عقد النادي الثقافي العربي بالتعاون مع نقابة اتحاد الناشرين في لبنان، ظهر اليوم، مؤتمرا صحافيا في مقر نقابة الصحافة. اعلن فيه عن انعقاد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب ال58 في الفترة الممتدة ما بين 28 تشرين الثاني ولغاية 11 كانون الأول 2014 في البيال.
بعد النشيد الوطني، ألقى الوزير السابق جورج سكاف كلمة نقابة الصحافة اعتبر فيها أن هذا المعرض أصبح من تراث لبنان وبات يمثل سنة بعد سنة ألقا متجددا.. انه حدث مهم جدا يجعل من لبنان عاصمة دائمة للكتب كما كانت وبزيادة في الوقت الراهن.
وألقى رئيس النادي الثقافي العربي سميح البابا كلمة قال فيها: نحتفل اليوم بافتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في الثامن والعشرين من تشرين الثاني الحالي. نعلن افتتاح هذه الظاهرة الثقافية العامة تكريماً للكتاب، وعبر الكتاب للثقافة في هذا البلد. نعلن هذا الافتتاح من هنا، من قاعة نقابة الصحافة، من الكلمة الحرة والرأي الموضوعي الرصين، ومنبر الحوار الديمقراطي، وبحضور شيخ الكلمة وفارسها وحارس محرابها النقيب محمد بعلبكي.
وأضاف: لقد غدا معرض الكتاب وللسنة الثامنة والخمسين على التوالي عيداً للكتاب واحتفالاً به بل لا نبالغ إذا قلنا بأنه اصبح مهرجاناً ثقافياً سنوياً يقام في مدينة بيروت. وكما ناضلت بيروت طوال تاريخها على هذا النسيج الاجتماعي الراقي والذي يعتبر نموذجاً وقدوة . ناضل معرض بيروت أيضاً طوال تاريخه عبر كوكبة من الفدائيين المتطوعين ليثبت أن الثقافة ثابتة في مواقعها أمام صروف الدهر ومصائب الأيام، ذلك بأنها تعبر عن توق الناس إلى المعرفة والى حرية الرأي والرأي الآخر.
ويمر هذا المعرض اليوم في ظروف عصيبة أيضاً إذ أن كامل المنطقة من حولنا تغلي بفعل البراكين التي انفجرت في كل مكان دفعة واحدة وما زال لهيبها في اتساع وتنام. ومع ذلك كله يصر النادي الثقافي العربي على إقامة هذا المعرض لرفع الشعلة في وجه الظلمة نثبت مرة أخرى بأننا نحن رفاق الكتاب ثابتون في مواقعنا ولن نتراجع ولأننا نؤمن بأن الكتاب هو بابنا إلى الحرية والى ثقافة الانفتاح.
وأشار الى أنه قد بلغ عدد دور النشر اللبنانية 167 داراً ودور النشر العربية 56 داراً كما اشتركت ايضاً الدول العربية التالية: المملكة العربية السعودية، الكويت، سلطنة عمان، فلسطين، لبنان والعراق. إضافة إلى اشتراك مؤسسات الأبحاث والجامعات اللبنانية والعربية. كما يتضمن المعرض نشاطات ثقافية متعددة الوجوه فهناك المحاضرات والندوات والأمسيات واللقاءات تتناول مختلف جوانب الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية إضافة إلى عروض فنية متنوعة وتكريم شخصيات فكرية رفيعة المستوى وشخصيات فنية تركت تأثيرات جمة في حياتنا الثقافية والفنية. كما يشهد المعرض عشرات تواقيع الكتب الأمر الذي يشير إلى نجاح الكتاب كرمز للتقدم.
وبدوره تحدث نائب رئيس نقابة اتحاد الناشرين في لبنان نبيل عبد الحق معتبرا أن: الكتاب لا ينطفىء اذا لم نشحنه كهربائيا، فهو اختراع لا يهرم وجهاز لا يتعطل ولا يصبح موضة قديمة مهما تطورت اكتشافات العصر. لقد أثبت لبنان قدرته دوما على تشجيع العطاء الثقافي والانفتاح الحضاري والعلمي، ليس فقط في العالم العربي، انما أيضا على الثقافات العالمية ضمن اطار حوار الثقافات . وتميز لبنانيون بعطائهم الفكري في لغات أجنبية عديدة ونال بعضهم جوائز دولية قيمة.
وفي الوضع الصعب الذي تجتازه منطقتنا، نرى ان الكتاب الجيد ما زال يتجاوز العقبات مهما تعددت، واصدارات دور النشر اللبنانية المتقنة، طباعة ومحتوى، ما زالت موجودة في العالم العربي لتشهد أن للكتاب حيزا كبيرا في عالمنا الحالي، والقراءة باقية حاجة للجميع.
وأضاف: هذه الحقيقة يجسدها معرض بيروت السنوي الذي يؤكد على تواصل لبنان الحضاري في مشروع ثقافي ضخم يخوضه "النادي الثقافي العربي" و"نقابة اتحاد الناشرين" خدمة للقارىء العربي وللمؤلفين والمبدعين وللناشرين وأصحاب المطابع.