل. وفي سياق الأحداث، تقرّر "جيهان" التي تعمل مصممة أزياء في أسطنبول عند الفنان المشهور "عروة" ، أن تسافر معه إلى ألمانيا لتصوير فيديو كليب جديد. وتكشف التطورات الدرامية أن هذه الأخيرة، مغرمة بـ "عروة" وتبذل كل جهدها لتلفت انتباهه وترضيه، لكنه عبثاً لا يشعر بحبها له. وعندما تتعب وتفقد الأمل بأن يحبها، تنوي العودة إلى تركيا، وفي طريقها إلى المطار تسرق منها حقائبها وأغراضها الخاصة، وتلتقي بـ "جود" في أقسى لحظات اليأس والتوتر، فتطلب مساعدته. لن يكتشف "جود" في تلك اللحظة بأنه يقف أمام الفتاة التي ستجعله يعيد حساباته، وتنسيه كل آلامه، وتشعل نار الحب في قلبه.

وعندما يعود الشاب إلى منزله، يجد بطاقة دعوة لحضور زواج صديقته السابقة، بعد أن فقدت الأمل في أن تتحسن أوضاع "جود" المادية"، ويتمكن من الزواج بها. ويقرّر "جود" تلبية الدعوة، فربما ينجح في استعادة قلب حبيبته، لكن حادثاً غريباً يحدث في حفل الزفاف، يصاب "جود" خلاله بطلق ناري في رأسه، فيجد نفسه معرضاَ للموت في أي لحظة، خصوصاً عندما يفشل الأطباء في استخراج الرصاصة من رأسه، ويؤكدون بأنه لن يعيش أكثر من سنة واحدة بعد الحادثة في أحسن الأحوال. هنا، يتخذ الشاب قراره بحزم حقائبه عائداً إلى اسطنبول للعثور على أهله وليعيش أيامه الأخيرة بسلام. وعند وصوله، يكتشف حياة الرفاهية التي تعيشها أمه الثرية وشقيقه المشهور غير سائلَيْن عنه. ومع مرور الوقت، يتملك بقلبه حبه الجديد لـ "جيهان"، ويغير حياته. فهل ينسى "جود" عذاب حياته الماضية ويتصالح معها، أم ينتقم ممن تسسببوا له بالعذاب والألم لاسيما أمّه وأخوه؟ وهل تنجح "جيهان" في تغيير نظرته إلى كل شيء في الحياة؟

تحوي هذه الدراما خطوطاً درامية متشابكة، مليئة بقصص الحب والرومانسية الجميلة. كما يضيء العمل على علاقة الأم بابنها وأملها بأن يُكتب له عمر جديد، ممزوجة بالعتب والقسوة، وبمشاعر الغضب والصراع والخيانة.