من نجمة الشاشة السورية وجميلتها، إلى غياب مفاجئ ظن كثيرون أنه بسبب سفرها خارج سورية، إلى عودة مفاجئة منها إلى الشاشة نفسها والجمهور نفسه ومن خلال خمسة أعمال دفعة واحدة.
تلك حكاية حسناء الشاشة السورية وملاكها في العقد الماضي، النجمة عبير شمس الدين، أم التوأم الذي منعها من القيام بواجبها تجاه جمهورها على الرغم من بقائها في البلد.. لكنه في الوقت الحالي، وللمستقبل، لن يمنعها من الظهور مجددا بالنجومية السابقة ذاتها.
عبير شمس الدين في حوار أول بها بعد عودتها وبشكل حصري للفن...
غياب طويل لك عن الدراما وعودة قوية في أول موسم.. بم تحدثين جمهورك عن ذلك؟
غيابي استمر ثلاث سنوات وهي فترة طويلة حقا وليس أمامي إلا أن أعتذر من جمهوري، لكن في نفس الوقت، أضعه في صورة السبب الذي يقف وراء غيابي.
ففي الحقيقة هذا الغياب كان بسبب ولادتي لتوأم " صبي وبنت" والولد يحتاج إلى رعاية في سن الولادة المبكرة، فما بالك بتوأم معا. هذا ما جعلني أبتعد عن الشاشة وعن الدراما وعن الأعمال، حتى الوصول إلى مرحلة معنية من طفولة الولدين أصبح قادرة خلالها على التحرك من جديد بعد أن يكونا تجاوزا مرحلة الرعاية الأولى التي هي الأهم.
والعودة الموسم الماضي.. كيف جاءت بهذه الصورة؟
كانت قوية ومن خلال خمسة أعمال دفعة واحدة، وفي الحقيقة أنني لو وافقت على كل العروض التي تلقيتها لشاركت في جميع المسلسلات التي تم إنتاجها ربما، لكني اعتذرت عن الكثير ووافقت على القليل، وخرجت بالأعمال الخمسة التي ظهرت فيها.
لو تفسرين معنى أنك كنت ستشاركين في كل الأعمال المنتجة الموسم الماضي؟
في الحقيقة تلقيت عروضا من جميع الإنتاجات تقريبا في الموسم الماضي، لكن لا يمكن لي المشاركة في عدد أكبر من المعقول بالنسبة لي. مثلا قد يتضارب موعد مسلسل مع آخر فأعتذر عن أحدهما، وقد أختلف مع شركات الإنتاج على مسائل مادية، وقد أختلف على أمر يتعلق بالفكرة المطروحة.
كذلك تلقيت عروضا من مسلسلات تحتاج إلى سفر، إلى الإمارات ولبنان، وكان لوجود الأولاد في السن المبكر السبب في الاعتذار عنها.
هل يعني هذا أنك لم تخسري شيئا بسبب غيابك عن الشاشة؟
الفنان الذي حجز لنفسه مكانا لدى الجمهور وشركات الإنتاج، لا يخسر مهما غاب، وأنا ممن حصلوا على هذه الميزة، وغيابي لموسم أو خمسة مواسم لا يؤثر، والفن في الحقيقة مهنة لا تتوقف على عمر، فالفنان إن وصل لسن السبعين أو الخمسين أو الأربعين، يجد لنفسه مكانا ودورا يؤديه بعكس المهن الأخرى.
ألم تخشي من زوال النجومية في ضوء نجومية ممثلات سطعن في السنوات الأربع الأخيرة؟
تلك الممثلات حصلن على فرص عمل وربما نجومية بسبب غياب نجمات، منهن للسفر ومنهن للغياب، لكن النجم يبقى نجما، ولا خشية من أحد أن يأخذ مكان أحد آخر.
في الأدوار الخمسة التي أديتها الموسم الماضي.. هل كنت ستوافقين عليها لو عرضت عليك في فترة ما قبل الغياب.. أقصد فترة النجومية المطلقة؟
طبعا كنت سأوافق عليها، فأنا لا أشارك في مسلسل لا أقتنع به، ولا ألعب دورا لا يلقى موافقتي، أو شخصية لا تستفزني. كنت سأوافق على هذه الأدوار لو عرضت علي قبل عشر سنوات، فالخيار عندي فني وفكري قبل أي شيء آخر، سواء الآن أو قبل عشر سنوات، أو بعد عشر سنوات.
بصراحة هل تشعرين بأنك تسجلين الآن انطلاقة جديدة أم أنك تستأنفين ما توقفت عنده قبل الغياب؟
استئناف بكل تأكيد وليس تسجيل انطلاقة، فأنا حجزت اسمي لدى جمهوري ولسنوات وعبر أعمال مهمة، والأهم من ذلك أن ندرك بأن المسلسلات التي شاركت فيها قبل الغياب لم تنقطع عن الشاشات بل ظلت تعرض بين الفينة والفينة. خذ مثالا مسلسل "عش الدبابير" ما زال يعرض حتى الآن، وهذا يجعل المشاهد يبقى متعلقا بالفنان ومتابعا له، ولا يشعر بأنه غاب عنه.
وبمسألة النجومية.. هل هناك انطلاقة جديدة نحوها؟
بكل تأكيد لا، بل إنني في الماضي لم أكن أبحث عن النجومية، وهي جاءت لوحدها، بالتراكمية، ومن خلال الأداء الجميل الذي يلقى احترام المتلقي ويحترم عقله. والآن، وعندما أريد الدخول في عالم النجومية من جديد، فعليّ القيام بما قمت به في السابق دون زيادة أو نقصان.
قلت إنك اعتذرت عن أعمال خارج سورية بسبب السفر.. هل ستعتذرين هذا الموسم أيضا عن أعمال خارجية؟
لا. الآن اختلف كل شيء، والأولاد وصلوا إلى سن الرابعة وباتوا في مرحلة متقدمة يمكن رعايتهم عبر مربية، وليس كما في السنوات الأولى. غبت لأجلهم سنوات عن الأعمال الداخلية والخارجية، وأعود الآن إلى الدراما، الداخلية والخارجية، والأمر متفق عليه عائليا.
هل يوافقك زوجك في كل ما تقومين به أو تتخذينه من قرارات؟
تماما، وكل شيء يتم بالنقاش والحوار، وهو ساعدني في فترة غيابي، وها هو الآن يساعدني في فترة عودتي. زوجي رجل متفهم لي ولطبيعة عملي، ولدوافعي في الغياب، ولمسببات العودة.
نأتي إلى الجديد الذي تصورينه حاليا.. ماذا عنه؟
حاليا أصور مشاهدي في مسلسل "على مقاسي" وهو من إخراج وتأليف الأستاذ فادي غازي، ويقع العمل في مجموعة من اللوحات الطويلة ويتخذ من لوحات مرايا شبيها فيها من ناحية التوزيع والتوقيت، بحيث تعرض في كل حلقة لوحتان أو ثلاث.
ما المضمون الذي يأتي به المسلسل؟
المسلسل يحاكي الواقع الاجتماعي بصورة مباشرة، لكن مع الحفاظ على ضرورة وجود الابتسامة في ختام كل لوحة، والعمل اجتماعي كما قلت ومستمد من الواقع، وفيه فواصل من يوميات المواطن التي تهم الجميع من دون استثناء.
وأعمال أخرى؟
بصراحة هناك عروض وقراءات لكن حتى الآن لم أوقع مع أحد، وأترك البحث في ذلك لمرحلة مقبلة وبالتحديد عندما أصل إلى مرحلة الاتفاق مع شركات الإنتاج على المشاركة. لا أريد البوح بشيء الآن وأعتذر عنه لاحقا، احتراما لنفسي ولشركات الإنتاج وللجمهور في آن .
نعود إلى الوضع العائلي من جديد... ما قصة التوأم الذي منعك من العمل لثلاث سنوات؟
هما عمر وميرا، وقد رزقني إياهما الله سبحانه وتعالى في العام 2011 بعد ابني الأول الذي عمره سبع سنوات.
عندما رأيتهما أحسست بأن علي أن أتوقف عن كل شيء ريثما أمضي بهما إلى المرحلة التي يصبحان فيها قادرين على العيش مع مربية.
وماذا تقولين للممثلات اللواتي يتركن أولادهن في سن مبكرة ويستمررن بالعمل؟
أعتذر عن الإجابة. علي من نفسي وبنفسي فقط. أنا أرفض ذلك، لكنني لا أعمم تجربتي أو رأيي وقناعتي على أحد آخر.
أخيرا لو نذكّر الجمهور بالأعمال الخمسة التي سجلت عودتك من خلاها في الموسم الماضي؟
المسلسلات هي: رجال الحارة وخواتم وغيوم عائلية وزنود الست، إضافة إلى خماسية مهمة في مسلسل "الحب كله".