وقّعت الاعلامية والزميلة في قناة "الجديد" كريستين حبيب مجموعتها الشعرية الثانية "عن نجمة هَوَت"، بحضور نخبة من أهل الاعلام والصحافة والسياسة والفن والمجتمع.
كريستين جلست طويلا تستقبل وبابتسامة عريضة، لم تفارقها، الأصدقاء الذي توجّهوا إلى معرض بيروت للكتاب وتحديداً دار "الفارابي" من أجل الحصول على نسختهم من "عن نجمة هَوَت" موقّعة من حبيب.
موقع "الفن" قصد الزاوية المخصصة لدار الفارابي، والتي كانت في ذلك الوقت تشهد زحمة كبيرة، وحصل على نسخة موقعة من الكتاب وعاد بهذا اللقاء المميز مع "النجمة" كريستين حبيب :
كريستين بداية أهلا وسهلا بك عبر "الفن" ومبروك "عن نجمة هَوَت".
شكراً جزيلاً لكم .
كريستين عنوان مجموعتك الشعرية الجديدة "عن نجمة هَوَت". اخبرينا عن العنوان ومن هي هذه النجمة وكيف هوَت ؟
انا اتحدث عن نفسي في هذا الكتاب ولكن من خلالي اتحدث عن كل شخص يجد نفسه في النصوص الشعرية الموجودة فيه. أي امراة او صبية تعتبر نفسها معنية بهذه النصوص تكون هي النجمة التي هَوَت. وطبعاً "هَوَت" تحمل المعنيين، هَوَت بمعني عشِقت، وهَوَت بمعنى سقطت. يمكن أن تكون قد هَوَت (سقطت) من كثرة العشق ولم تخجل من قول ذلك.
56 نصاً شعرياً. متى كتبت هذه النصوص ولماذا قررت طرحها الآن ؟
منذ 3 سنوات عندما نشرت كتابي الأول "لا تقطف الوردة" لم أكن بدأت العمل على كتاب ثان، ولكن الكتابة فعل متواصل عندي . وبالتالي كان لدي "خميرة" جاهزة للمشروع الثاني. منذ ذلك الحين، أي 3 سنوات، وحتى قبل موعد طباعة الكتاب بشهر كنت ما أزال أكتب محتوى هذا الكتاب.
هل نجاح اول كتاب شجّعك على خوض التجربة الثانية ؟
كنت دائماً أقول إنني إن لم أقم بكتاب آخر فهذا يعني أنني لم أنجز شيئاً. الكتاب الثاني مدّني بقوة كبيرة. الكتاب الأول كان حلماً بينما الكتاب الثاني هو حقيقة وثبّتني أكثر في الكتابة. والآن أصبحت الأمور أسهل بكثير. من الممكن أن أطرح كتاباً جديداً، ولكنني لست مع فكرة أن أقوم بذلك كل سنة أو سنتين لأنني افضل أن يكون الفاصل الزمني بين كتاب وآخر أقله 3 سنوات.
حتى القوافي "هَوَت" في هذا الكتاب وكان الشعر حراً ومتحرراً من القواعد الشعرية التقليدية. هل اصبح الشعر الحديث مرغوباً أكثر من أي نوع آخر ؟
النصوص هي من الشعر الحديث غير المرتبط بأية قواعد .. أنا أعبّر عما في قلبي وأقول العبارات بعفوية مطلقة . يمكن تصنيف النصوص التي أكتبها بـ "السهل الممتنع" لأنه حتى لو كانت الجملة قصيرة وبسيطة إلا انها تحمل ازدواجية بالمعنى وبعض الأحيان ألعب على الكلام لذلك أتعب كثيراً لأجد المفردات . من الممكن أن يكون بالفعل هذا الشعر مرغوباً لأن كل شيء سهل وسريع مطلوب اليوم، خصوصاً اذا اردنا الوصول إلى الجيل الجديد يجب أن نعتمد لغتهم ولكن من دون أن نهين اللغة العربية أو نستسهل عقول العالم. دائماً هناك صورة جميلة حتى لو كان الشكل بسيطاً والكل يستطيع فهمه. اعتقد أن نصّي سهل في الظاهر ولكن بالعمق يحمل الكثير من المعاني.
لنتحدث عن عناوين النصوص. كم يستغرق معك اختيار عنوان النص الشعري ؟
العنوان يتعبني أكثر من القصيدة. القصيدة هي تلقائية وتصبح على الورق بسهولة ولكن العنوان أضعه لاحقاً. طبعاً هناك بعض النصوص "العنوان منا وفيا" هناك بعض العناوين تتعبني فعلاً لأنني اختارها كما يختار ايلي صعب ازرار فساتينه.
ما هو أقرب نص إليكِ منك ؟
كل النصوص تعني لي، أما النصوص التي أشعر بانها تشبهني كثيراً فهي "خواطر خطرة" لأنني اشعر بان هذه النصوص تحمل جنوناً وجرأة. هناك نصوص الـ "هايكو" أيضاً ، وهي نصوص على شكل القصيدة اليابانية التي تسمى هايكو نظراً لبساطتها وقصرها. أحب هذه النصوص لأنها تجربة جديدة وجريئة. أما كنص فأحب أول قصيدة وهي "ربيع وجهي" لأنها اول قصيدة كتبتها منذ 3 سنوات عندما انتهيت من كتابي الأول. كما أنني عبّرت في هذه القصيدة عن آرائي السياسية لأنها جمعت بين الحب والسياسة.
وما هي القصيدة التي تحزنك، أو انك كتبتها في ظروف حزينة ؟
حالة الشعر أو الكتابة في كل النصوص او جزء كبير منها، تأتي عندما تكون منزعجاً من شيء ما او متضايقاً وتكون القصيدة بمثابة علاج . ولحسن الحظ، وبالنسبة لي على الأقل، عندما أكتب أشعر أنني أخرجت أشياء كثيرة سلبية كانت في داخلي. أنا اعتمد العلاج بالكتابة. وبالعودة إلى النص الذي يذكرني بحالة حزن فهي النصوص المرتبطة بعيد الميلاد . عيد الميلاد هو عيد ميلادي . هذه القصائد كتبت ليلة عيد الميلاد وليلة عيد ميلادي. يتكرر ذكر العيد في الكتاب والنقصان الذي تشعر به في العيد.
لماذا لم تطرح القصائد على شكل اداء صوتي في اسطوانة ؟
أنا بصراحة أفكر بهذا المشروع لسبب واحد فقط، وهو للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في القراءة اي الضريرين او الأميين. هذا السبب هو الوحيد الذي قد يجعلني أفكر بهذا المشروع. أما أن أقوم بذلك من أجل الموضة فهذا غير وارد. أنا متحزّبة للورق لست ضدّ التطور ولكن أحب التجربة الورقية.
لفتنا وجود شخصيات كثيرة في توقيع الكتاب منهم الفنان مارسيل خليفة.
تواجدت شخصيات كثيرة منها سياسية وفنية. مارسيل صديق من 5 سنوات تقريباً عندما عملنا معنا. هو مؤمن بي كثيراً كصحافية وبمشروعي الادبي. مارسيل قطع سفره كي لا يتركني في هذا اليوم المميز والحلم وأنا أشكره أنه سرق ساعتين من وقته واتى مع شقيقه إلى المعرض. وأشكر كل الذين حضروا طبعاً. السياسيون الذين حضروا قالوا لي إنهم لا يستغربون انني اكتب الشعر لأنهم يشعرون من خلال شخصيتي الاعلامية بانني لست مأخوذة بالسياسة بشكل كامل. وأنا أهرب من "قرف" السياسة من خلال الشعر.
من حضر إلى توقيع كتاب كريستين مؤمن بموهبتها أم أن هناك من حضر من أجل الواجبات الاجتماعية ؟
لكل شخص سببه . بالتأكيد أنا أفضل الفئة التي حضرت لأنها تحب شعري وقرأت كتابي الأول . اتمنى أن يكون ال 500 شخص الذين حضروا حفل التوقيع واشتروا الكتاب ان يحضروا في المرة المقبلة لأنهم أحبوا كتاباتي وأن يشاركوا معي في ولادة مولودي الأدبي وليس الأضواء.
ما هي الاصدارات التي اشترتها كريستين حبيب من معرض الكتاب ؟
أخذت جديد الروائي ربيع جابر وأكملت المجموعة التي لدي فهو فخر الصناعة الروائية اللبنانية. أخذت أيضاً للزملاء سليم اللوزي وعماد بزي. واخذت ايضاً كتاباً للشاعر الفلسطيني اياد البلعاوي . وسأشارك أيضاً الزميلة كاترين معوض توقيع كتابها.
أين أنت من الرواية ؟
قريبة جدا من الرواية. وأنا أقرأ الرواية واظن بأنه إذا بقي نفسي الأدبي موجوداً بحب ان انتقل من الشعر إلى الرواية أو تكون هناك رواية إلى جانب الشعر.
رواية جريئة إلى حد منع الاصدار في بعض الدول العربية ؟
بكفي ان تكون شخصيتي جريئة وحرة حتى اعتبر ان لا "تابو "بالادب. أنا سالت دار النشر منذ أيام عن الممنوعات فقالوا لي حتى الآن كلا واتمنى ألا يحصل ذلك.
الغلاف بالفعل مميز.
لقد شرفني يوسف عبدلكي انه رسم لي غلاف الكتاب . وهو غلاف جريء.
في الختام شكراً جزيلاً لك وبالتوفيق.
شكراً جزيلاً لموقع "الفن" ولمتابعتكم.