فنان خفيف الظل ، قدّم الأغنيات التي تحاكي وجع الناس فوصل إلى قلوبهم وكان الناطق الفني بإسمهم .
أما اليوم فها هو يستعد لأن يصبح الناطق الرسمي بإسم الشعب اللبناني حيث أعلن ترشيحه لرئاسة الجمهورية .
إنه الفنان إيلي مسعد الذي إلتقاه موقع "الفن" عقب نشر صورته واضعاً على كتفه العلم اللبناني .
لماذا إلتقطت صورة لك عليها علم لبنان وكأنك مرشح لرئاسة الجمهورية أو أنك تمازح؟
إن شاء الله، "الله يقدرنا معقولة".
هل أنت مرشح فعلاً؟
(ضاحكاً).
برأيك هل ينتخبك الناس أكثر مما ينتخبون رجلاً عمل في السياسة؟
نعم، لكن المشكلة تكمن في أنني إذا إنتُخبت لاحقاً لن يحبونني إلا إذا عدت وإستقلت من منصبي .
أنت تقول لي إن رئيس الجمهورية يضطر إلى أن يأخذ قرارات غير راض عنها
ممكن، لأن ما أراه في لبنان هو أنك لا تستطيعين إلا أن تقدمي تنازلات، لذلك إذا إنتخبت رئيساً للجمهورية "يا بكمّل متل ما بدي ، وهيدي مش رح تصير ، يا بستقيل بعد كم شهر بس بقول ليش إستقلت".
ولماذا وضعت هدفاً لك أن تصبح رئيساً للجمهورية؟
لأقول لماذا إستقلت لأنني أنوي الاستقالة.
ما الذي يغيظك حتى تحركت كل هذه الثورة بداخلك ودفعتك للتفكير بأن تسعى لتصبح رئيساً للجمهورية؟
هو ما يشعر المواطنون واللبنانيون جميعهم بأنهم يريدون فعله، أريد أن أتحدث عن الناس أي ما يقوله رؤساء الجمهورية كلهم قبل أن يتم إنتخابهم، هكذا أريد أن أفعل، لكنني مصمم أنني في حال إنتخبت أنا مدرك تماماً أنني سأستقيل بعد 6 أشهر .
ألا توصل الأغنية معاناة الناس المتألمين والجياع والمعذبين؟
طبعاً توصلها، لكننا للأسف نعيش في زمن نحارب فيه عدواً قوياً جداً ألا وهو الفساد، وأنا في كل أغنياتي أحارب، ولو أنني في بعض الأحيان أنتقي بعض الكلمات، ولكنني دائماً أقول لهم إنني دائماً "بنزل بوقف ع باب جهنّم ت إسحبن لفوق"، ولكن المشكلة أن بعض الناس يأخذون الأغنية على أنها في "جهنم" ولكن لها أبعادها "نحنا بزمن كتير الموجة قوية مش عم نقدر نوصّل ولو وصّلنا مش عم تعطي مفعول".
أنت تقدم أغنيات فيها سخرية والتي من خلالها كانت تصل الأغنية أيام سيد درويش لدرجة أنه مات من أجل أغنيته، لماذا برأيك اليوم لم يعد الحال كما في السابق، هل أصبح الفنانون يقدمون الأغنية الساخرة لأهداف تجارية؟
لأنه في زمن سيد درويش إذا حدث خطأ ما كان الناس هم من يساعدون سيد درويش، لكن الناس اليوم ليسوا إلى جانبي، أي عندما أتحدث الآن أقصد المثقفين.
لماذا لم تعد الأغنية مؤثرة؟
مهما أثرت الأغنية، فالمجتمع لا يسعفك أي للأسف حالياً "بتلاقي واحد بيشغّل نسوان إذا معو قرشين بيعيطولوا إستاذ".
لكن حتى اليوم أحياناُ إذا كتب أحدهم مسرحية قد يدخل السجن
نعم يدخل السجن، لأنه مسّ السياسيين بعمله، ولكنه لا يُسجن إذا قال شيئاً مختلفاً، هناك رموز "دقّي فيها دغري بياخدوكي عالحبس"، وإنزعجت شخصياً من هذه الرموز لأنك لا تستطيعين المس بها، ولكنني أتحدث عن النقد الذي لم يعد مفيداً جداً لأن الناس أصبحوا يلهثون وراء المال، بمعنى أن تاجر مخدرات يدخل عليهم الآن فيؤدون له التحية "لان بيرَشرش طيبتو بالمحل"، ويدخل أحد المفكرين الذي ألّف 50 كتاباً فبالكاد يرحبون به بقولهم "أهلاً أستاذ فلان"، للأسف الفساد أصبح مستشرياً، ولم نعد نستطيع الإنتقاد، لسنا قادرين على إيصال كلمتنا، لأن المال هو الطاغي هذه الأيام.
إذا صرت رئيساً للجمهورية، ماذا ستفعل من أجل الناس والفنانين والفن في لبنان؟
أولاً، أخفض سعر زجاجة الويسكي وأجعل ثمنها دولارين، كي يظل الناس سكرانين وفرحين ، أنا أمزح ، أول ما سأفعله هو أنني سأهتم بالقطاع السياحي لأننا بلد سياحي، وهنا أنا مدرك تماماً أنني سأقع في مطبات وهذا أحد البنود الذي بعده سأقدم استقالتي، فعندما لا تستطيعين أن تنشطي السياحة، إذ عندما تصلين إلى المطار تجدين 5 آلاف شخصاً ينهبونك من دون أن تعرفي، هذا يحمل لك حقيبتك، وتقولين له "لا أريدك أن تحملها لي يا أخي"، كنا نتباهى بمداخل لبنان، أما الآن فصرنا نصل إلى المطار كأننا وصلنا إلى بلاد لا أدري ما هي، فكيف يمكنك أن تقومي بسياحة.
والناس يُخطفون ويُضربون ويُطلق عليهم الرصاص ويموتون
هؤلاء إذا ما قلت لهم سأمنع هذه الأشياء من الحدوث فستعلو الصرخة، سأستقيل عندها وأقول لماذا إستقلت.
جيد، قل لي لماذا ستستقيل؟
"ت فوت لجوا ت أعرف شو في".
إيلي مسعد أين أنت اليوم فنياً؟
أنا فنياً دون الصفر، لأن الفن للأسف صار يقاس بالمال وبالفريق الذي يدير أعمالك.
لماذا تقول أموراً كهذه، لديك محبون كثيرون ويتبعونك أينما ذهبت ؟
الحمدلله معنوياً ، لكن للأسف حالياً أصبح الفنان إذا لا يوجد عشرة أشخاص معه ويُصرف عليه مليون دولار لا يصبح فناناً "يعني جيبي العنزة بيعملوها فنان، حتى كلمة فنان تبهدلت، الفنان شخص creative بيألّف بيطير"، أما الآن فأي أحد يغني ولديه قدر من الوسامة "بيستحلوه النسوان" صار مشروعاً فنياً.
"مش عم يستحلوك النسوان ؟"
"لا أنا مرتي ما بعرف أي ساعة بتهرب".
قل لي كلاماً جدّياً؟
كل ما قلته جدّي ولكني قلته بطريقة ساخرة "هول اللي حكيتن هني الجد بحد ذاته".
من برأيك يصلح أن يكون رئيساً توافقياً ليخلّص لبنان؟
"رئيس توافقي يعني رِجع عالتنازلات".
رئيس غير توافقي يخلّص لبنان ؟
"بدّو يصير في حرب"، لا أحد، نحن نعيش في قفص ذهبي حوله 5 آلاف ذئباً و5 آلالف أسداً و5 آلاف نمراً أي متقوقعين، نتحدث عن القفص الذهبي أنه جميل جداً "وتعوا يا جماعة فوتوا لعنا ، بس المشكلة ما بيفوت علينا إلا الذئاب وقتيلة القتلى".
ما أكثر ما يحزنك في السياسة بلبنان؟
"كل عمرها السياسة خصبة بلبنان" ، لبنان أرض خصبة للسياسة لكن كان هناك دائماً رُقي، قبل الحرب كان السياسيون يختلفون عن سياسيي اليوم "مثلاً أنا حاضر أكتر من مرة مناظرة بين الشيخ بيار الجميل والرئيس صائب سلام قاعدين مناظرة قبال بعضن ، هلأ ركّبيلي مناظرة فيكي؟"
يقتلون بعضهم
"بيروح 5 آلاف قتيل ، ما عاد في رقي بالسياسة صارت السياسة مين بيربح" ، لا أعرف ما هي ، هناك ربح لا أعلم ما هو، السياسة جميلة فلا تستطيعين العيش من دونها وأنا ضد مقولة الناس أن "كل السياسيين ما بيسووا، في سياسيين بتسوى وفي سياسيين ما بتسوى" وهناك أشخاص تليق بهم السياسة ، وآخرون دخلوا السياسة "لغاية في نفس يعقوب اللي عم شغّلها ، أنا عم إحكي عن يعقوب اللي خالقها هيدي السياسة" لتضرب الفريق الثاني "بس تركب مناظرة بلبنان أنا بقول وصلّي حقي".
شكراً إيلي وإن شاء الله تصبح رئيساً للجمهورية قريباً
"قولي الله ، أوّل شي بحطّك وزيرة الاعلام".