إنها بيروت المدينة التي لا تنام، ولا يصيبها اعياء ولا مرض، انها وحدها المدينة القادرة على انبات اشجار الزيتون من بين السواد، وهكذا كانت مدينتي ليلة امس، في 21 من اب الجاري.


الواجهة البحرية للعاصمة لبست ثوب الفرح، في مهرجان بدأ قوياً وانتهى قوياً.
ليلة 21 اب كانت ليلة اليسا بامتياز، حيث اكدت انها نجمة جماهرية تفوق التصور، فالمدرجات مليئة عن بكرة ابيها ولا كرسي شاغر فيها، جمهورها من الكبار والصغار اتوا من كل لبنان لمشاهدتها وللسهر معها، مشاهير ممثلون موزعون شعراء أطباء اعلاميون ،صحافيون، كلهم سهروا مع اليسا في ليلة من ليالي العمر.

إليسا أثبتت حدة ذكاءٍ تتمتع بها عندما افتتحت المهرجان بعد النشيد الوطني طبعاً بمقطع صغير من مسرحية "فخر الدين"، ومن ثم اطلت باغنية "ع اسمك غنيت" للسيدة فيروز حيث الهبت المسرح والحاضرين.
إليسا غنت وتكلمت وكان لكلامها ايضاً وقع مختلف حيث حيّت بيروت وتغزلت فيها مراراً وتكراراً، وللجيش اللبناني البطل وجهت اكبر تحية فقالت :"كنت دايماً بتمنى ان تكون هالحفلة بوضع طبيعي مش نكون عم نعملها لنفرجي انه نحن شعب بيحب يعيش، حقيقة مش حابة انه يروح دم الشباب يللي ماتوا ببلاش، هني عم بيموتوا لنحنا نكون عايشين، وانا كنت مصرّة قدم هالحفل يللي رح يروح ريعو للجيش اللبناني".
وبعد هذا التصريح المعبّر انطلقت إليسا بتقديم اغنياتها المقررة لهذه الليلة باغنية "حلوة يا بلدي" التي اهدتها للاعلامي جمال فياض على خلفية تغريدة كتبها على موقع تويتر يقول فيها :"بعد قليل ... رايح إسمع إليسا ... وما حدا يحكي معي !! رايح إسمع حلوه يا بلدي".
بين جديدها والقديم تنقلت إليسا على المسرح بخفة ظل كبيرة و"هضامة" عالية، فمازحت الجميع وتبادلت معهم التحيات وبعض العبارات، فكانت كالفراشة الجميلة ترقص تغني وتطير من جهة الى اخرى، اليسا وفي هذه الليلة كانت ككتلة ايجابية متدفقة، ولعل اهضم تعليقاتها عندما خاطبت الجماهير قائلة :"حاسة حالي عم برقص اكثر مما عم غنّي".

السيدة فيروز كانت لها حصة كبيرة في الحفل حيث غنت إليسا اضافة لاغنية الافتتاح "ع اسمك غنيت"، راجعين يا هوا"، و"نسّم علينا الهوا"، ولوردة قدّمت اكثر من اغنية "مالي" و"لولا الملامة"، وللعندليب عبد الحليم حافظ غنّت "اول مرة تحب"، ولسلوى القطريب "قالولي العيد"، ولعايدة شلهوب "لو فيي".
ريبرتوار إليسا كان حافلا ايضاً بمجموعة من اغنياتها وبين جديدها والقديم قدمت "حالة حب"،"قد الايام"، "انا مجنونة"،" يا مرايتي" ،"حب كل حياتي"،" عبالي حبيبي"،"عايشالك"و"لو".
اذا وبعد هذا النجاح الكبير والغاء حفلات كبيرة كحفلة النجم تامر حسني حيث كان من المفترض ان يغني في حفلات اعياد بيروت لم تعد تنفع معها حجة الاوضاع الامنية، ففي ظل الاوضاع نفسها غنت اليسا وعشنا معها اجمل حالة حب، غنت باحلى ما يكون الغناء، مرفقاً باحساسها العالي وادائها الجميل.
بيروت ليلة 21 من اب عاشت في قلب اليسا وفي قلبنا وتدللت ورقصت وسكرت بنشوة الحب والجمال على صوت مواطنة لبنانية بامتياز، وفي الختام كما في البداية غنت اليسا"ع اسمك غنيت" متأبطة هذه المرة العلم اللبناني متضرعة الى السماء لتحفظ لنا لبنان،"هون السما قريبي".

ملاحظات سريعة:
- اضافة إلى الوجوه الاعلامية والفنية والاجتماعية لفتنا حضور السفير البريطاني توم فليتشر، حيث وجهت له اليسا كلمة شكر خاصة على حضوره.
- لفتنا اصغر معجب لاليسا، وهو طفل لم يتعدّ سنواته الست او السبع او اقل ربما، فهو وطوال الوقت كان يصرخ ويقول "elissa I love you" وشارك اليسا في غناء كل اغنياتها والاغنيات الاخرى التي قدمتها على المسرح.
- اطلت اليسا بزيين جميلين جداً، ففي القسم الاول من سهرتها ارتدت "جامبسوت" نبيذياً وذهبياً من تصميم ستيلا ماكارتني، وفي القسم الثاني من الحفل ارتدت فستاناً اسود من مجموعة غوتشي.
- تم توزيع اسوارة خاصة على مدخل الحفل دعماً للبنان وللجيش اللبناني.

- البعض من الزملاء الصحافيين علق فقال :"نحنا جايين نحضر اليسا ونسمع اغنياتها الجداد، ومش اغنيات السيدة فيروز ووردة وعبد الحليم"، لعله الانتقاد الوحيد المحق خصوصاً ان حفل بيروت هو الاول بعد اطلاق البوم "حالة حب".
- لاحظنا انسحاب مجلة "الجرس" الممثلة بمدير تحريرها الصحافي علاء مرعب من الحفل مع مصورهم لاسباب ربما تتعلق بطريقة ومكان جلوسهم، ففي اللحظات الاخيرة وبحسب معلوماتنا تم استبدال مقاعدهم الامامية بمقاعد خليفة لصالح مدعوين آخرين.
- زحمة سير خانقة علق بها المغادرون بعد انتهاء الحفل والسبب كما اشرنا هو عدد الجمهور الكبير الذي حضر الحفل.