نالت أستاذة الغناء الشرقي والعلوم الموسيقية ومديرة الفرقة العربية في جامعة الروح القدس - الكسليك غادة شبير، درجة الدكتوراه في العلوم الموسيقية من جامعة الروح القدس – الكسليك، بدرجة ممتاز، مع تنويه اللجنة، وذلك بعد مناقشة أطروحتها بعنوان: "تقنية الغناء العربي عبر التجويد القرآني والترتيل الكنسي". وقد أشرف على الأطروحة الأب الدكتور بديع الحاج وتمت المناقشة بحضور لجنة مؤلفة من: الأب العميد يوسف طنوس، الدكتور كفاح فاخوري، الدكتور نبيل اللوّ، الأب الدكتور بديع الحاج والأب الدكتور ميلاد طربيه.
وتأتي فكرة هذا البحث، بحسب شبير، من خلال خبرتها في تدريس الغناء العربي، إذ لاحظت "غياب التقنية لتعليم هذا الغناء، والمقصود هنا بالتقنية ليس المنهج، بل مادة تصلح لتصميم هذا المنهج، يتم فيها التطرّق إلى كافة التحديات التي يواجهها طالب الغناء العربي، بدءاً من الجملة الشعريّة وكيفية التعامل معها وصولاً إلى المقام وكيفية استعماله".
وتقول شبير إنّه "في حين طوّر الغرب عشرات التقنيات للغناء الغربي، ما زال الغناء العربي يتّبع نظام السمع والتقليد والتوارث الشفهي، وهذا ليس كافياً لتأهيل مغنٍ عربيً متمكّن". وتعتبر أنّ "سبب اتّباع هذا النظام يعود إلى غياب تقنية مبنية على ما يحتاجه المغنّي العربي، ومن هنا بدأت فكرة البحث".وعملت شبير على خلق تقنية لتعليم الغناء العربي من خلال تمارين تستهدف كل تحديات هذا الغناء وتهدف إلى مساعدة الطالب على السير في طريق واضح من بداية حياته التعليمية حتى يتمكّن من بلوغ حالة من الغناء الجيّد.
وفي عودة إلى مضمون رسالة الدكتوراه، تناولت شبير تقنيات الغناء العربي المستنبطة من التجويد القرآني والترتيل الكنسي، السرياني منه والعربي. وقد شرحت بالتفصيل موضوع اللفظ ومخارج الحروف ووضعت تمارين مقامية لتحقيقها وجعلت الارتجال مادة أساسية لتأهيل مغنٍ عربي متمكن. إضافة إلى ذلك، شرحت شبير تقنيات الغناء من العصر الجاهلي وحتى العصر الحالي مروراً بصدر الاسلام والأموي والعباسي والاندلسي وعصر النهضة. وكتبت تقنيتها وفقاً للثغرات التي وجدتها ووفقاً لحاجة الطلاب اليوم حسب الأشكال الغنائية السائدة في القرن العشرين.
وقد أثنت اللجنة على عمل شبير ونوّهت بالجهود التي بذلتها لإتمام هذا البحث الشيّق والعلمي، ولفتت إلى ضرورة تطوير أبحاث أخرى من هذا النوع للمساهمة في تحسين ورفع مستوى الغناء العربي.