شدد الفنان التشكيلي كمال المعلم على ضرورة القراءة والإطلاع والتزود بالثقافة الفنية، مشيدا بالدور الذي تقوم به جمعية الثقافة والفنون في الدمام والإدارة العامة في الرياض على اهتمامها بالجانب الفني والثقافي لجميع الفئات السنية، جاء ذلك بعد افتتاح المعلم المعرض المشترك "حكايا"، لتسع فنانات تشكيليات، في قاعة عبدالله الشيخ للفنون في جمعية الثقافة والفنون في الدمام، والذي ضم أعمال 9 تشكيليات" ايمان الجشي، أميرة الموسى، خاتون الجشي، حواء المغيزل، سناء الحمادي، رقية التاروتي، هويدا الجشي، فتحية زين الدين وتهاني الجراش".

قالت أسماء ال نصر عن المعرض إنه يلاحقنا برؤية جديدة من خيوط نسجها العمل الجماعي مقترنا بحب المهارة والإبداع لفن طالما استقينا منه كؤوسا من الجمال التي يملؤها ذلك النور لكثير من الالوان الممتزجة ببعضها التي اخرجت لنا العديد من اللوحات الجمالية، مضيفة أن تلك الكوكبة بدأن من متدربات الى مدربات الى منتجات الى فنانات عرفن على ساحة الفن التشكيلي، وواصل بعضهن وانتقلن بأعمالهن من حدود منطقتهن لأنحاء المملكة والخليج والدول العربية وبعض الدول الأوربية، وهو يعني الكثير من الصبر الممزوج بالعطاء والإيثار منهن للمتلقي يستجد من ألوان ومواضيع. الفنانات اللاتي شاركن بـ50 عملا فنيا تحدثن عن تجاربهن فالفنانة ايمان الجشي قالت"حكايتي مع اللون حكاية أزلية تتخطى حدود الزمان والمكان، فلي مع كل لوحة حكاية، حكاية ملؤها الفرح والحزن، السعادة والألم ، النهار والليل، وجميع أوقاتي ومشاعري وأحاسيسي، حكايتي بدأت منذ نعومة أظافري وإلى الآن وأنا أجتهد وأعمل وأدرس وأُفكر وأحيا لكي تكون حكايتي حكاية تلامس القلب والروح والجسد للعالم أجمع، ولن تنتهي حكايتي، فلي كل يوم حكاية جديدة في هذا العالم الملئ بالحكايات، عرضت خمسة أعمال تحاكي الحروفية العربية .. فكانت السيادة للحرف العربي ، فهو المحرك الرئيسي في أعمالي وذلك بعد تجريده مع معالجة للسطوح من حفر غائر وبارز وبناء مضاعف واستخدام تقنيات عديدة، لتكوين عمل متجانس ومتكامل، مع وجود الضوء المحرك لذلك ، في محاولة للبحث عن مضمون من خلال هذا التوظيف .. وحروفي في أعمالي كلمات تلامس روحي ووجداني ومشاعري ، حروفي أشخاص وقصص وحكايات"

الفنانة سناء الحمادي أوضحت أنها عرضت 4 لوحات بالأكريلك، بأسلوبها عن البحر ولما يحتويه البحر من حكايا واسرار ، ولطالما أعطيته من حزني وفرحي، كانت لريشتي أن تتحدث عن حبي له ليولد لي في كل لوحة مشاعر بلون الأمل عنوانها حكايتي مع البحر.

فتحية زين الدين قالت" تجلت ميولي الفنية في الواقع والمتخيل حتى صار لدي فائض من المواد البصرية، عندها تشكل لدي ذلك الشعور كفنان مع باكورة مشاركاتي الفنية، درست التربية الفنية، وتابعت دراسة الخزف والصياغة والديكور والعمارة بشكل خاص، كما استمر بحثي في دراسة تاريخ الفنون خارج المملكة في مدن عديدة لاسيما روما إيطاليا و بورتلاند أوريغن بأمريكا. من هذا و خبرتي الحياتية تشكلت تجربتي و صيغ مساري الفني.

رقية التاروتي، أوضحت أنه علينا أن نكون دائمي الاطلاع والدراسة لما نشر من أعمال الفنانين السابقين أو المتواجدين حالياً فمنها يتكون لدينا ثقافة بصرية وعلمية كافية يستطيع أن يطبقها في أعماله خصوصاً إن كنا نعتمد على أنفسنا في التعلم والتثقيف الخاص فقد انتهجت هنا اسلوب التجريد التعبيري الذي يؤدي إلى تجسيد حالة شعورية بواسطة البنية غير الواقعية والشخصيات الرمزية ألا وهي (البقعية ) إشارة إلى التقنية التي تظهر الألوان على سطح اللوحة على هيئة بقع ، ومن هنا يصبح عالم اللوحة عالما خاصا بالفنان نفسه، يستطيع أن يعبّر بها كيفما يشاء بالتناغم في الألوان مثلاً ليخرج بعمل ثري بصرياً.

خاتون الجشي عرضت سبع لوحات منها ثلاث لوحات صغيره منفذة بالألوان المائية ولوحتان بألوان الاكريلك وثلاث لوحات منفذة بألوان الاكريلك ولكن بالأسلوب الشفاف وهو اسلوب يتبعه القليل من الفنانين، تميزت بشفافية التعبير عن لوحاتها سواء كان بألوان الاكريلك او المائي، والحديث لخاتون الجشي.

حواء المغيزل، عبرت أن مجموعتها المشاركة بها عبارة عن ثلاث لوحات مترابطة و مقسمة بشكل هندسي بحيث يتناسب فيها كل جزء مع الأجزاء الأخرى من تقسيمات اللوحة، اعتمدت في هذه المجموعة على العديد من التقنيات في معالجة السطوح من بناء مضاعف و حفر على العجائن كما استخدمت الكولاج و الطباعة بالشاشة الحريرية في أجزاء أخري من اللوحة لتكوين قالب متكامل.

هويدا الجشي، تناولت المجموعة الأخيرة من أعمالي تصورا صوفيا لمفهوم التجرد والحرية لذات الانسان وانعتاقه من سجن نفسه .. ولذة القرب من ذات الله تعالى خالقه الأعظم ، واستخدمت في جميع اللوحات ألوانا قوية مؤثرة وأيقونة متكررة لعصفورة صغيرة تمثل النفس والروح ، وقضبانا حديدية متنوعة تمثل كل ما من شأنه غواية الإنسان وإبعاده عن حضرة القرب الإلهي.

تهاني الجراش، قدمت حكايا مخطوطة بدأت مع الأنثى التي تحمل في جوانبها، خليطاً ومزيجاً سحرياً يناسب ألوان التفاؤل تارة وألوان الحزن تعكس عمق حكاياه، وجوهر تجربتها في جوانب عالمه المحاط بهالة القداسة.

اميرة الموسى تقول: ان كان لدي ابداع فهذا لا يعني أن الغير أقل من ذلك، ولكن لكل منا لمسات مختلفة تمزجها الحكايات والخيالات، تتشكل بزخرفات صممت على ألواح لكي نتأملها بإحساس الفن والإبداع.

المعرض يقيم مساء اليوم السبت أمسية يقدمها يوسف شغري وخلود ال سالم عن "الفراغ التصويري بين عصر النهضة الايطالي والمدرسة التكعيبية"، والمعرض يستمر حتى الخميس المقبل على فترتين صباحية ومسائية.