كانت البداية الحقيقية لأحمد السقا في عالم السينما هو فيلم "صعيدي في الجامعة الاميركية" مع محمد هنيدي، فعلى الرغم من انه قدم دورا ثانياً ولم يكن بطلاً، إلأ انه لفت الانظار وجعل صناع السينما يسندون اليه بطولة عدد كبير من الافلام حققت جميعها نجاحات كبيرة، مثل "مافيا" و"حرب اطاليا" و"الديللر" و"تيتو" و"بابا" وغيرها من الاعمال التي تنوعت ما بين الرومانسي والاجتماعي، والاكشن الذي تميز به احمد السقا على مدار تاريخه السينمائي واصبح واحدا من ابرز ابطال السينما نجاحا في هذا النوع، ومنها فيلم "الجزيرة 2" الذي يعرض حاليا في دور العرض محققاً ايرادات كبيرة جدا، اضافة للاشادة النقدية وهو الجزء الثاني من فيلم الجزيرة الذي قدمه السقا منذ سنوات وحقق حينها ايضا نجاحات كبيرة .
حول تقديم جزء ثان من الفيلم واسباب ذلك وخطواته المقبلة كان لموقع "الفن" هذا الحوار.
بداية لماذا قررت تقديم جزء ثان من الفيلم، هل هو استثمار لنجاح الجزء الاول؟
الفيلم احداثه لم تكن قد انتهت في الجزء الاول، حيث كان واضحا ان هناك جزءاً ثانياً لان الفيلم انتهى بهروب منصور وكان لا بد من معرفة مصيره، وقبل عرض الفيلم كان هناك قرار بصنع جزء ثان.
تجربة الجزء الثاني معروفة عالميا بأنها تكون أقل من الجزء الأول، فهل اقلقك هذا؟
بالفعل كنا جميعا متخوفين من هذا الامر، حيث لا يوجد فنان يتمنى ان يقدم اعمالا اقل نجاحا من اعماله السابقة ، خصوصاً اننا منذ البداية كنا قلقين من فكرة تقديم عمل عن الصعيد، لأن الصعيد لم يعرض سينمائياً كثيراً، بعكس الدراما التي قدمته مرات عديدة لكن ردود الفعل جاءت مطمئنة للغاية ونجح الفيلم نقدياً وجماهيرياً.
وما هي اسباب نجاح الفيلم برايك؟
هناك اسباب كثيرة اولها السيناريو المحكم، والاخراج المتميز للمخرج الكبير شريف عرفة كما ان العمل كان فيه حرفية عالية في الديكور والتصوير والاضاءة وغيرها اضافة لباقي فريق العمل، حيث عمل الجميع بحب وصدق.
هل سيكون هناك جزء ثالث من فيلم الجزيرة خصوصاً ان ابطال الفيلم ما زالوا احياء؟
لم نحسم هذا الأمر بشكل نهائي حتى الآن، وأرى ان هناك مساحة درامية كبيرة تسمح بتقديم جزء ثالث ولكن القرار سيكون جماعياً .
تناول الفيلم كثيراً من الاحداث التي مرت بها مصر في السنوات الماضية سياسيا، فهل قصدتم استغلال هذه الاحداث؟
الفيلم فيه بعد سياسي منذ الجزء الاول عن علاقة الداخلية بالناس والمجرمين، وكان لا يمكن تجاهل ما حدث في السنوات الماضية لانه مرتبط بموضوع الفيلم.
لكن البعض ممن شاهدوا الفيلم قالوا انه منحاز ضد ثورة 25 يناير ومتبنّ لوجهة نظر وزارة الداخلية تماماً؟
هذا غير حقيقي أبداً، ومن اتهموا الفيلم بذلك لم يشاهدوه جيدا، فالفيلم لم يتحيز لوجهة نظر واحدة، بل قدم ثلاث وجهات نظر، كل وجهة نظر ترى الامر من منظور مختلف، وهذا هو دور الفن برأيي لانه لا يمكن ان يحتكر الحقيقة او يدعي معرفتها ولكنه يحاول توضيح الاراء المختلفة.
اعتقد البعض ان هذا التوجه مقصود لان البعض ممن شاركوا في الفيلم كانوا ضد الثورة؟
اولا الفن لا يرتبط بالاهواء الشخصية، اما من حيث المشاركين في الفيلم فمعظمهم شارك في الثورتين ومنهم خالد الصاوي وخالد صالح، وكذلك انا حيث تواجدت في كل الاحداث والجميع يعرف ذلك اما شريف عرفة فمن المعروف ايضا انه شارك في اخراج فيلم 18 يوم عن ثورة يناير.
هل كان تنظيم داعش هو المقصود بجماعة الرحالة التي تزعمها خالد صالح في الفيلم؟
لم نقصد جماعة معينة، ولكننا أردنا الاشارة الى كل الجماعات التي تتاجر بالدين من اجل السيطرة والتحكم، وعندما صورنا الفيلم لم يكن تنظيم داعش قد ظهر الى الوجود فنحن بدأنا منذ فترة طويلة.
بمناسبة زعيم الرحالة، وهو الدور الذي اداه خالد صالح، كيف كان تاثير رحيله عليكم؟
رحيل خالد احزن جميع المشاركين في الفيلم بشدة وكان صدمة مؤلمة، لذلك قررنا الغاء العرض الخاص للفيلم، واهديناه الى روحه ولكنني بشكل شخصي تألمت بشدة لفراقة لان خالد كان صديقا مقرباً، ومنذ رحيل والدي لم احزن بهذ الشكل سوى على خالد صالح انسانيا وفنيا، فبقدر ما كان انسانا عظيما وصديقاً مخلصاً كان ايضا فناناً عظيماً موهوباً، وكنت احب مشاركته لي في افلامي لانه يضيف اليها كثيراً، وعندما شاهدت الفيلم لاول مرة كنت اغمض عيني عندما تاتي مشاهده لانني لا احتمل عدم وجوده بيننا وكنت اتمنى ان يشاركنا النجاح.
لماذا تصر على عدم وجود دوبلير في افلام الاكشن التي تقدمها؟
في محاولة لتأكيد المصداقية وفي الحركات التي أقوم بها في الأعمال، اتدرب قبلها حتى لا أؤذي نفسي، وعندما يكون هناك حركة أستطيع القيام بها افعل ذلك، ولكني احيانا اضطر للاستعانة بدوبلير في الحركات التي لا استطيع ان أؤديها بمهارة ولكن الدوبلير لا يكشف عن دوره مع أي نجم، حتى لا يسحب من رصيده ويفقد النجم نفسه مصداقيته لدى الجمهور.
ما هو الفارق بين افلام الحركة او "الاكشن" في مصر ومثيلاتها في الخارج؟
في مصر لا يوجد حتى الآن أفلام اكشن بشكل كامل مثل التي تقدم في الخارج لأن هذا النوع من الافلام يحتاج ميزانيات ضخمة.
ما هي الافلام التي تتمنى تقديمها؟
اتمنى تقديم فيلم تاريخي عن خالد ابن الوليد، لأنه كان من العرب القريبين مني "فيزيقيا"، وله بطولات وفتوحات، كما احلم بتقدم فيلم عن انتصارات اكتوبر واناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي ان يهتم بهذا الامر من اجل الاجيال المقبلة.
ترردت اخبار عن مشاركاتك مع فاندام في فيلم سينمائي فما حقيقة هذا الامر؟
اتصل بي بالفعل وكيل للفنانين في هوليوود وعرض عليّ العمل، فتحدّثت أنا وفاندام، لكن لم نصل إلى اتفاق مؤكد حتّى الآن.
وماذا عن العمل مع النجم الهندي اميتاب باتشان؟
لم يتأكد شيء ايضا بالنسبة لهذا الامر، فهناك مناقشات وأحاديث أولية بيني وبين الشركة المنتجة، لكني لم أوافق على العمل بعد، حيث أنني حاليا بانتظار السيناريو، والاطلاع على الدور الذي سأقدمه، خصوصاً أن شركات الإنتاج العالمية تضع عقوداً مليئة بالتفاصيل، ولا يمكن أن أقبل العمل إلا إذا كنت مقتنعاً بالدور، وأرى أنه لا يسيء إلى شباب بلدي.
البعض يتهمك بالغرور ورفض التعاون مع الصحافة والاعلام؟
انا ابعد ما اكون عن الغرور واحترم الصحافة والاعلام كثيراً، وأؤمن بدورهما الكبير، الا انني افضل الحديث عندما يكون لدي جديد اقوله او ان اتحدث عن عمل قدمته، ولا افضل الظهور الاعلامي لمجرد الظهور فقط.
وما هو الجديد الذي تنوي تقديمه في الفترة المقبلة؟
أحضر حاليا لفيلم سينمائي كوميدي خفيف مع المنتج هشام عبد الخالق، ولكن لم نستقر على تفاصيله بعد، وهناك مشروع لفيلم سينمائي جديد آخر مع كريم عبد العزيز.