حرصاً منها على دعم الشباب العربي وتحفيزهم وتوجيه الطلبة بطريقة أفضل نحو خيارات مهنية واعدة، خصوصاً في قطاعات الأعمال التي تشهد نمواً في المنطقة، أطلقت مؤسسة "إنجاز العرب" مبادرة "وسّع أُفقك"، بالتعاون مع "MBC الأمل" المنضوية تحت لواء "مجموعة MBC"، وغيرها من الشركاء الرائدين، وذلك ضمن فعاليات الدورة الخامسة لـ "القمة العالمية لريادة الأعمال" في مدينة مرّاكش المغربية، والتي حضرها أكثر من 3000 شخص من روّاد الأعمال العالميين والإقليميين، ومسؤولي الحكومات رفيعي المستوى، وقادة الشركات، وروّاد الأعمال الشباب.
تم إطلاق مبادرة "وسّع أُفقك" بهدف تقليص معدّلات البطالة لدى الشباب العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تتضمّن المبادرة ائتلافاً من كيانات عالمية منتمية إلى قطاعات النمو الاقتصادي والخدماتي، وذلك بهدف التركيز على استعراض فرص العمل والتدريب المتاحة في المنطقة. سوف يوفّر برنامج مبادرة "وسّع أُفقك" معلومات قيّمة حول قطاعات النمو الرئيسية، لتمكين الشباب من اتخاذ قرارات أكثر وضوحاً بشأن المسارات الوظيفية المستقبلية، وبالتالي توجيههم نحو فرص العمل الفعلية و الخبرة المجدية في العمل.
سيركّز البرنامج التجريبي للمبادرة على بناء شراكات واعدة في خمس "قطاعات نمو"، هي: الطيران من خلال شراكة مع شركة "بوينج" العالمية للطيران؛ وقطاع الضيافة والخدمات عبر مجموعة "ماريوت" العالمية للفنادق؛ والإعلام عبر مبادرة "MBC الأمل" التابعة لـ "مجموعة MBC"؛ وقطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة من خلال "ومضة"؛ وقطاع الخدمات اللوجستية عبر شركة "أرامكس". كما تشمل الجهات الرئيسية الداعمة لمبادرة "وسّع أُفقك" كل من شركات "هيل + نولتون ستراتيجيز"، و"بيت.كوم"، و"يوجوف" و"ماكينزي".
في اليوم الثاني من "القمة العالمية لريادة الأعمال"، عُقدت جلسة حوارية ناقشت الخطوط العريضة لمتطلّبات سوق العمل للشباب في المستقبل. وقد ضمت الجلسة كلاً من المديرة التنفيذية لمؤسسة "إنجاز العرب" ثريا سلطي، ومــازن حــايك المتحدّث الرسمي باسم "مجموعة MBC"، وبرنارد دان، رئيس شركة بوينج لمنطقة تركيا وشمال أفريقيا، سامي عبد القوي خريج مؤسسة "إنجاز المغرب"، محمد عباد أندلسي، رئيس مجلس إدارة "إنجاز المغرب"، وبينما أدار الجلسة الحوارية ديفيد حمود، الرئيس والمدير التنفيذي للغرفة التجارية الأمريكية العربية الوطنية.
وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة "إنجاز العرب" ثريا سلطي: "البطالة لدى الشباب في الشرق الأوسط آخذة في الارتفاع، وهي تُعد حالياً الأعلى في العالم. وتشير نتائج الدراسات المختلفة إلى أن الحصول على عمل يبرز ضمن أكبر التحديات التي يواجهها الشباب في منطقتنا. وبوضع ذلك في الاعتبار تم تطوير مبادرة وسّع أفقك". وأضافت سلطي: "يركّز البرنامج على تثقيف الشباب حول القطاعات ذات الإمكانيات الأكبر، وربط الفرص المتاحة مع الشباب المتقدمين من ذوي الكفاءة. وكان لشركائنا دور أساسي في صياغة هذه الحملة التي تسهم في تشجيع الشباب على التفكير بشكل نقدي أكبر حول القطاعات التي يجب أن يعملوا بها، وسوف توفر المبادرة التواصل بين الطلاب المتفوقين والقادة العالميين في كل قطاع".
من جانبه، قال مـازن حـايك المتحدّث الرسمي بإسم "مجموعة MBC ": "شعارنا المؤسساتي في المجموعة هو: "نرى الأمل في كل مكان". واليوم، نحن نعوّل على هذه المبادرة، لتلهم الشباب العربي وتحفّزه وتسهم في توجيهه بطريقة أفضل نحو إمكاناته وقدراته الكامنة والمتطلّبات الفعلية للوظائف المتاحة في سوق العمل. ومن خلال تطوير مهارات الشباب، وتعزيز مواهبهم، والتدريب العملي على الخبرات المهنية، سوف يكتسبون مزيداً من المعرفة، ويصبحون أكثر قدرة على المنافسة في مكان العمل". وأضاف حـايك:" يجب أن يؤمن الشباب أكثر بمعايير العلم والكفاءة والجدارة والعمل الجاد والتخصُّص. وعلى هذا الأساس، سوف يتعيّن عليهم بذل قصارى جهدهم من أجل اقتناص الفرص، والحصول على فرص العمل التي يستحقونها". وختم حايك قائلاً بأن "دورنا وواجبنا يؤكّدان على مسؤوليتنا في تقديم حلول لتحدّيات عمالة الشباب للوصول إلى إمكاناتهم الكاملة وبناء مستقبل أفضل".
يُذكر أن أحد عناصر مبادرة "وسع أُفقك" يتمثّل في توفيرها لبوابة إلكترونية تفاعلية تحتوي على معلومات متكاملة حول فرص التدريب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ومجموعة هامة من المعلومات حول قطاعات النمو واحتياجات تنمية المهارات... إضافة إلى معلومات عملية حول كتابة السيرة الذاتية، والتقدّم لفرص التدريب، وغيرها من مهارات البحث عن عمل.
تجدُر الإشارة إلى أن "القمة العالمية لريادة الأعمال" التي انعقدت مؤخراً في مرّاكش، وفّرت منصة رائدة لتبادل الأفكار المبتكرة والخبرات والمعرفة، وكان لها دور أساسي في دعم روّاد الأعمال وقدرتهم على إطلاق الإمكانات الاقتصادية للدول والمؤسسات والأفراد... علماً أن العنوان الرئيسي لدورة هذا العام تمحور حول فكرة "تسخير قوة التكنولوجيا في سبيل الإبداع والريادة".