قالت الممثلة جمانة شرف الدين ضمن الجزء الثاني من برنامج "حديثك بمحلّو" الذي يعدّه ويقدّمه شادي معلوف عبر اذاعة صوت لبنان (93.

3fm)، انها تراقب اليوم ما يجري في المجتمع، و هذه المراقبة للناس، اضافةً الى قراءاتها، تستحثّها إما على تقديم الاعمال الجديدة او على البقاء حيث هي، بدلاً من التراجع من خلال تقديم اعمال لا قيمة فنية او انسانية لها، لأن "جمانة الممثلة غير منفصلة عن جمانة الانسانة التي تتفاعل مع وطنها و محيطها و الانسانية جمعاء".


ووجّهت شرف الدين تحية للاعلامي مارسيل غانم الذي من خلال مقدِّمتيْ الحلقتين السابقتين من "كلام الناس" جعلها تنتقل من الوقوف في خانة السلبية الى الاقتراب من خانة الايجابية، بمعنى انها لاحظت انه يمكن للشعب ان يصرخ و يقول كفى، فليس هذا هو اللبنان الذي يريده اللبناني. معتبرةً انه بعد الحرب اللبنانية كان على اللبنانيين ان يتّعظوا و يرفضوا اي مسٍّ بهم، و في حال حصوله كان عليهم الخروج فوراً الى الشوارع للاعتراض من دون انتظار اي اشارة من زعيم او سياسي.

مقارِنةً في هذا المجال بين اللبنانيين، و المصريين، الذين ثاروا بالملايين، و لما شعروا ان ثورتهم خُطفت منهم عادوا الى الشوارع من جديد لاستعادة ثورتهم من خاطفيها. اما عندما عمّد الجيش الوطن بالدم و خُطف بعض عناصره فلم نشهد تحركاً يتناسب و حجم تضحيات الجيش. داعيةً الى ثورة صامتة من خلال نزول الشعب الى الطرق بصمت و هدوء اعتراضاً على كل ما يجري بحق الوطن و المواطن. وقالت جمانة شرف الدين انّ مواقفها هذه تأتي من تربيتها في منزل فؤاد شرف الدين العابر للطوائف و المتمسّك بشرعية الدولة و مؤسساتها لاسيّما الجيش و سائر القوى الامنية.


فنياً، اشارت الممثلة جمانة شرف الدين، الى انّ الفيلم السينمائي الذي حقّقه والدها المخرج و الكاتب و الممثل فؤاد شرف الدين "صرخة الابرياء" حظّه سيء، فقد صوِّر على مراحل و كان التصوير يتوقف في كلّ مرّة بسبب عدم توفّر امكانية متابعة انتاجه، اما اليوم فالفيلم اكتمل و ينتظر ان يجد مؤسسات او جهات ترعاه (SPONSOR) للتمكن من دعمه اعلانياً كما يجب، و التحضير لحفل افتتاح برعاية رسمية، و البدء بعرضه في الصالات، مشيرةً الى ان ثمة تواصلاً جرى و يجري مع مؤسسات عديدة، و لكن المفاجأة تكمن في ان هذا التواصل لا يلبث ان ينقطع من دون اي مبرِّر مقنع و كأن ثمة كلمة سر تُوزّع فينسحب الراعي. و في اجابة عن سؤال حول ما اذا كانت تعتقد ان ثمة مؤامرة على الفيلم او على فؤاد شرف الدين، قالت جمانة: "نعم ربما هي مؤامرة على فؤاد شرف الدين لأن الجميع يعلم اي نوعية ومضمون يقدّم، ففي عز الحرب زُيِّن شارع الحمراء في بيروت بالاعلام اللبنانية عند عرض فيلم "القرار". و مواقفه الوطنية جعلت منزله يُقصف وادّت الى قيام جهات بتفجير سيارته". و استدركت قائلة : "اعتقد ان ثمة حرباً تخاض ضد السينما اللبنانية التي عرفت انتعاشاً منذ اواخر السبعينيات من القرن الماضي حتى حوالى عام 2002، ثم اخذت بالتراجع، و على الرغم من كل الاعمال القيّمة التي قُدمت بعد ذلك و منها فيلم جورج خباز العام الماضي الا ان هذا الفيلم و سواه لم يأخذ حقه في العروض "، داعيةً الى حماية التنوّع المطلوب في عالم الفن والى حفظ وجه لبنان الذي لا يكتمل الا بمروحة منوّعة من الاعمال الفنية، فلا يعقل ان تجد افلام التسلية والحفلات والمهرجانات من يرعاها، وتبقى الافلام السينمائية تبحث عن داعم.


و قالت رداً على سؤال ان وزارة الثقافة غير قادرة على تأمين دعم يليق بالفيلم و لا اي وزارة اخرى، لاسيّما و انّ كل الوزارات مشغولة بالسياسة، و ليس بمهماتها التي قامت اساساً من اجلها. و اضافت: " لست متشائمة و يجري العمل على تسويق "صرخة الابرياء " عالمياً من خلال التواصل مع المخرج العالمي جورج شمشوم، كما مع مهرجانات و جهات عربية، او من خلال عرضه على مواقع انترنت مقابل بدل مادي يدفعه من يرغب بمشاهدته.


من جهة اخرى قالت جمانة شرف الدين انها تدخل قريباً ستوديوهات التصوير في مصر لأداء دوريها في مسلسليْن كان ينبغي البدء بتصويرهما في وقت سابق، لكن تم ارجاء مواعيد التصوير حتى ما بعد الانتهاء من تصوير اعمال شهر رمضان و استعادة عجلة النشاط الفني في القاهرة.