على الرغم من الحروب والمجازر التي يشهدها العالم عموما والعالم العربي خصوصا، وعلى الرغم من الاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية في لبنان، دعينا لنشهد على مجزرة حية، مجزرة تجسد واقعنا اللبناني وتترجم حياتنا اليومية والعائلة اللبنانية التقليدية، دعينا للعرض الاول لمجزرة الاولى من نوعها في العالم، مجزرة تخلو من الدماء والقتل والعنف، تفيض فناً وابداعا وواقعية.
"مجزرة" هي مسرحية للكاتبة الفرنسية الشهيرة ياسمينا ريزا تنقلت بين لندن، باريس، بيرلين، مدريد ونيويوك الى ان تلبننت وحطت رحالها في عاصمة الثقافة وام الشرائع بيروت.
المسرحية تتناول قصة ثنائيين يلتقيان في زيارة رسمية لحل مسألة تشاجر وعنف حدثت بين ولديهما في المدرسة، حيث يسود الجلسة في بدايتها الكثير من الرقي والتحضر، الا ان التوتر يزداد لتنهار معه القيم وتسقط الاقنعة ويحدث اتحاد وانقلاب بين العنصر الذكوري ضد الانثوي والعكس صحيح، لتتوالى الاحداث دراماتيكيا وتتصاعد لتحل الكارثة وتصبح "مجزرة".
العمل تولى اخراجه كارلوس شاهين بطريقة مميزة وملفتة، الا ان بعض الملاحظات يجب ان تذكر، حيث كان هناك بعض من الفراغ الحركي على المسرح والجمود لدقائق ربما، شتتت تفاعلنا مع الممثلين على المسرح، اما الديكور والاضاءة والصوت والملابس كانت متقنة بشكل واضح ولافت شكلوا مجتمعين صورة واقعية للجمهور.
تمثيليا ابدع الرباعي بيرناديت حديب، فادي ابي سمرا، كارول الحاج ورودريغ سليمان بشكل كبير، ساعة ونصف تمثيل متواصل، تفاعل وتناغم كبير بينهم نجحوا في اضحاكنا من القلب كما واوصلوا لنا الكثير من الرسائل الاجتماعية.
"مجزرة" نجاح جديد يحتسب لفريق العمل، نجاح جديد لمسرح مونو، وتحفة فنية جديدة تضاف الى متحف الفن الوطني اللبناني.
مسرحية "مجزرة" تعرض على خشبة مسرح مونو أشرفية من 10 تشرين الأول/أكتوبر الى 2 تشرين الثاني/نوفمبر.