عقدت جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى "SACEM" ومجلس المؤلفين والملحنين في لبنان اجتماعاً يوم السبت الماضي في 8 تشرين الثاني 2014، حيث ناقش الحضور وبحثوا في شؤون وأوضاع وحقوق المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى اللبنانيين بحضور عدد من اعضاء الجمعية منهم :" الياس الرحباني، ايلي شويري، احسان صادق، جو بارودجيان، نزار فرنسيس، طوني عنقه، طوني ابي كرم، أنطوان الصافي، سمير نخله، وغيرهم ....

وقد تحدث رئيس مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان الفنان اسامة الرحباني مؤكداً على وجوب تحسين اداء الجمعية في سعيها لتأمين حقوق أعضاء الجمعية المعنوية والمادية.

وقال الرحباني :"السكة يجب أن تسير والقانون يجب أن ينفّذ لكي نستطيع القيام بالأمور الأخرى التي لدينا. في حال الالتزام بالقانون لن يكون هناك أي مشاكل بعد اليوم . هناك تنسيق تام مع الوزارات المعنية ووضعنا خطة طريق سريعة تجبر كل الناس على الالتزام بالمعايير التي ستعتمدها والأمور لن تبقى على " الطريقة اللبنانية ".

وتابع :"لدينا مشكلة مع التلفزيونات. فكما تعلمون تحصل الجمعية على نسبة 10 أو 7 أو 5 بالمئة من المدخول "الخام" للمؤسسة. وقد قمت باجتماع مع السيد جبران نجم في فرنسا لنبحث بموضوع الـ "Pointage" وكيفية تنفيذه. وقد وجدنا ان هذه العملية تقام بحسب طول الأغنية فاذا كانت مدة الأغنية 3 دقائق لها نقاط معينة ، اذا كانت قطعة سينفونية لها عدد نقاط معينة، ولم يغفل عن بالي أن الاستاذ الياس الرحباني له شارة موسيقية تستخدم منذ سنوات وكذلك الموزع هادي شراره الذي لديه شارة "كلام الناس" ، وأيضاً لدى الأخوين رحباني شارة "صوت لبنان" هي من "سفر برلك"، وجدنا أنه في السنوات الأولى يؤخذ بعين الاعتبار عدد المرات التي تمر فيها القطعة فيما بعد يصبح هناك نوع من الاتفاق الضمني بين الساسيم والمعني والشركات التي تبث الشارة. هذه هي أبسط الأمور التي نجهلها مثلاً . نحن بدأنا العمل مع التلفزيونات لتصحيح الأمور ، وقد وصلنا إلى اتفاق شبه نهائي مع "LBCI"، ونحن نعمل على رفع المستوى مع الـ "MTV" لأن الاذاعة التابعة لها تدفع نفس الرقم تقريباً الذي يدفعه التلفزيون. أما قناة "الجديد" فلم تدفع منذ عام 2005 ، والـ "OTV" أيضاً لا تدفع. علينا أن نصل إلى اتفاق مع كل المؤسسات. "انا مش عم قشّط حدا مصاري أنا عم جيب حقوقكن .. يجب أن نكون على قلب واحد".

وتابع :"اما بشأن الاذاعات، فكلها تعتبر نفسها تخسر. يُبث 180 ألف أغنية مقابل 10000 دولار. هذا فضلاً عن ايجاد الطريقة المناسبة لاحتساب الأغنية المدعومة. أكبر متضرر من وضع الاذاعات هو "ريبرتوار" الأخوين رحباني، لأنه تبث لفيروز أكثر من 18 ساعة يومياً ونحن أقل من يحصل على الحقوق . وأنا ليس لدي أي مشكلة أن تطلعوا على الحسابات مع الاستاذ سمير تابت لتتأكدوا ان ما قيل عن سيطرتنا في الماضي ليس صحيحاً".

وأكمل :"يجب ان نعمل معهم على وضوح أكبر. فكل الاذاعات والتلفزيونات لديهم عدد كبير من الموظفين وليس لديهم أحد يكتب لنا ما هي الأعمال التي تبث خلال اليوم بطريقة صحيحة ومثل ما هي مكتوبة على الاسطوانة. هناك اذاعات لا تدفع أبداً، أما بشأن "اذاعة بيروت" فعندنا مشكلة كبيرة معهم وسنرفع كتابا رسمياً إلى وزير الثقافة نطالبه فيه بالحصول على حقوقنا منذ عام 2006.. وتلفزيون الدولة أيضاً لا يدفع لنا".

كما تطرق أسامة إلى حقوق المؤلفين والملحنين في الاعلانات والمطاعم والفنادق والملاهي وقال :"لا يحق للاذاعات بث أغاني مغناة بالمطاعم من قبل فنانين جدد من دون أخذ موافقة اصحاب العمل. على المطاعم التي تضع الموسيقى والأغاني ان تدفع للساسيم أيضاً. كما أن الملاهي الليلة تجني أرباحاً خيالية ولكنها لا تدفع لنا الا شيئاً رمزيا جداً ونحن نسعى لرفع هذه النسبة. أي شركة اعلانات تريد استخدام أي لحن عليها العودة إلى صاحب اللحن ولا يكفي فقط التكلم مع الساسيم بل عليها التواصل مع صاحب العمل. الأعراس وزفة العروس واستغلال الأغاني وتغيير كلامها ووضعها على يوتيوب تعتبر أكبر جريمة.. ولن تبقى الأمور على هذا الحال".

وتابع :"لدينا مشكلة مع الساسيم لاننا نتعامل معها بعقلية قديمة. يجب أن يكون هنالك عقلية جديدة. كما أن المراقبة يجب أن تكون على مستوى أعلى ، للاسف يجب أن نبدأ بالقيام بمراقبة ووقاية ذاتية. لقد طلبنا من الساسيم بفرنسا تغذية مكتب بيروت مع موظفين مع مكننة جديدة مع تكنولوجيا مختلفة حديثة. أنا لا احب العمل البطيء، فانا عقلي مختلف ولا يشبه أحداً من الذين كانوا قبلي. يجب علينا أن نعمل بسرعة ومن دونكم لا يمكننا أن نقوم بشيء. لا مجال للغلط. لا مجال للكلام يجب أن نبدأ بالعمل على الأرض".

وفي ختام المؤتمر ، دعا الرحباني الى توحيد الجمعية والانضمام إلى المجلس، مؤكداً ان العمل الذي ينجز هو من أجل الجميع ومن دون تفرقة.

موقع "الفن" الذي حضر المؤتمر، التقى الاستاذ أسامة الرحباني وكان لنا معه هذا اللقاء السريع :

أهلا وسهلا بك عبر "الفن".

شكرا جزيلا لحضوركم .

ما الذي دفعك إلى القيام بهذه الخطوات الكبيرة في الجمعية ؟

يمكنني أن أنطلق من حقوقي كانسان وحقوق أهلي وأصدقائي وباقي الفنانين والمؤلفين والملحنين .. من واجبي أن أحفظ لهم حقوقهم. أنا ملم أكثر من غيري على ما اعتقد بهذا الموضوع ومن واجبي أن اساعدهم.

بحسب الرقم الذي اعلن عن المنتسبين إلى الجمعية (180 شخص) ، فان عدد الذين حضروا إلى المؤتمر قليل .

يمكن ان تكون الدعوة لم تصلهم أو انهم منشغلون .. "بس تصير بكرا الأمور جدية أكتر بصيرو يستوعبوا شو عم نعمل وبيجوا". في النهاية القانون هو للجميع ولا يمكن لأحد ان يخالفه لمصالحه الشخصية".

لقد قلت إن وقت الكلام انتهى وبدأ وقت التنفيذ. ما هي الخطوات الأولى التي ستقومون بها ؟

نحن نقوم بالتنسيق مع كل الأطراف من أجل وضع المعايير اللازمة. وهنا أريد ان اشير الى التعاون الكبير والسريع من قبل وزارة الثقافة ووزارة السياحة أيضاً .

هذا العمل سيلهي أسامة الرحباني عن الاهتمام بهبة طوجي ؟

لا ... ولا يمكن. في مليون شغلة رائعة نقوم بالتحضير لها.

كما التقينا الشاعر نزار فرنسيس الذي قال عن الاجتماع :

" الأفكار جميلة وهناك رؤية جيدة أوضحها أسامة وهي تعني كل الذين حضروا. أنا كنت أتمنى ان يكون الحضور والمشاركة أكثر.. "ما بصير الواحد يكون قاعد ببيتو وغيرو عم يطالبلو بحقه".

الرؤية كانت جيدة ومهمة وانشالله يكون هناك خطوات عملية قريبة وتكون مثمرة في الوقت نفسه".

أما الفنان الياس الرحباني، فقال :"أنا سعدت جداً بهذا الاجتماع لأن طريقة الشرح كانت ممتازة . أسامة كان واضحاً ولم يقع في الاعادة والتكرار وعرف الصعوبات الموجودة ببلد مثل لبنان الذي هو بلد حضارة من جهة ومن جهة ثانية هو بلد تُؤكل حقوق الناس وبلد يتجاهل المؤلفين ويعتبرهم "قبابيط".. "عيب عليهم بهلبد . اذا انشهر لبنان فهو انشهر بقوته الفنية والموسيقية . عندما اطلعوا في فرنسا على اعمالي لتكريمي كان لدي 6500 عمل ، وموجود الآن لدي في الستديو 650 أغنية جديدة قيد التسجيل. وقد قال السفير الفرنسي اثناء تقليدي الوسام ان هذا الرقم ليس موجوداً في العالم لأنه في الخارج عندما يقوم المؤلف الموسيقي ب 30 أغنية يكون قد أمن حياته وحياة أولاده إلى الأبد. وأنا لدي كل هذه الأعمال "ومش مأمن حياتي أنا". لقد تكلمت كثيرا خلال 50 سنة ووصلت إلى مرحلة اهانة الدولة حتى يتم سجني ولكنهم لم يفعلوا ... الحبس أشرف من لبنان. "الله يوفق أسامة لأنو شغلة كتير كتير صعبة".