طالب المشاركون في جلسات اليوم الثالث لمؤتمر المعرفة الأول، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بوضع آليات واستراتيجيات محددة للتعامل مع الآثار السلبية للربيع العربي على الحالة المعرفية وانقاذ الشباب العربي من الضياع الفكري، كما شهدت الإعلان عن بدء العمل بمؤشر المعرفة العربي.
وقال الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء جمهورية مصر العربية السابق أن تقييم الحالة المعرفية أو أي عنصر آخر قبل أو أثناء أو بعد الربيع العربي، ويجب أن يصاحبه تقييم وإجابات لقضايا معينة، وأسئلة مهمة جداً للشباب، والتي تسبب لهم القلق، فالشباب يحتاج إلى أحلام جديدة تصنع المستقبل، كما يحتاج إلى أن تصله رسالة الاستقرار وعلاقتها بمجتمع المعرفة.
وأضاف أن الهوية الوطنية في العالم العربي بدأت بالانسحاب أمام الهويات الفرعية، مشيراً إلى أن المعرفة ليست تعليماً فقط، بل هي مزيج من الأسرة والبيئات الحاضنة والتعليم، ودعا إلى أن تتبنى جامعة الدول العربية قضية تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب، مؤكداً أن دور الدول المستقرة يكمن في ضرورة وضع برامج متكاملة لانقاذ الشباب العربي من الضياع الفكري.
وقال ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي إن الربيع العربي أفقد المعرفة الأرضية المناسبة لانتاج وتوطين المعرفة وبالتالي ازدهارها وتطورها، كما أنه في بعض بلدان الوطن العربي يتم تغييب العقول المفكرة والمنتجة للمعرفة، فهناك الكثير من العقول العربية الرائدة إلا أنه لا أحد يعرف عنها، وبالتالي فإنه لن يتم بلوغ المعرفة إلا باحترام العقول المفكرة والمنتجة للمعرفة".
وأفاد ضاحي خلفان أن التعليم في الوطن العربي لم يتمكن من إيجاد أجيال قادرة على العطاء في سوق العمل، فيتخرج الطالب بمعرفة ضعيفة وتعليم رديء، لذا من الضروري أن نعمل على وضع صياغة جديدة للتعليم وأن نؤسس له مثل الأمم الراقية.
ونذكر ان "مؤشر المعرفة"، يساعد صناع القرار في تحقيق التنمية المستدامة، وفيما يتعلق بمؤشر المعرفة العربي فقد أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بدء العمل بـ"مؤشر المعرفة"، لمساعدة صناع القرار في الدول العربية للعمل على تشخيص وحل المشاكل التي تواجهها، وتعترض سبيل نشر المعرفة وتطوير إنتاجها بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة بالعالم العربي.
وأبرزت الجلسة حاجة المنطقة العربية لوجود مؤشر عربي للمعرفة والمخصص لدعم سبل التنمية في العالم العربي من خلال رصد واقع المعرفة في الوطن العربي بشكل سنوي، مع مراعاة خصوصيات المنطقة العربية ليتم منح تصنيفات خاصة عن مدى تطور واقع المعرفة في كل دولة عربية.
وأشار جمال بن حويرب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، إلى أن المؤسسة عملت من هذا المنطلق على إطلاق هذا المؤشر لمساعدة صناع القرار في الدول العربية للعمل على تشخيص وحل المشاكل التي تواجهها وتعترض سبيل نشر المعرفة وتطويرها وإنتاجها، خصوصاً أن هنالك فجوة بين الدول العربية في هذا المجال بسبب محاولة بعض الدول الخروج من بعض أزماتها وتحدياتها كالفقر والبطالة وتبعات الربيع العربي.
وأكد بن حويرب على دور التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في دعم عملية نشر المعرفة انطلاقاً من انتشار وسائل الإعلام الاجتماعي وقدراتها التي لا يمكن تجاهلها، وتجاهل دورها وتداخلها في مختلف المجالات، لذلك فإن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم تعمل على نشر المعرفة مستخدمة كافة الوسائل والقنوات والاستراتيجيات، مؤكداً على أن مؤشر المعرفة الذي أعلن اليوم بدء العمل به كعامل مساعد في دعم هذا التوجه.
وتحدث الدكتور غيث فريز عن أن مؤشر المعرفة العربي سيقيس من خلال مجموعة من الأدوات المحددة الصورة الكاملة لمجتمع المعرفة، ويضع النتائج أمام صانع القرار والمواطن بشكل دقيق وببعد زمني دقيق، مشيراً إلى أن أغلب المؤشرات العالمية التي تقيس المعرفة تركز بشكل كبير على البعد الاقتصادي، وتغفل نواحي التنمية الإنسانية وقضايا تنموية هامة مثل العدل الاجتماعي، علاوة على ذلك فهي قد بنيت لتتعامل وتلائم واقع الدول الصناعية الأكثر تقدماً في العالم ولم تأخذ بالحسبان العديد من المؤشرات ذات العلاقة بواقع وتحديات وطموحات الدول النامية والصاعدة لإقامة مجتمعات واقتصادات المعرفة، إضافة إلى إغفالها الواضح للعلوم الإنسانية والاجتماعية وتركيزها على العلوم الوضعية والتطبيقية.
وتحدثت الدكتورة لانا مامكغ وزيرة الثقافة الأردنية، عن أن ما بات يسمى تسونامي الشباب، يطرح سؤالاً هل هذا خلل ديموغرافي أم هبة ديموغرافية؟ حيث تبين من خلال حالات الرصد في الفترات الأخيرة أنه خلل ديموغرافي، إذ يعاني الوطن العربي من فوضى الإنجاب، لذلك ينشأ الفرد في المجتمع العربي فاقداً للإحتواء والتفهم والاهتمام ما يؤدي بالفرد بالهجرة لما يسمى بالعالم الافتراضي، مؤكدة على أن هذا العالم الافتراضي يقدم معرفة زائفة وتواصلاً زائف وأنه أيضاً احتوى الشباب وتعامل معهم كأرقام فقط.
كما وأشارت إلى أن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا من قبل أطفالنا، أدت إلى ترهل جسدي عندهم وهذا حتما سيقود فيما بعد إلى حالة من الترهل الذهني.
ويعتمد مؤشر المعرفة آلية محددة في قياسه لحال وواقع المعرفة في كل دولة، على عدد من المؤشرات الفرعية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية، الدالة على مستوى ومقدار الجهود المبذولة في كل دولة نحو بناء مجتمعات واقتصادات قائمة على المعرفة.