له في الشعر كلمات وكلمات ، وها هو اليوم يخوض تجربته الأولى في تخليد كلماته ضمن كتاب "خفايا قلب" الذي وقعه مؤخراً في الرابطة الثقافية الرياضية – بيصور بحضور أهل الصحافة والقلم والمحبين .
إنه الشاعر نايف قيس الذي يحل ضيفاً على موقع "الفن" لنكتشف معه "خفايا قلب".
مبروك ديوانك "خفايا قلب" ، كيف كانت أجواء حفل التوقيع ؟
شكراً ، الحفل كان رائعاً حضره حوالى 400 شخص ، وكل الكلمات التي ألقيت كانت جميلة ومن النقد البناء ، وأكثر ما أثر بي هو عندما ذكر عريف الحفل هيثم عربيد وفاة أخي خلال الحرب مع إسرائيل فإرتجلت قصيدة شعرية وبكى البعض تأثراً .
إرتجال قصيدة هل يبشر بديوان آخر لك ؟
ربما ، لدي 20 ألف قصيدة موجودة على الإنترنت ، وهذه تجربتي الأولى مع النشر .
كيف ترى وضع الشاعر في لبنان ؟
هناك كتاب كثيرون لكنهم يحتاجون لمواكبة ، يعني مثلاً على الشاعر دائماً أن يسوق إنتاجه وأن يقوم بكل شيء وكأنه تاجر وصناعي ، فهناك فرق عندما تكون الدولة اللبنانية هي راعية هذا الأمر كله وهنا نحن ننفقدها ، مثلاً في روسيا عندما تركب في باص تجد دائماً أشخاصاً يحملون كتباً ويقرأون أما هنا فلا . هناك قراء مميزون وهم قلائل ضمن هذا العالم كله ، القراء اللبنانيون موجودون ولكن لدي أيضاً قراء عرب .
ما هي أبرز الأمور التي تراعيها في كتاباتك ؟
في بعض الأحيان أرتكب خطأ مقصوداً لأنه ربما يكون هناك أحد غير مثقف كثيراً يقرأ لي فأستعمل كلمات قريبة للهجة العامية ، ولكن إذا كنت أريد أن أطبع القصيدة فلا أقوم بذلك وأستعمل كلمات أصعب ، كما أرغب بأن تصل هذه الثقافة إلى كل مكان ، لذلك أتى كتابي يحمل سهولة المعنى والشرح ، بمعنى أني أشرح الصورة أكثر وبنفس الوقت أراعي أصول المجتمع الذي يحيطني فلا أستعمل الكلمات النافرة وهذا ما يجعلني أختلف عن الآخرين .
من الذي يقرأ الشعر أكثر اللبناني أم العربي ؟
لبنان منفتح أكثر ولكن قلائل الذين يقرأون لأن لديهم مشاغلهم ، أما بالبلدان العربية فيتجهون أكثر نحو الشعر لأن حياتهم الإجتماعية منغلقة ، فلدي الكثير من القراء في السعودية والجزائر وتونس والمغرب .
لديك عملك الخاص ما الذي أخذك إلى الشعر ؟
للحقيقة ولا مرة أحببت الشهرة ولكن في محيطي العائلي كانوا دائماً يصرون على أن أطبع قصائدي ، وعندما صرت موجوداً على مواقع التواصل الإجتماعي أصبح لدي أصدقاء أدباء وشعراء يقولون لي إنه علي أن أخوض المجال ، وبناء على طلب زوجتي التي قالت لي "هذه هبة من الله ويجب أن تشرك الناس فيها لأن الله كرّمك بهذه الهبة ولم يكرّم غيرك" إقتنعت وقررت وطبعت الكتاب .
ديوانك يحمل إسم "خفايا قلب" ، ماذا يخفي هذا القلب ؟
الكثير ، هناك طفولتي وذكريات ، هناك مراهقتي ، هذه القصائد عمرها 20 عاماً .
ما هي أكثر مرحلة عمرية إنطبعت بحياتك ؟
بعض الأمور التي تحصل أيام المراهقة تكون صادقة مئة بالمئة والتعابير تكون أصدق ، أما بمرحلة الزواج فتكون أيضاً صادقة ولكن من ناحية إلتزامك بالعائلة وخصوصاً بالأولاد الذين هم عشقي ، فيظل القلب يدق خصوصاً إذا كنت مرتاحاً في المنزل ، وأنا حالياً بحالة عشق لأني أشعر بأن هناك تجدداً يومياً بزوجتي ، رؤية الحياة بين الزوجة والزوج جميلة .
في ديوانك رسومات كثيرة لوجوه نسائية مختلفة ، هذا يدل على أن لكل صاحبة رسم قصيدة ، ألا تغار زوجتك ؟
الرسم هوايتي ولست محترفاً فيه ، وفعلاً كل سيدة لها قصيدة وذكرياتها وإنسانها ، قبل أن أتعرف على زوجتي كان لدي تاريخ وأصدقاء وأصحاب "بس مش معناتا كلّن علاقات حب" ، أشخاص علّموا بحياتي حتى وصلت إلى هذه المرحلة وأوجه لهم تحية ، والحياة كلها تجربة .
ما هي أهمية المرأة في حياتك ؟
المرأة ليست فقط أنثى بل هي مجتمع وكون وكل التفاصيل ما هي إلا شمس ونجوم في وسط هذا الكون ، فإذا أردت وطناً وإبناً وعائلة أنظر للأنثى ، الأنثى هي كل شيء ، وهي النقطة التي يدور في محورها الجميع .
لماذا لم تذكر الوطن في قصيدة ضمن ديوانك ؟
كتبت منذ أيام قصيدة عن غزة ، ولكن لدي رؤيتي الخاصة بالعالم العربي يعني أنا لا أؤمن بهذه النضالات الحالية الموجودة لأن الحرب دائماً لها خطط وبناء عليها تنجح أو لا .