فنان أصيل من الزمن الجميل ، عاصر الكبار أمثال الأخوين الرحباني حيث أطل على خشبة مسرحهما .
تميّز مع الفنان زياد الرحباني في مسرحية "سهرية" التي لا تزال في ذاكرتنا والتي قدّم فيها محفوظ أغنيات لا تموت .
بين الماضي واليوم ذكريات لا تُنسى ومعلومات غنية يكشفها لنا الفنان مروان محفوظ في هذا الحوار الصريح .
أهلاً بك أستاذ مروان ، بداية أخبرني من أطلق عليك إسم "مروان"؟
الأستاذ وديع الصافي أطلق عليّ إسم "مروان" عندما كنا في البدايات وشاهدني حينها على التلفزيون، كما شاهدني أيضاً الأستاذ عاصي الرحباني في الوقت نفسه ، كنت حينها أغني في برنامج للهواة "الفن هوايتي" من تقديم رشاد البيبي، بعدها أرسل الأستاذ وديع في طلبي وكانوا في ذلك الوقت ينظمون مهرجاناً وهو يغني "لوين يا مروان ع مهلك"، وقال لي "أنطوان لَفظو إنو..مروان غنائي أكتر وأحلى وكذا"، فقلت له "مروان خَلص مروان ، ومشي الحال".
أنا منذ فترة قصيرة علمت بأن إسمك الحقيقي هو أنطوان لأنني وجدت أغنيات لك في الإذاعة اللبنانية ما زالت باسم أنطوان محفوظ
نعم صحيح، لدي أغنيات قديمة مع الأخوين رحباني قبل أن أغيّر إسمي،حيث كان أرسل في طلبي الأستاذ عاصي الرحباني وضمني إلى الفرقة وحين كنا نقدم أغانٍ كانوا يضعون إسمي "انطوان" ثم لاحقاً مروان.
شاركت بالمسرحيات الرحبانية مثل الفنانين أبناء جيلك سمير يزبك وعصام رجي ، لماذا لم يبرزك الأخوان الرحباني أكثر في مسرحياتهم؟
الأخوان الرحباني كانت تهمهم فيروز بالدرجة الأولى ، بعد ذلك يبقى معهم نصري وفيلمون وفي بعض الأحيان وديع الصافي، "فنحنا إذا طلع بدَربُن شي كانوا يمرقولنا ياهن" ، لم يركزوا علينا لكن الفترة كانت ضرورية لأن ما تدرسه في المعهد الموسيقي هو نظريات وتصبح تطبيقية على المسرح، غنينا كل أنواع الغناء مع الأخوين الرحباني وهذا ما يثبت أقدامك في الفن أكثر وأكثر.
إلى ماذا تحن في تلك الفترة تحديداً؟
"أنا أوّل ما فتحت عيوني وصرت نتفة إفهم إسمع صوت وديع الصافي عم بيغني "طل الصباح وتكتك العصفور"، ونحنا بالضيعة بتعرف كل أهل الضيع بيحبوا "ياختي نجوم الليل" و "ولو" ، يعني وعينا على صوتو بالدني" ، وكان حلماً أن يصبح الإنسان قريباً من الأستاذ وديع منو وبعدين اخد الحان منو وغني معو".
ماذا تعلّمت من الأخوين الرحباني ومن وديع الصافي؟
مع الأستاذ وديع تعلمنا "كيف نضل باللون اللبناني الصميم مية بالمية"، حتى مع الأخوين الرحباني كان عاصي يخبرنا أنهم تأثروا أيضاً بوديع الصافي حتى دخلوا في اللون اللبناني وعظّموه وطبعاً كما تعلم أعمالهم عظيمة ، دخلنا على اللون اللبناني وأناقة الاداء واللفظ ، ومع الأخوين الرحباني تعلمنا الإلتزام الدقيق بكل الأشياء وإحترام نفسك كي تحترم جمهورك "هيدي مدرسة كانت جامعة كتير مهمة لازم يمر فيها الفنان" والحمد لله أنه كان لي حظ أني مررت مع هؤلاء الكبار العظماء و"قدرنا نقدّم شي يكون إلنا بصمة صغيرة حدّن".
الأخوان الرحباني رحلا ، الآن بقيت السيدة فيروز من هذا الثلاثي ، هل ما زلت صديقها؟
طبعاً أكيد .
كيف كانت علاقتك بها في وقت العمل؟
العلاقة كانت عادية ، ومؤخراً هناك إتصالات بيننا وأزورها دائماً وأحب أن أطمئن عليها .
هل صحيح أن أغنيتها "سألوني الناس" كانت لك ؟
صحيح.
وكيف إنتقلت الأغنية للسيدة فيروز؟
أول ثلاث أغنيات لحّنها لي زياد هي "لو ما حبّيتك"، "يا حلوي يا ست الدار"، وأغنية "أخدوا الحلوين قلبي وعينيي" التي أصبحت لاحقاً "سألوني الناس" ، كنا دخلنا الستوديو لنسجل الأغنيات "وصار الحادث الإنفجار براس الأستاذ عاصي ، وقّفنا كل شي"، ومر شهران أو ثلاثة حتى تحسّنت حالة الأستاذ عاصي ، وكنا نحضّر لمسرحية المحطة والأستاذ منصور أراد إكمال العمل وحده، فقال لي زياد "تعا ت نرجع نتذكر الأغاني"، فذهبت معه إلى منزله في الرابية وصار يُسمعني الأغاني منها "أخدوا الحلوين"، فسمع الأستاذ منصور والسيدة فيروز اللحن حين كنا نغني فنادوا زياد وقالوا له :"بدنا هيدا اللحن بس بدنا نغيّر الكلام، فقال لهما زياد "أنا عاطيه للأستاذ مروان وما بيصير هيك وهو صديقي وكنا سجلناه لو ما صارت القصة مع البابا" ، فقالا له "إساله ما رح يقلك لأ مروان" ، فأتى زياد إلي وقال لي "أول مرة الماما بدّا تغنيلي لحن واذا ما بدّك.." ، قلت له "لا ولو يا زياد انت عامل الكلام واللحن لعيونك خدها" ، فقال لي "خلص راح آخدو وبعطيك لحنين أحلا منو" ، فأعطاني "خايف كون عشقتك" و "يا سيف اللي عالإعدا طايل" يعني أنه وفى بوعده بأفضل ما يكون.
"خايف كون عشقتك" كان أعاد تسجيلها الفنان وائل جسار بصوته
إشتكى زياد عليهم ومَنعها "ووقفلن ياها لان من دون إذنو عملوها".
و"يا سيف اللي عالاعدا طايل" بتضل "ملَعلعة"
"ملعلعة" ولكن لم يجرؤ أحد على أن سجلها رسمياً إلا أنا فأعدت تسجيلها، وقال لهم زياد قلن "إذا مش مروان ما بسمح لحدا" ، فعدت وجددتها أنا وصورناها فيديو كليب.
هذه الأغنية ما زالت مطلوبة كثيراً والكل يغنيها
إلى الآن ما زالت الأولى بين الأغنيات جميعها ، وسيصبح عمرها أربعين عاماً.
الناس يُسَيّسونها لمن تهديها؟
لكل من يحبها، "الأحداث أول ما بلّشت كانوا يسموا شرقية وغربية ، الله لا يرد هيديك الايام ، كانوا هوليك يعتبروها إلن وهول يعتبروها إلن"، هذه الأغنية قدمناها بالمسرحية وليس لها علاقة بالسياسة.
وهل بعد تلك الأيام هل أخذوها على تيار معين؟
"إي كل واحد بياخدها لمطرح، وهي معمولة بمسرحية إلها قصة معينة بيفوت على القهوة".
عندما دخلت إلى المقهى في "سهرية" ماذا أعطاك العمل مع الفنان زياد الرحباني؟
"ما في نادي بلبنان إلا ما برمنا وقدمنا هالمسرحية "، قدمناها لمدة أربعة أشهر في "الأورلي" ببيروت، بدأنا أولاً في بقنايا، كانت معنا الفنانة الراحلة فيفيان ، وعندما جئنا إلى بيروت أتينا بالفنانة جورجيت صايغ لتشارك في المسرحية والتي حلّت مكان فيفيان ، كان عملاً رائعاً، هذا كان أول عمل لزياد وكان من أروع ما يكون "الأغاني يللي عملن زياد للمسرحية ، الـ6 نجحوا ، 2 إلي و 2 لجورجيت و 2 لجوزيف صقر".
إذا أردنا أن نحدد هويتك الفنية ماذا نقول ؟ مروان محفوظ "سهرية"، أو "يا سيف اللي عالإعدا طايل" أو ماذا ؟
طبعاً النقلة النوعية كانت "سهرية" يعني "مروان محفوظ يغني زياد الرحباني" هذا العنوان الأبرز هو "سهرية" أكيد.
أين أنت اليوم؟
أسجل أغانٍ وهذه الشركات العظيمة تراك دولاراً أو ليرة، ولا يهمهم من أنت وماذا تقدم، ما يهمهم أن يبيعوا بالسوق، ونحن لم نعد نبيع في السوق ، أنا أقدم هذه الأغاني وتبقى عندي وأضعها على "اليوتيوب" و"الفايس بوك".
أنت ناشط على مواقع التواصل الإجتماعي وتتواصل مع الناس
"إي منيح ماشي الحال".
ماذا عن الديو بينك وبين الفنانة جنفياف يونس ؟
لدينا ترنيمة "يا عدرا غطّينا بشَالك" التي صوّرناها فيديو كليب .
وبالنسبة للديو من "دواليب الهوا"؟
هو حوار غنائي "لوين يا بياع" قدمه الفنانان إيلي شويري وصباح في "دواليب الهوا" بادراج بعلبك في العام 1965 ، أغنيه مع جنفياف في الحفلات ، ونغني أيضاً أغنية الأستاذ وديع والفنانة صباح "الله معك يا زنبقة بالفي" ، وإفتتحت مع جنفياف هذا العام "ملكوت الشعر" في عشقوت للشاعر رفيق روحانا وقدمنا "الله معك يا زنبقة بالفي".
كيف تقيّم الوضع الفني اليوم ؟
"صاروا المناح قلال" ، يعني هناك فنانون كثيرون ويقدمون أي شيء ووسائل الإعلام كثيرة "وبدها مواد فـَ عم ينذاع ما هب ودب" ولكن يبقى الأمل موجوداً لأن "الخميرة" موجودة ، "الخميرة بتبقى هالقد بتعمل عجنة كبيرة يعني في ناس كتير مناح وعم بيقدموا شي كتير مهم" ، إن شاء الله أن تكون الأيام المقبلة أفضل من الآن "يوعوا نِتفة أكتر ويرجعوا للأصالة" التي بدأ فيها الأستاذ وديع والأخوان الرحباني وفيلمون وهبي وزكي ناصيف وكل هؤلاء الكبار.
أنت تقول إن وسائل الإعلام يلزمها المواد ولكنها تتقاضى المال لتبث الأغاني
"إي بعرف ما بيذيعولك الأغنية إلا ما تدفع هيدا شي مُعيب هيدي ما صارت" ، كانوا يدفعون لنا ثمن الكلام واللحن والاداء ، الآن تغير الأمر حيث يجب أن تقوم أنت بكل شيء ولا تستفيد شيئاً من هؤلاء كلهم .
من أجمل أغنياتك "حدا من اللي بيعزونا" لمن تهديها في ختام هذا اللقاء ؟
"هودي كل الناس اللي بيعزونا ، في كتار لو بتشوف شو بيجيني رسايل وقدي بعد في ناس بعدن بيحنوا للايام الحلوة" ، أشكرهم جداً وأتمنى أن يبقى هؤلاء الناس الطيبون ، الذين يحبون الأصالة ، موجودين ونقول لهم "من مرّة لمرّة يضلّن يعزّونا".