ميرنا خياط مخرجة جميلة وموهوبة، نجحت في الوقوف امام الكاميرا كما نجحت خلفها، اسمها مرادف للعديد من النجاحات الفنية في عالمي الاخراج والتمثيل، ارتبط اسمها بالعديد من الاغاني المصورة مع سلطان الطرب جورج وسوف، وشكلت الى جانب زوجها المخرج طوني ابو الياس نقلة نوعية في عالم الكليبات المصورة، مشروعها الجديد ورشة عمل تؤهل من خلالها الكومبارس وممثلي الاعلانات للوقوف امام الكاميرا بصورة محترفة، موقع "الفن" التقاها وكان معها هذا الحوار.

ميرنا خياط مبروك مشروعك الجديد الذي تقومين به لتأهيل الكومبارس والممثلين الثانويين ،اخبرينا اكثر عنه؟

لقد اقمت لغاية اليوم ورشتي عمل والثالثة على الطريق، وهذا عمل جديد اختبره في مسيرتي المهنية، تجربة جديدة اخوضها بكل فرح، والنتائج الايجابية التي احصدها من خلال ورشة العمل هذه التي اقوم من خلالها بتدريب اشخاص يهوون التمثيل جيدة جداً.

من هم طلابك؟ وما هي التدريبات التي تقدمينها لهم؟

ليس من الضروري ان يكون طلابي خريجي جامعات او معاهد تمثيل "Audiovisual"، لدي موظف عادي يعمل في شركة بعيدة كل البعد عن الاجواء الفنية، ولدي طلاب تمثيل واخراج، كل واحد يشعر بانه يمتلك الموهبة بامكانه الاستفادة من ورشة العمل ومن التدريبات التي اقدمها لطلابي، الفكرة من ورشة العمل هذه تقديم المساعدة لمطلق اي شخص سيشارك في عمل تمثيلي في دور صغير او حتى في مشهد واحد ولكنه لا يحب ان يظهر بطريقة غير محترفة او انه لا يملك الخبرة ولو القليلة ليؤدي المطلوب منه باتقان، فانا ومن خلال التدريبات اعلمهم تقنية الوقوف امام الكاميرا والتصرف بوعي في السكريبت الموجود بين ايديهم، كيف يعالجون الدور وكيف يطورون اداءهم من خلال تقنيات معينة، وانا اعطي القواعد الاساسية لهؤلاء الاشخاص الذين يحبون تطوير مهاراتهم ان كان من خلال الاعلانات او بعض المشاهد الصغيرة في اي مسلسل سيشاركون فيه.

عملك محصور مع الهواة ام ان هناك محترفين يتابعون الدروس معك ايضا؟

في ورشتي العمل التي اقمتهما دربت هواة ومحترفين، من بين تلاميذي اناس عاديون لن يتخذوا من التمثيل مهنة لهم ولكنهم يحبون ان يكوّنوا فكرة عن كيفية الوقوف امام ممثل آخر وكيفية التحرك بحرية امام الكاميرا في حال طلبوا لدعاية او لدور صغير، فيصبحون على دراية بكل تفاصيل العمل التمثيلي، ماذا سيرتدون، كيف يتنفسون، في ورشة العمل نقوم بتصوير بعض المشاهد ومن ثم نقوم بمشاهدتها ليتعرف المشاركون فيها على اخطائهم ويحسّنوها ويعملون على تخطيها، ويرافقني في ورشة العمل هذه لجنة تحكيم فنية باستمرار، ومن بين الاسماء التي قيّمت هذه المواهب اذكر الفنان اسامة الرحباني، الممثلة ريتا حايك، والمخرج سليم الترك وغيرهم، فوجود هكذا اشخاص مهم جداً كي يسدوا النصائح القيمة للطلاب.

ما هو وقت كل ورشة عمل تقومين بها ؟وهل هناك اقبال على هذه الدورات؟

ورشة العمل تمتد على مدار شهرين مقسمين على ثماني مرات وكل مرة ثلاث ساعات، واصبحنا في الدورة الثالثة والحبل على الجرار، الاقبال كثيف من قبل ممثلي الكومبارس في لبنان، وانا اقوم بها بالاشتراك مع السيد نادر جفال صاحب شركة "Promote Yourself" وهي من اكبر شركات الكاستينغ في لبنان، فاغلب ممثلي الدعايات والكليبات وممثلي الكومبارس في معظم المسلسلات ياخذونهم من هذه الوكالة التي حافظت على مستوى جيد جداً على الرغم من كونهم حديثي العهد في سوق الانتاج، بعض المنتجين يطلبون كومبارس وخلال التصوير يفاجؤون بادائهم ويقولون "يا ريتن ما اجو" نادر وانا نعمل لابراز الكومبارس بطريقة محترفة نوعا ما.

بكل الاحوال كثيرا ما يتم انتقاد الكومبارس لانهم وبكل بساطة في اغلب الاحيان ولكثرة تواجدهم في الاعمال الفنية يقومون بتفشيل العمل لانهم وبكل بساطة لا يعرفون كيف يقفون امام الكاميرا والتفاعل مع الدور الذي يقومون به فنراهم وكأنهم يقومون بتسميع درسهم لا اكثر ولا اقل؟

انا معك مية بالمية وهذا الكلام كلنا لمسناه وهناك العديد من المسلسلات التي فشلت بسبب استعانتها باعداد كبيرة من الكومبارس وفي نفس المشهد، عندها يفقد العمل بريقه ورونقه وهذا ليس خطأ هؤلاء الكومبارس بالطبع، شركة "Promote Yourself" شعرت بهذا النقص فاخذت بعين الاعتبار هذه الانتقادات ومنها انطلقنا في عملنا لتحسين ادائهم، وبعد اطلاق ورشة العمل هذه وعندما نقوم بارسال كومبارس لمسلسل او لاعلان تجاري يتصلون بنا ويقولون لنا "نحن طلبنا كومبارس ومش ممثلين محترفين" وعندما يكتشفون بان من ارسلناهم هم كومبارس خضعوا لدورات تدريبية يفرحون جداً ويشعرون بالرضى التام لانهم يحصلون على النتيجة المطلوبة "المستوى صار كتير مهم"، في احد المسلسلات قام احد تلاميذي بدور طبيب امام الممثلة نهلا داوود فقالت له "يا عمّي انت مش كانك جديد" فاخبرها عن خضوعه لدورة تدريبية معي، من خلال هذه الدورات الكل يستفيد، المنتجون والمخرجون وبالتالي تكون النتيجة لصالح العمل والمشاهد.

كمخرجة كيف تقيمين مثلا بعض المغنين والمطربين ومقدمي البرامج الذين قدموا ادواراً تمثيلية وقاموا بادوار البطولة المطلقة في المسلسلات العربية؟

انا مخرجة وقمت ببعض الادوار التمثيلية ايضاً، قدمتها بطريقتي فالتمثيل ليس عملي الاساسي ولكنني نجحت بما قدمت بشهادة الكبار من ابناء الكار، انا ومن خلال عملي اصادف النجم الذي يظن نفسه بانه من القادرين على القيام باي شيء وبنجاح باهر، وبالنجم الموهوب، وبمن يظن نفسه موهوباً وهو فاشل، في ايامنا الحالية يعتمد المنتجون على بعض الاسماء الكبيرة التي تملك قاعدة جماهرية مهمة جداً ليضمنوا مبيع عملهم لاكثر من محطة فضائية بغض النظر عن موهبة هذا النجم، لن ادخل معك في ديباجة الاسماء ولكن لفتتني نادين نسيب نجيم كثيراً في ادائها " شو ما بشوفها عم بتمثل بتقنعني بتاخدني معها بالدور، ما عندها عقدة بهاللقطة بدي بين حلوة او لاء"، نادين تعطي الدور حقه واكثر، وهناك غيرها نجحوا في ادوارهم وهناك اسماء كبيرة فشلت في التمثيل، في مقابل كل هذا هناك ممثلون وممثلات موهوبون وموهوبات جالسون وجالسات في منازلهم لان المنتجين يبحثون عن اسماء شهيرة في عالم الغناء باسعار خيالية لتسويق اعمالهم.

كيف تنظرين كمخرجة ايضاً الى تجربة هيفا وهبي وميريام فارس في رمضان المنصرم؟

انا خجولة من نفسي لانني لم استطع متابعة لا هيفا ولا ميريام، خلال شهر رمضان كنت منشغلة كثيراً "كان في شغل بين ايدي"، وهذان المسلسلان تحديداً عرضا في الوقت الذي اكون فيه مع اولادي، ولكن حتما ساشاهد العملين على اليوتيوب في اقرب فرصة "عيب عليي اني ما حضرت هيفا وميريام" ولكن الاصداء حول النجمتين كانت جيدة جداً، اصلا انا اكيدة من قدرة هيفا وهبي في الاداء وبانها حتما قدمت دورها بحرفية عالية كنت المسها من خلال كليباتها الغنائية، وميريام اكثر واكثر، ميريام تمتلك الاحساس الرهيب والجميل.

تحدثنا قبل قليل عن بعض ادوارك التمثيلية الناجحة على الرغم من كونك لست بممثلة، هذه الادوار ما تزال عالقة في اذهان المشاهدين ولاسيما تجربتك في فوازير رمضان التي قدمتها بنجاح كبير.

الحمدالله على كل هذه النجاحات، قدمت الفوازير وقدمت فيلماً سينمائياً وقمت ببطولة قصة حياة نزار قباني، انا وبعد هذه الادوار عرض علي غيرها ولكنني رفضتها لانني بالدرجة الاولى مخرجة ولست ممثلة، والتمثيل ليس مهنتي الاساسية، فاستطيع رفض وقبول ما يناسبني على عكس الممثلين المحترفين الذي يعتمدون على مهنتهم كمصدر رزق اساسي لهم ويلومونهم على قبول بعض الادوار التي تكون دون المستوى المطلوب، فليتفضلوا بتامين اعمال لائقة لهم ومن ثم يقومون بلومهم على جودة او رداءة الادوار، ولكن خلال السنتين الاخيرتين تغيرت وتبدلت الاوضاع واصبح الانتاج اهم من السنوات السابقة، أما بالنسبة لي ولان الاخراج هو عملي الاساسي في الحياة كنت امتلك القدرة على قول كلمة "لأ" على كثير من الادوار التي عُرضت علي، من ناحية ثانية افضل ان اكون متواجدة بانتاج كبير ومهم.

هل تبحثين عن انتاج ضخم للعودة الى امام الكاميرا؟

"مش ضروري ابداً، كليب بكلفة 10 آلاف دولار بيطلع بيعقد وكليب مكلف 100 الف دولار ما بينشاف"، ولكن في بعض الاحيان لا يشجعك المخرج على التمثيل، "امرار الانتاج لا يشجعك"، هناك من يعتقد بانني ارفض الادوار لانني متكبرة، والبعض الاخر ظن بانني ابتعدت كليا عن مجال التمثيل، حالياً اقرأ عملاً مسرحياً ضخماً نعمل عليه حالياً ومن الممكن ان اعود من خلاله للتمثيل.

حكي كثيرا في الاعلام عن كليب للفنان جورج وسوف، اين اصبح هذا التعاون؟

"مش شايف كيف وضع البلد؟"، في فترة الاعياد قلائل هم الفنانون الذين احيوا حفلات ناجحة، نصف هذه الحفلات الغي وما تبقى منها "كانت كلها عزايم" ، وضع البلد الامني والاقتصادي والسياسي عاطل واولويات العالم تغيرت وتبدلت، ولا تنسى انني آخذ وقتي خلال فترة التحضير لاي عمل اقوم به بسبب كوني زوجة وام ومسؤولة عن عائلة، مثلا انا ومنذ فترة اقوم بكتابة فيلم ولم استطع انهاءه لغاية اليوم.

هل اصبحت تخافين على مستقبل اولادك في لبنان وتفكرين بالهجرة؟

خوفي على اولادي كبير لدرجة انه اصبح هاجسي، حماية اولادي يقلقني كاي ام لبنانية او عربية تعيش في نفس ظروفنا، اشعر بان الوقت حان لاتخاذ قرار كبير احمي من خلاله عائلتي ولكنني لن اهاجر من لبنان بالطبع.

هل باستطاعتك الاجابة على تساؤلات اولادك بما يختص بالوضع في لبنان؟

للحقيقة لا اعثر على اجابات مقنعة باستمرارعلى أسئلة اولادي، فالاخبار مفعمة باستمرار بالمشاهد القبيحة بالقتل والسلب والذبح، كلها مشاهد بشعة لا لزوم لمشاهدتها من قبل الاطفال، فانا شخصياً لا اسمح لاطفالي بمشاهدة الاخبار، اتركهم ليخلدوا الى النوم ومن ثم اتابع ما يحصل من مستجدات امنية وسياسية، ولكنني لا استطيع ابعادهم عن كل شيء كل الوقت فهناك احداث تحصل في فترة النهار لا استطيع الهروب منها فيسألونني مثلا "هالانفجار قريب منّا او بعيد" فيكون ردي بانه بعيد جداً.

الجيش اللبناني يتعرض للخطف والذبح والحياة في لبنان طبيعية، الاذاعات والتلفزيونات تتابع برامجها المعتادة، اللبنانون يسهرون ويرقصون ويفرحون "الى اي درجة تزعجك هذه التصرفات؟

لا تزعجني ابداً، هل يا ترى يقبل الجيش اللبناني بان تتوقف الحياة في لبنان، بالطبع لا يقبل، انا مثلا اذا شعرت بالم في الرأس اترك اولادي يدبرون امورهم بانفسهم؟ "بقلن دبرو راسكن انا مريضة" لو كنت فنانة ساقف على المسرح واغني، واذا كنت مخرجة ساقوم باخراج كليبات ومسلسلات، هكذا اخدم وطني اكثر من أن اجلس في بيتي ويصيبني الخمول وافشل في ادارة شؤوني، بمتابعتي لعملي اخدم وطني اكثر من الخمول والاستسلام .

من فترة اقيم احتفالا البياف والموريكس دور والناس انتقدت هذه الاحتفالات ومن استلم جائزته لا يعني انه غير حزين على ما يحصل في لبنان وغير حزين على عناصر الجيش اللبناني المذبوحين، الجيش هو اول عنصر لا يقبل ان تتوقف الحياة في لبنان، هو يستشهد ليحيا لبنان، قلبنا وروحنا معه، ودماؤنا فداء له واكراماً له وجب علينا الاستمرار في الحياة وعدم الاستسلام، نحن شعب لا يستسلم.