استقبل الدّكتور عماد عبيد في برنامجه الأسبوعي "العمر مشوار"، على إذاعة لبنان الثّقافة الفنّان اللبناني أحمد دوغان، وبعد غيابٍ طويل تحدّث أحمد عن مشوارٍ عمرٍ مليء بالنّجاحات والتألّق والخيبات، بدايةً عنوَن أحمد مشوار عمره بـ"الحلو" لأنّه عاشر العصر الذّهبي للفنّ اللبناني، وأثنى على المقدّمة التي اختصر بها كلّ حياته ولقب "العندليب الأشقر" محبّب على قلبه.
أحمد تحدّث عن برامج الهواة القائمة على الإستغلال من دون مواكبة المتخرّجين، فعدد الفنانين يزداد من دون الحفاظ على النوعيّة وللإعلامٌ دور في هذا الموضوع، وعند سؤاله: لِمَ لم نجده ضمن لجان التحكيم في برامج الهواة أجاب أحمد: "أنا وكثيرون غيري مغيّبون، ومن المفروض ألاّ يكون هناك فنانون في لجان التحكيم هنالك متخصّصون لهذا الموضوع ويحقّ لهم التقييم".
وتحدّث عن عائلته الصّغيرة التي تعرف الفنّ وتعلّم منها الكثير من والده ووالدته التي كانت تغنّي لأمّ كلثوم وخاله العازف محيي الدّين الغالي، ووالداه لم يرفضا أن يكون فنّاناً ولكن من دون أن يتخطّى المعتقدات، وقال أحمد: هذه المعتقدات كانت عقبة في المضي قدماً في الفنّ وأثرّت على مسيرتي الفنيّة.
وأحمد كوالده انتخب مختاراً لمدينة المصيطبة وبقي سنتين بعد وفاة والده وكان آنذاك في مرحلة ستوديو الفن عام 1980، وتذكّر كيف أتى الشّاعر نزار قبّاني ليختمَ صورتين وسمع صوته وقال له: مكانك في مصر، وأعطاه رسالة للموسيقارين محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وهكذا تم، وفعلاً لعب الشّاعر نزار قبّاني دوراً مهماً في مسيرتي.
أحمد تحدّث عن خجله وعدم اختلاطه مع الآخرين، وسمّى من تعامل معهم وقال: "أرأيت هذه الأسماء؟! والله اليوم عيب إذا ما بتغنّي "نوري" ما بترقّص العالم"، فسأله د. عماد سميّت عدداً من الكبار السابقين من ملحّنين وكتّاب التّاريخ لن يذكر فنّاني اليوم؟ أجاب أحمد بصراحته المعهودة: لا أظنّ، في الماضي كان الشاعر والملحّن يجتمعان مع الفنّان ويدرسون التفاصيل وطبقات الصّوت، تخيّل ان هناك أصواتا ذكوريّة اليوم تغنّي طبقة الستّ.
انطلاقتي الفعليّة من مصر على الرّغم من غنائي خمس اغنيات للموسيقار ملحم بركات قبلها، وبليغ حمدي لم يخدمني بألحانٍ تضرب بل اكتفى بأن يعرّف فقط الشعب المصري بصوت أحمد دوغان.
وأضاف: كلّ حياتي عملت وحدي من دون مدير أعمال، وعن عقده مع المخرج سيمون اسمر قال أحمد: "لم أوقّع يوماً عقداً مع سيمون العقد كان مع الـ LBC، ولم أجدد العقد معها لأنّها كانت ترفض أن أطلّ على شاشةٍ أخرى في حين تسمح لغيري من الفنانين وهذا انعكس سلباً عليّ وسبّب كرهاً مع سائر المحطّات.
سيمون أسمر فعلاً الوحيد الّذي يصنع نجومًا ومخرجو اليوم تتلمذوا على يد سيمون وأنا أكبر منهم بالعمر فليسمحوا لي لن أركض خلفهم وليس من شيمي أن "أمسّح جوخ".
وعن التّمثيل قال أحمد: "بلبل من لبنان" كان الفيلم الوحيد ولم أجد نفسي في التّمثيل، غير أنّني اليوم جاهز لخوض التجربة من جديد بعد النهضة التي تشهدها الدراما اللبنانيّة.
وتحدّث عن ابناء جيله وخصّ بالذّكر راغب علامة وربيع الخولي وقال: "راغب شاطر بيعرف كيف يلقط القصص بطريقتو أنا طريقة اللقطات هيدي منّي شاطر فيا، انا زلمي عندي أمور ما بتخطّاها"،وعن دعوة الأب طوني الخولي تحدّث أحمد وقال: "ما زالت تجمعني به صداقة وما فعله ليس سهلاً ابداً ولكن أنا لا يمكن أن أترك الفنّ وأعتزل".
أحمد دوغان وعد بتجديد مجموعة من أغنيات عبد الحليم حافظ بتوزيع جديد، وعلى الوضع الفنّي العام بشكل عام تكلّم أحمد ووضع الحقّ على الإعلام الذي يجب أن يختار النوعيّة وتحدّث عن الغناء باللهجة اللبنانية وقال: "ابن بيروت لا يمكنه أن يغنّي الميجانا والبلدي، وأنا مع الغناء بالمصري والخليجي"، وأضاف: "أنا أفضّل أن أغنّي في الخارج أكثر لأنّ في لبنان يوجد "بوطة" بين المخرجين والفنانين فيتّفقون بينهم ومن هو بعيد عن الأجواء يدفع الثّمن ويتمّ استبعاده"، واسم أحمد دوغان يخوّف الكثيرين لأنّ أحمد إن عاد مع شركة ترعاه صدّق يخوّف وكثيرًا، وعن المحاربة تكلّم أحمد وقال: "مخرجون وفنانون حاربوا كي لا أدخل إلى شركات الانتاج، وعتبي على الوسائل المرئيّة كثيراً لأنّهم يغيّبون الكبار، في لبنان لم يعد يوجد من خامة صوت أحمد دوغان ولم أكرّم في لبنان، وهذا يحزّ في نفسي أنّني مميّز ولم أجد دعمًا في وطني، أنا حالياً أعمل في تجارة الألبسة مع ابن خالتي في دبي ولو لم أخبّئ قرشي الأبيض لكنت اليوم في حالةٍ سيّئة، الدّولة مهملة ولا يوجد انتماء للوطن فالسياسيون انتماؤهم لجيوبهم وهذا يؤثّر على الفنّ وعلى كلّ القطاعات، وتخيّل مسألة المذاهب تؤثّر علينا فأنا سنّي من بيروت، واقول ذلك بحرقة قلب، كثر يبعدون بسبب مذهبي.
وفي ختام الحديث قيّم أحمد دوغان نفسه وقال: "برافو أحمد لأنّك حافظت على صيتك الحلو وطيلة مسيرتك لن تطالك شائعة أو أي خبر سيّئ"، وعندما طلب منه د. عماد أن يختم باختيار شخصٍ واحد وتوجيهتحيّة إكبار إليه، اختار أحمد المخرج سيمون أسمر وقال: " أنا أراك بعين كبيرة وأحترمك وشكراً على كلّ خدمةٍ أسديتها إليّ".