عندما يُغادر الناس مدنهم مرغمين، لا يخلّفون وراءهم بيوتاً، وصداقات، ولُعَباً، وأعزّ ما يملكون فحسب، بل يفقدون جلدهم وتتساقط أطرافهم وتذهب في البعيد ذكرياتهم.

يتحوّلون إلى خطوط من نور... نورٌ يرتحل.


يقام العرض الأوّل لـ "نورٌ يرتحل..." تأليف مهندس الإضاءة علاء ميناوي، في الدورة الثالثة من "مهرجان أميستردام للضوء" ويستمرّ من 29 تشرين الثاني 2014 ولغاية 6 كانون الثاني 2015. ويُقدَّم العرض ضمن 30 عرضًا ضوئيًّا، تمّ اصطفائهم من بين ما يقارب 360 فكرة قدّمها شتّى الفنانون.


"نورٌ يرتحل..." هو تحية للاجئين السوريين الذين يعانون من أقسى الظروف الإنسانيّة، كما هو تحيّة لكافة المهجَّرين، الذين يستحيلون مع الوقت شعاعًا من نور يرسم ملامح الإنسان الذي كانوه، فيسافر هذا النور ليسطع ويروي حكاية الهجرة.


يرسم ميناوي، في قالب ضوئي، مجسّمات ستّة من مصابيح النيون. وتشكّل هذه المجسّمات مجتمعةً عائلة مهجَّرة، من أمّ وأبّ وجدّ وعمّة وأولاد. منذ سنين، وما تزال هذه العائلة تمشي. ويبدو أنّ أصغرهم قد لمح شيئًا ما أثار اهتمامه. في عرض يستحضر القسوة والأمل في الآن نفسه، ستتقاطع طريق أفراد العائلة مع المارّة في أميستردام، فلعلّهم يتحاورون.