أبدعت مقدمة برنامج كلام نواعم ناديا أحمد بأداء دورها في مسرحية من هوى الأندلس، التي كتبتها والدتها فارعة السقاف مؤسسة "لوياك"، وقد برزت موهبتها الفنية في هذا الدور كمحترفة تمثيل لا كمقدمة برامج وحسب.
وتحت رعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، شهد مسرح الدسمة في الكويت العاصمة عرض مسرحية "من هوى الأندلس" التي ضمنتها كاتبتها فارعة جرأتها في تناول المواضيع الحساسة التي تؤول الى التطور والتحسين من اجل مستقبل أفضل كما تضمنت المسرحية استعراض راقص مميز باشراف وتصميم علاء السمان ما شكل تحديا كبيرا على صعيد الفن المسرحي في الكويت اذ لم يشهد المسرح سابقا استعراضا مسرحيا، ولوياك تعاونت في هذا العمل مع عدد من الفنانين العرب وابرزهم المؤلف الموسيقي عبد الله شحادة، الفنانة غادة غانم، والتي سجلت الأغاني بصوتها.
المسرحية من إنتاج أكاديمية لابا للفنون المسرحية والاستعراضية، كما حضر الحفل الذي أقيم بالتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون وأكاديمية لوياك كل من نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبد الله.
وتعليقا على المسرحية، أكد وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود أن «من هوى الأندلس» عرض مميز، جاء بأداء فني متميز لفريق العمل والمشاركين، مؤكدا الحرص على أن تكون هناك نقلة في العمل الثقافي من خلال الشباب، مشيدا بالخطوات التي يقوم بها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال إستراتيجية جيدة تحمل شراكة مع وزارة التربية والمؤسسات التعليمية لغرس الثقافة بمفهومها الحقيقي في تكوين شخصية المواطن والشباب وتحصينه بالقيم الإيجابية، لافتا إلى الدور المهم لمنظمات المجتمع المدني مثل مؤسسة لوياك إضافة لدور القطاع الخاص.
وأشادت الوزيرة السابقة د.موضي الحمود بالجهود التي تقدمها "لوياك" من خلال دعم الشباب، لافتة الى أن تلك الأنشطة تفتح المجال للشباب في الإبداع، مشيرة إلى أن الفن غذاء الروح، مشددة على ان المسرح عنصر مهم في حياة الأمم واهتمام الشباب بالمسرح والفنون امر إيجابي يبرز الإبداعات ويعمل على توظيف طاقاتهم المختلفة.
وختمت الحمود بالاشادة بالدور الإيجابي للمجلس الوطني ومؤسسة لوياك لتدريب الشباب ورعايتهم.
من جانبها، أكدت رئيس مجلس إدارة مؤسسة لوياك فارعة السقاف دعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المتواصل لمؤسسة لوياك، لافتة إلى الدعم الحكومي لما تقوم به المؤسسة والذي تمثل بحضور ورعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك في دعم الشباب وإيمانا منه بما نقوم به، مشيرة إلى حرص المؤسسة على تقديم أعمال مميزة.
وتابعت أن تناول الأعمال التاريخية من خلال الأعمال المسرحية يعزز اللغة العربية والإلمام بالتاريخ، إضافة إلى تنمية العمل الجماعي والانضباط والالتزام لفريق العمل، لافتة الى ان افتتاح مسرحية «من هوى الأندلس» جاء حصيلة جهود لمدة 18 شهرا.
وأضافت أن الفنون ارتبطت بالجمال والإبداع وبالحب والبهجة والفرح، مشيرة إلى العديد من التحديات التي تواجه مثل هذه الأعمال وتأتي على رأسها عملية التمويل، لافتة إلى أهمية الانتباه إلى ضرورة تمويل المسرح حتى نرتقي بالثقافة والفنون كمساهمة لبناء حركة جديدة لا تحرم الرقص والغناء من خلال ثقافة الفنون.
وختمت السقاف بأن الفنون هي التي تحول الطاقة السلبية لدى الشباب إلى طاقة إيجابية فهي وسيلة ناجحة للتعبير عنهم، مؤكدة ان مواجهة العنف والتطرف لا تكون إلا من خلال ثقافة الفنون.
على صعيد متصل، تحدثت مخرجة العمل شرين حجي عن تجربتها الأولى بالإخراج المسرحي، قائلة: إنها دخلت مجال التمثيل منذ ست سنوات وعندما عملت بمسرحية مكبس، اكتشف أستاذي رسول الصغير موهبتي في الإخراج فدخلت كمساعد مخرج.
وأشارت إلى أن المسرحية تاريخية تعزز تاريخنا الإسلامي ولغتنا العربية وهي من التحديات التي واجهتنا بالعمل، ولديها عمل مسرحي مقبل ولكن كممثلة ومساعدة مخرج.
من جانبه، قال المخرج رسول الصغير المشرف على العرض المسرحي «من هوى الأندلس» ان المسرحية للطالبة شرين حجي هو أول عمل إخراجي لها، مشيرا إلى أنها عملت كراقصة استعراضية، لافتا الى انها تجربة جديدة على المسرح الكويتي والعربي، مشيرا إلى معاناة المسرح العربي من مخرجات، مؤكدا أن صاحب الموهبة يقنع الجميع بعمله.
وتعرض مسرحية «من هوى الأندلس» أحداثا وقعت في أواخر القرن العاشر الميلادي في الأندلس وتحديدا في قصر الزهراء في قرطبة وتسلط الضوء على أهم الوقائع السياسية والدرامية التي وقعت إبان وبعد حكم الخليفة الأموي المنتصر بالله والذي يوصف عهده بعهد ازدهار العلم حيث شيدت في عهده اهم واكبر مكتبة في العالم آنذاك وهي مكتبة قرطبة وجامعة قرطبة.
كما تتناول المسرحية حكاية صبح البشكنسية جارية الخليفة المستنصر التي أصبحت حبيبته ومستشارته وانجبت له ابنه الأمير هشام فاستدعى الأمر تعيين مؤدب ووكيل للأمير فوقع الاختيار على شاب متعلم شديد الذكاء والطموح يدعى محمد ابن أبي العامر وهنا تبدأ الحكاية التي تنطلق بسرعة حصول ابن أبي العامر على ثقة صبح وإعجابها كما هي الحال مع الخليفة المستنصر بالله الذي يوكل إليه مسؤوليات ينجح فيها وكلما زاد عليه تفوق اكثر فيزداد موقعه ونفوذه لدى القصر.
ويعهد الخليفة المستنصر بالله لمحمد ابن ابي العامر بأخذ البيعة لابنه الأمير هشام ليصبح وليا للعهد وبعد وفاة المستنصر يكون لابن العامر دور مهم في حفظ الحكم للأمير هشام ويتفق العامر وصبح على اقتسام السلطة بوصيتهما المشتركة على الخليفة الصغير وتكون بينهما علاقة عاطفية.
وتعكس المسرحية ازدياد نفوذ ابن العامر بالفتوحات والنصر في كل معاركه الحربية مع الممالك المسيحية المجاورة وينجح في التخلص من كل خصومه السياسيين وبازدياد قوته العسكرية ونفوذه يسعى ابن العامر إلى الانفراد بالحكم وتهميش دور صبح وابنها الخليفة هشام.