تواصل مهرجانات بيبلوس الدولية فعالياتها لهذه السنة، ومساء السبت الماضي كنا على موعد مع أمسية خامسة صاخبة ومليئة بالقوة طابعها "ميتالي"، مع فرقة Epica التي وصلت من هولندا إلى لبنان.
كل شيء بدا هادئاً، باستثناء الحاضرين الذين واصلوا وقوفهم وجلوسهم، مستعدين للإستماع إلى عزف كل من مارك جانسن (غيتار-1978)، أيساك ديلاهاي (غيتار-1982)، كوهين جانسن (السِنتسَيزر-1981)، ارين فان فيسينبيك (باتري-1980)، وغناء سيمون سيمونز (1985).
ما إن عم الهدوء حتى بدأ العرض، وارتفعت الضوضاء من جديد، فكانت الأمسية تدور كسيمفونية أيضاً.. ويترافق صوت المغنية مع العزف، لترفعه على مراحل عدة، حتى يبلغ ذروة صخبه كما يصل الغناء إلى أعلى درجة من الصراخ، قبل أن يستكمله أحد أعضاء المجموعة بصياح طويل. وهكذا أخرجت الفرقة الطاقة من الحاضرين، الذين استمعوا إليها بحركات منتظمة، رقصاً وتصفيقاً مستمرين، إذ استحال عليهم أن يتفاعلوا مع الموسيقى بسكون أو هدوء، خصوصاً أن الفرقة بتأليفها الحماسي، لا تترك مجالاً للثبات.
وفي معمعة هذا الجنون "الميتالي" وصخب الجمهور "الشبابي"، الذي وقف أمام المسرح وترك المقاعد فارغة بمعظمها ليعيش الجنون لمدة ثلاث ساعات، أرادت الفرقة أن توجّه من خلال غنائها ومن مدينة جبيل تحية الى أطفال غزة ومسيحيي الموصل وكل المضطهدين في العالم، الذين يواجهون الظلم والقهر من أعداء السلام.
Epica هي فرقة سيمفونيك ميتال، للمؤسس Mark Jansen سنة الـ2002 عندما ترك فرقة After Forever وهو كان فيها واحداً من المؤلفين الرئيسيين، من ثم قرر بعدها تأسيس فرقة جديدة ليكمل مشواره، واقترح الفكرة على أصدقائه في الفرقة التي كان اسمها في ذلك الوقت Sahara Dust مع Helena Iren كمغنية.. وبعد فترة أصدرت الفرقة ألبوم بعنوان Epica ومنه استوحى مارك اسم الفرقة الذي تحول لـEpica.
وحققت الفرقة نجاحاً كبيراً في الألبوم الأول على مستوى هولندا وأيضاً نجاحاً لا بأس فيه في باقي دول أوروبا، وارتفع مستوى الفرقة أكتر بعد أن حصلت على العقد الذهبي مع Nuclear Blast.