عيد.. بأي حال عدتَ يا عيدُ... مقولة أدبية عربية تستحق أن يتلفظ بها اليوم كثيرون من أبناء الوسط الفني السوري، منهم المتواجدون بعيدا عن الوطن ويشتاقون لبلدهم وللعيد فيه، ومنهم متواجدون داخل الوطن لكن في ظروف غير مناسبة أمنياً.
لكن في النهاية، العيد عيد، والكل سيحييه، فهذا يبكي البعد عن دمشق، وذاك يشعر بالسعادة لمجرد أنه في دمشق.
موقع "الفن" يحقق مع مجموعة من أبرز نجوم الدراما السورية، منهم في المغترب ومنهم في الداخل، عن العيد، وذكريات العيد أيام طفولتهم، ليخرج بالتالي:
سيحيي مكسيم خليل عيد الأضحى للعام الحالي في مصر المتواجد فيها منذ فترة لانشغاله بتصوير مسلسل " سيرة الحب"، لكنه سعيد للغاية بحضور زوجته الفنانة سوسن أرشيد من بيروت إلى مصر لتقيم العيد معه، وهي التي تواصل حضورها القوي في الجزء الثاني من مسلسل سرايا عابدين.
مكسيم يؤكد أنه على الرغم سعادته لكون العيد سيكون عائليا، يبقى حزيناً لافتقاده لدمشق بكل ما لدمشق من مزايا في العيد، ويستذكر أجمل ما يعلق في ذاكرته من العيد في الشام وهو صوت التكبيرات صباح كل عيد في شوارع العاصمة على حد تأكيده.
أما سامر المصري فيؤكد أنه امتنع عن السفر في العيد، وفضل البقاء في الإمارات مع عائلته، وذلك بعد ترحالات عديدة في الآونة الأخيرة ما بين عمان وجنوب أفريقيا واليونان. ويرى أن وجود عائلته في العيد معه يخفف الكثير من أحزانه لبعده عن دمشق حيث الإنسانة التي يفتقدها كثيرا في عيد الأضحى.
ويتحدث سامر عن تلك الإنسانة: "هي أمي التي تعودت أن أستيقظ صباح كل عيد لأذهب إليها، أو تأتي هي إليّ لتزورني، فأقبل يديها وأعايد عليها.. هي ليست موجودة الآن لكوني بعيدا عن البلد، لكن يبقى حلمي أن يكون العيد المقبل لي في دمشق وفي أحضان والدتي أطال الله بعمرها".
الممثل والمنتج فراس ابراهيم حزين حزين حزين، وتتعدد أحزانه هذه المرة لأكثر من سبب، فمن جهة هو بعيد عن سورية ودمشق، الأمر الذي لا يستساغ بالنسبة إليه..
ومن جهة أخرى أنه وفوق وجوده في مصر بعيدا عن بلده، يبقى وحيدا وبعيدا عن عائلته وأفراد أسرته، حيث ولده الممثل طارق ابراهيم يقيم في ماليزيا حاليا، وهذا ما يزيد في الحزن.
ويتذكر فراس ابراهيم دمشق في العيد ويرى أنها هي العيد بذاته، وعندما يبتعد المرء عن الشام يبتعد عن العيد وحقيقة العيد.
نجوم يعايدون في سورية..
كذلك أمارات رزق لا ترى عيدا بغير الشام، وترفض أي فسحة أخرى من العالم، وعلى ذلك تجمع أولادها وتركز البوصلة تجاه أهلها وأصدقائها لتعيش العيد معهم، ولتزور أهم الأماكن التي لا تسمح لها أيام العمل القيام بزيارتها.
وتتذكر اللمة التي كانت تعيشها في أيام الطفولة مع أولاد العمة والخالة والعم والخال، وكيف كانوا يجتمعون ويذهبون إلى الأراجيح وكيف كان صبيان العائلة يهبون للدفاع عنها في أي موقف يعترضها.
ولا يختلف حال العروس الجديدة صفاء رقماني عن أمارات بشيء، فهي المدللة منذ صغرها عند أهلها وأقربائها، وكذلك لدى صبيان العائلة الذين كانوا يولونها اهتماما كبيرا ويدافعون عنها ضد تلطيشات الشباب أو حركشاتهم، وتتذكر الألبسة التي كانت تشتريها قبل العيد بيوم واحد.
وتتخذ صفاء المتزوجة منذ شهر واحد من دمشق مكانا للعيد برفقة زوجها راغب لتمضي معه عند أهلها وأهله أيام العيد، وللخروج إلى المنتزهات والمطاعم، متذكرة أنها جربت العيد خارج سورية لمرة واحدة في العام الماضي وفي قلب أمريكا، فلم تشعر ببهجة للعيد ولا بشيء يوحي أنها في عيد.
فادي صبيح أيضا بين دمشق ومدينته جبلة، فسيكون في الشام لوقت من العيد وفي جبلة لوقت آخر، ويعتبر أنه يجب على كل إنسان أن يعيش العيد على أنه ما يزال طفلا:" هناك عادات جميلة يجب ألا تتغير، لأن تغيرها يؤدي إلى تغير في الجمال الذي في داخلنا".
ويتذكر فادي أيام الطفولة وكيف كان المشاغب في العيد والذي يقود رفاقه في الحارة إلى ساحات الأراجيح ويفرض واقعا مختلفا على الساحة، وكيف كان يهرب هو ورفاقه بمجرد حضور شرطة العيد، لينتهي اليوم بـ "قتلة" من أبيه نتيجة الشكاوى التي كانت تصل إليه عن ابنه.
ليلى سمور تقطع كل مشاريعها في دمشق وتتوجه إلى مدينتها اللاذقية لتعيش فرحة العيد فيها بالقرب من الأهل وأصدقاء الطفولة الذين تبتعد عنهم طيلة أيام السنة لتراهم بشكل مريح ووقت طويل في العيد فقط.
وتؤكد أن برنامجها للعيد يتضمن مشاوير إلى مطاعم ومواقع هامة، وكذلك حفلات برفقة أصدقاء وأقرباء ومقربين، متذكرة في الوقت نفسه أجمل ما كان في الطفولة في أيام العيد والذي هو المساحة الواسعة من الوقت للأطفال لأن يلعبوا ويلهوا بشكل مختلف عن باقي أيام العام، وكذلك التوحد الذي كان يظهر في الشوارع من حيث الثياب الجديدة لكل الأطفال دون استثناء.
أما الفنان عاصم حواط فيمضي العيد بين دمشق ومدينته "سَلَمية" ويتذكر من أيام العيد كل ما هو مميز وطريف.
يقول:" كانت الثياب تأتينا من العيد للعيد، وكان الأهل يغطون على الفقر بادعاء أنه يجب التوفير... لكنهم في الحقيقة لم يكونوا يقصرون بشيء وفق الإمكانات وأحيانا فوق الطاقة".
ويتابع:" أتذكر تمشيطة الشعر في العيد بينما لا نمشط شعرنا باقي الأيام، وأتذكر الجزدان المميز الذي كنا نشتريه في العيد ويكون ثمنه أكبر من قيمة النقود التي سنضعها فيه، وتنتهي صلاحيته بانتهاء العيد حيث ننساه".
ويشير عاصم إلى أنه حتى اللحظة يشعر برهاب تجاه ألعاب الأطفال خصوصاً المراجيح والزحلوقة التي أرعبته كثيرا في الصغر وما زالت ترعبه حتى الآن".
جيهان عبد العظيم تؤكد أن دمشق هي العيد والعيد هو دمشق، وأنه لا عيد من دون الشام... وعلى ذلك تحيي عيد الأضحى في قلب الشام، رافضة أي مكان آخر في العالم لتكون المناسبة فيه.
وتبرمج يومياتها في العيد لتتوزع ما بين الأهل والأصدقاء، وزيارة الأماكن المهمة بالنسبة لها، رافضة القول بأن الأوضاع العامة تمنع الفرح.
وتستذكر جيهان أجمل ما في ذاكرتها عن العيد في أيام الطفولة:" أتذكر الألبسة الجديدة التي كنت أرتديها ويشتريها لي أبي وأمي، وكيف كانوا يشترون لي فساتيناً وبناطيلاً وقمصاناً على عدد أيام العيد، بحيث ألبس ثوباً واحداً في كل يوم من أيام العيد ولا أكرر الثوب الواحد في يوم آخر".
ويبقى لمطمورة الفنان جمال علي وقعها لدى عائلته في مدينة القنيطرة التي توجه إليها منذ أيام ليمضي فيها حتى نهاية العيد، حيث لا يرى العيد بعيدا عن أهله المتواجدين في مسقط الرأس " القنيطرة".
أما المطمورة فهي الحصالة التي تميز بها جمال منذ طفولته والتي كان يشتريها بخمس ليرات سورية قبل أيام من العيد، ليجمع فيها ما يحصل عليه من عيديات من أبيه وأمه وأعمامه وأخواله، ثم يفتحها ظهيرة يوم العيد ويتوجه إلى الملاهي والأراجيح ومدينة الألعاب، ثم وفي اليوم الأخير من العيد كان يبيع المطمورة فارغة من النقود بنصف ثمنها الذي اشتراها به.
زهير رمضان بين دمشق ومدينته اللاذقية، فتارة سيكون في الشام وتارة عند الأهل في اللاذقية، والعيد بالنسبة له هو عيد سورية وكل السوريين، ويؤكد أنه لم ولا يرغب بتجريب العيد خارج سورية، ففي كل مرة يكون فيها خارج البلاد ويقترب موعد العيد كان يعود فورا ليحييه عند أهله وبين أصدقائه.
ويتذكر رئيس مخفر باب الحارة أياما جميلة من أعياد أيام زمان:" الاجتماع العائلي صبيحة العيد لا يضاهيه اجتماع آخر في الحياة والدنيا كلها.. المعايدات، المصروف أو العيدية في هذا اليوم مختلفة عن كل ما يحصل عليه الولد من أبيه طيلة العام".