هي أميرة الفن والجمال ، أحببنا إطلالاتها الفنية المدروسة، لذلك بقيت صورتها الفنية الجميلة محفورة في أذهاننا.

أميرة بطلّتها، وبضحكتها وبكل شيء أميرة، أرشيفها الفني غني بالأعمال التي ما زلنا نرددها والتي تعاملت فيها مع كبار الشعراء والملحنين، من أغنياتها "الهوى لو لاح لك"، "لا تحاول تقنعني"، "إنت غير الناس"، "ما تغيرتش أبداً"، "صدفة بعز الشتوية"..

وهي المضيفة اللطيفة التي واكبت رحلات المسافرين في "كابتن بوب" مع الممثل الراحل إبراهيم مرعشلي.

إنها الأميرة الصغيرة التي، على الرغم من غيابها، خصّت موقع "الفن" بهذا الحوار من القلب إلى القلب.

هل ما زالت الأميرة أميرة؟
(ضاحكة) هذا السؤال من العيار الثقيل فأنت جوزيف لا تسألني أبداً لأنك عادة ما تعطيني الجواب، بالطبع الإنسان لا يمكنه أن يتحدث عن نفسه ولكنه يشعر على الأقل بأنه محبوب وإذا ما زال قريباً من الناس ومتواضعاً، وهذه هي الصفات التي يجب أن يكون قد بدأ حياته بها وهكذا تستمر الحياة.


نحن نعرفك ورافقناك منذ إنطلاقتك الفنية، ولكن في المقابل هناك من لا يعرف الأميرة الصغيرة، كيف تعرفين عن نفسك؟
أعتقد أنه بوجود الإنترنت لم يعد هناك شيء مخفي، فكل من يريد أن يعرف عني شيئاً يمكنه ذلك وبسهولة وأن يعرف عن أي شخص يريده أو يسمع عنه أو لفت نظره أو سمعه أو أي إسم أو فيديو كليب، وأقول لهم يمكنهم الدخول إلى أرشيفي وبذلك يعرفون ما يريدونه وهذا ليس صعباً أبداً.

بماذا تفتخرين بأرشيفك الفني وتقولين للناس إستمعوا إليه أو شاهدوه؟
أفتخر بكل شيء قدمته، لم أندم على أي شيء في حياتي "حتى لو ربع بالمية شغلة مش راضية عنها بس كنت دايماً قول لأنو أنا بلحظتها كنت مقتنعة أنا عجبتني"، ومن الطبيعي أن يتعلم الإنسان من أخطائه ولا أدعي أنني لا أخطئ فأنا كأي إنسان، ولكن يمكننا أن نتعلم دائماً ونصبح أفضل. عز شهرتي يللي كانت بالـ1991 من خلال سيدي "الهوى لو لاح لك"، "لا تحاول تقنعني"، "صدفة بعز الشتوية"، "إنت غير الناس"..، "هالهيتات اللي كانت عندي أكيد إنت بتعرفن كلّن بالأسامي جوزيف".


منذ دخولك مجال الفن وحتى اليوم تغيرت أشياء كثيرة ، برأيك هل أصبح الفن اليوم أصعب أم أسهل؟
أنا كنت صغيرة في السن عندما بدأت مشواري الفني، وشعرت حينها بأنني محاطة بالكثيرين ممن وقفوا إلى جانبي وأحبوني وأولهم أهلي وإخوتي، فكانوا يمثلون الدعم المعنوي وحتى المادي في البداية، ثم إنتقلت إلى مكتب ستوديو الفن مع الأستاذ سيمون أسمر وكنت محاطة بمحبين كثيرين وفي تصوري أن أي فنان كان ليحلم بأن يكون محاطاً بأولئك الأشخاص.

يعني أن الظروف كانت ملائمة لك؟
كانت ملائمة "لانو هيدا كان الخط تبعي ، كل إنسان بيرسم شي بحياتو وبيمشي عليه"، كنت أحب الفن للفن وما زلت أحب الفن كثيراً، وكان هدفي الأوحد أن أوصل صورتي عبر أغنياتي وعبر برنامج معين كبرنامج "كابتن بوب" أحببت التمثيل ومثلت في برنامج أصبح الأول في العالم العربي وكانت تجربة رائعة في حياتي، وعندما تعرف ماذا تريد، تصبح الأمور أسهل بكثير بالنسبة إليك وإلى المحيطين بك، فعندما تخطط وتمشي يكون هذا أفضل بكثير، هل تسألني إذا كان الفن الآن أصعب أم أسهل؟


نعم، أي حين كان هناك فقط الـ"LBCI" وبعض المحطات الأرضية وكانت الفضائيات قليلة جداً ولم تكن بمتناول الجميع؟
بالطبع أصبح الأمر أسهل اليوم، ليس بإمكان أي كان أن يطل عبر الـ"LBCI" ولم يستطع أحد التميّز مثلنا ، وأنت تذكر برامج الـ"LBCI" خصوصاً برامج أستاذ سيمون أسمر، "يعني أكتر الإطلالات بيقولوا دايماً "الأميرة الصغيرة عل LBCI".

هل كنت مدللة؟
كثيراً ، بالطبع، وكنت مزعجة جداً بالنسبة لكثيرين من الذين كانوا يعملون في المكتب معنا.


تقصدين بكلامك الفنانات؟
طبعاً "قد ما إستاذ سيمون يقلّن لبِسوا وغنّوا وجخّوا متل الأميرة"، التلفزيون بدو جمال ومضمون وشكل، ما بنسالو ياها أكيد، هلأ أكيد أهيَن بكتير".

كيف كان إنسحاب الأميرة من تحت الأضواء؟

في الفترة الممتدة بين عامي 2001 و 2002، كنت بدأت أرفض كلياً أي حفلات وأي عمل آخر بعد أن رزقت بـ"Aya وAldo هني الدني كلها وزوجي وبيتي" وهنا أكيد إختلفت حياتي ، فالوضع العائلي يطغى أكثر على حياتنا لأنني والحمد لله إكتفيت وإشتهرت وأحببت الحياة كيفما كانت عندما كنت في الفن.


هل هذا يعني أنك لا تقومين بأي عمل فني حالياً؟
لدي سينغل رائع جداً جاهز منذ سنتين ونصف تقريباً في الستوديو، وحضرت هذه الأغنية بعد كليبَي الجيش "عالي جبينك" و"وقفات عز"، وكلما أفكر في تصوير الأغنية على طريقة الفيديو كليب أعود وأغير رأيي ولا أعرف السبب، الأغنية من ألحاني ومن كلمات إميل فهد.


ألحانك؟
أغاني الجيش من ألحاني و"هيدي الشغلة من زمان عندي ياها وما كان عندي وقت أساسا بتعرف كان شغلنا وحفلاتنا، وأوقات واحد بيحب يعمل الشغلة وأوقات بيحس إنو مش وقتا".

تبدو واضحةً محبتك الكبيرة للجيش والوطن لأن إطلالتك بعد غياب جاءت لتحيي الجيش، برأيك كم هو ضروري وجود هذا الحماس لدى اللبنانيين كافة والفنانين خصوصاً؟
"على قد ما بيتنفسوا، الجرح اللي بقلبنا هو أي شغلة بتصير مع الجيش وهيدا اللي بيأثر فينا وهيدا اللي بخللينا نحس إنو لازم بعد نناضل بهالبلد" ونأمل أن يكون هناك مستقبل أفضل لأولادنا لأن الجيش موجود، بحياتي لم أكن متشائمة أبداً ولكن ما نلمسه هو عدم إكتراث أحد بنا، وأصبحنا لا نفهم ماذا يحصل من حولنا، وهذه مشكلة كبيرة جداً.

أميرة لقد أعادوا عرض برنامج "كابتن بوب"، بماذا شعرت عندما شاهدت الإعادة، وماذا إنتقدت في إطلالاتك فيه؟
"أبداً بحبو من أولو لآخرو هالبرنامج، بحبو بكل مواقفو وبكل السكتشات اللي مرقت وبكل الهفوات اللي صارت بكل الضحات اللي ضحكناها بالتصوير كلّن بتذكرن كأنن هلأ"، تخيّل، هذا البرنامج من إنتاج عام 1992 وحتى الآن أشعر بأنهم يضحكونك كما كانوا يفعلون في تلك الفترة ، والكثيرون أراهم يعلقون هكذا على هذا الموضوع .


نحن نرصد صورك على صفحتك على موقع التواصل الإجتماعي مع الفنانة عايدة أبو جودة، هل هي جارتك؟
"حبيبتي، عيّودة جارتي بالسمايا"، تعلمتُ صيد السمك من ثلاث سنوات وعايدة لديها طريقة معينة بالصيد، والآن علمتها أن تصطاد أكثر وأجلس برفقتها طوال اليوم و"مهضومة كتير"، وأتمنى لو أن الفنانين جميعهم لديهم نفسية عايدة أبو جودة، طبعاً أعرفها منذ زمن، وعملنا كثيراً، والآن أحبها أكثر كإنسانة وكأم وكجدة وككل شيء بصراحة.

ما هي آخر كلمة تودين توجيهها لفنان، للدولة، للجمهور الذي إشتاق اليك، لوسائل الإعلام؟
أوجه الكلمة أولاً للجيش اللبناني وأقول لهم "الله يحميكن ويحمي لبنان لنبقى"، وأقول للذين يحبونني وللجمهور الذي يسأل عني دائماً، أعرف أنني في وقت من الأوقات ابتعدت ولم يجدر بي القيام بذلك ولكنني مررت بظروف معينة ظننت حينها أنني إتخذت قراراً صائباً، وهناك أعمال أحضرها في الوقت الراهن، وهناك "سكريبتات" بين يدي لا أعلم إذا كانت ستعرض قريباً على الشاشة الكبيرة، ولكنني أفضل الحديث عنها في حينها.


سكريبتات؟
نعم


تمثيل؟
نعم، "هول سكوبات هلأ".


تلفزيون؟
نعم تلفزيون، وهناك مشروع سينما، وسأتحدث عن التفاصيل لاحقاً معكم عبر موقع الفن، وأشكر السيدة هلا المر التي أحبها كثيراً وإشتقت إليها كثيراً ، وأشكرك جوزيف.