تناولت الممثلة هدى شعراوي ولأول مرة في الإعلام محطات هامة من حياتها تمحورت حول شخصيتها ومراحل متباعدة من مسيرتها الفنية، ونفت في الوقت نفسه أن تكون كثرة الأعمال الشامية التي شاركت فيها سببت لها التباساً بين شخصية وأخرى أدتها في تلك المسلسلات.
وفي حديث خاص لموقع الفن، اعترفت شعراوي بأنها من مواليد 1938 في مدينة دمشق، وبأن بوابتها نحو التلفزيون كان صوتها في الإذاعة قبل مجيء الشاشة إلى البلاد.
وقالت :"صوتي سبق وجهي إلى بيوت الناس، فقبل أن نعرف التلفزيون كنت أعمل في الإذاعة بمسلسلات وبرامج وبأغنيات شعبية وذلك في خمسينيات القرن الماضي، الأمر الذي ساعدني على الدخول في قلوب الناس.
وتابعت :"وإذا كان المذياع قدمني بسهولة للتلفزيون، فإن التلفزيون أسهم في مرحلته الأولى في صعودي إلى السينما وذلك من خلال أفلام سينمائية ذات قيمة عالية تم إنتاجها في الستينيات والسبعينيات، ما أدى إلى الاعتراف بي كممثلة شاملة من خلال الراديو والتلفزيون والسينما في وقت واحد".
وتناولت أهم مرحلة بالنسبة لها مع الفن واعتبرتها أواخر الستينيات عندما كانت من مؤسسي نقابة الفنانين في دمشق، والتي ما زالت عضواً فيها حتى تاريخه على الرغم من مضي 45 عاماً على التأسيس.
وحول الجانب الفني الذي وجدت نفسها فيه قالت :"كانت دراما البيئة الشامية أكثر نوع فني استمالني وجعلني أستمر في التمثيل، ولولا هذه الدراما لتوقفت منذ سنوات عن العمل".
وشرحت الفكرة بالقول :"وصلت إلى مرحلة باتت فيها الدراما مبتذلة وغير واضحة الهدف، وكنت على شفا الاعتزال والجلوس في المنزل، حتى جاءت الدراما الشامية وأصبحت تنتج بشكل سنوي، الأمر الذي جعلني أتنفس من جديد".
ووصفت دراما البيئة الشامية بأنها تراث حقيقي الهدف منه استعادة ما يمكن استعادته من وجدان مفقود لدى المجتمع الذي انصهر في بوتقة الحداثة.
ونفت أن تكون كثرة الأعمال الشامية أدت إلى تشتت ذهنها فيما قدمته، موضحة أنها تحفظ عن ظهر قلب مشهداً، مشهداً في كل مسلسل شاركت فيه.
وقالت :"في ثلاث سنوات فقط، شاركت في باب الحارة وفي حمام شامي وفي مسلسل الزعيم وفي رجال الحارة وفي رجالك يا شام، ومستعدة لأن أذكر مشاهدي وشخصيتي والمحور الذي كنت فيه في كل عمل على حدا".
وبينت أنها مستعدة للذهاب بعيداً مع دراما البيئة الشامية :"قادرة على الظهور في خمسة أعمال شامية في وقت واحد من دون أي خوف من الالتباس أو التشتت، الدراما الشامية تبنى على قصص مختلفة وأزمان غير متشابهة، وهذا يؤدي إلى التمييز بين دور ودور، وشخصية وشخصية، وقضايا هنا مختلفة عن قضايا هناك".
واعترفت بأن شخصية أم زكي في مسلسل باب الحارة جعلتها تبدو في حارتها التي تسكن فيها بدمشق كداية، وبأنها ذات مرة واجهت موقفاً محرجاً عندما كانت جارتها في مرحلة الطلق، فطلبوا منها أن توّلدها معتمدين على شخصية الداية أم زكي التي ظهرت فيها في باب الحارة، فاعتذرت منهم لكونها ليست داية، لكنها ساعدتهم في الوقت نفسه في عملية الإسعاف.
يشار إلى أن هدى شعراوي مدعوة لمسلسلين من البيئة الشامية للموسم المقبل لم تذكر عناوينهما، فضلاً عن تصويرها لشخصيتها في الجزء السابع من مسلسل باب الحارة الذي سيعرض العام المقبل.