تستعد صالات السينما اللبنانية لاستقبال عمل فني جديد من توقيع الفنان فؤاد شرف الدين. عمل سينمائي جديد بعنوان "صرخة الأبرياء" ينعش من خلاله شرف الدين ذاكرة اللبنانيين. يزيح فيه "الغبار" عن ماض أوجع البعض، عن صفقات كان فيها الأبرياء مجرد أرقام.
وعن هدف العمل يقول الفنان فؤاد شرف الدين :"لمصلحةِ من ولماذا طُرحت شعاراتٌ سقط بسببها المئاتُ وأحياناً الآلافُ من الناس، أكثريتُهم المطلقةُ من الأبرياء، وكيف كانت هذه الشعاراتُ تتبدَّل أحياناً، وغالباً بالاتجاهِ المعاكس ، وكالعادة الأبرياءُ هم الثمن".
وتابع :"بعد جلوسهم إلى طاولات المفاوضات يتقاسمون المغانم بكل أشكالها... أما الشهداء الذين أصبحوا تحت الأرض فسؤالهم الكبير لزعمائهم الجدد طارحوا الشعارات لماذا لم تجلسوا وتتفقوا قبل إستشهادنا ؟ الجواب : لأنه لن تكون لهم نفس المكتسبات من سلطة وما يستتبعها من مكتسبات شخصية. أما من مات ومن جاع أو أصبح معوقاً فهؤلاء كانوا واستمروا مجردَ أرقام... أرقام في لعبة "بوكر الكبار" يعيشون على فتات أرباح اللاعبين وموائدهم وما لا يلزمهم من الحاجيات".
وأضاف:" قصةُ هذا الفيلم هي نموذجٌ مصغرٌ لما حدث وما زال يحدث. قصة هذا الفيلم هي نموذج مصغر للمآسي التي حصلت وستحصل حتماً للأبرياء في أي مكان عندما تسقط الشرعية بشعارات تطرح و تتغير قبل أن تجف دماء ضحاياها. إن الأماكن وأسماء الشخصيات ولهجتهم لا تدل على مكان أو فئة بالتحديد. هي بحسب المثل اللبناني "اللي تحت باطه مسلة بتنعره". تأريخ هذا الفيلم عائد لمن مر أو سمع أو قرأ عن مثل أحداثه".
وأكمل :"إتقوا الله و إحصروا خلافاتكم بالحفاظ على الوطن والمواطنين تحت سقف العلم. العلم اللبناني الذي وقع بأيدي أبطال الإستقلال والذي يقسم ضباطنا في ظله على التضحية بكل شيء في سبيل الوطن و المواطن.
أخيراً و بعد التجربة الشخصية إبتداء من العام 1958 وحتى الآن أقول إن أسوأ الشرعيات إبتداء من الجيش و القضاء و إنتهاء بكل المؤسسات الأمنية، هي أفضل من الميليشيات ومن يحركها بأحسن أحوالها".
وفي مزيد من التفاصيل عن العمل ، يقول شرف الدين :"قد يقول قائل أو أكثر وقد ينتقد ناقد أو اكثر ولكني واثق إني سأعيد في هذا الفيلم ذاكرة اللبنانيين وبالأخص متوسطي العمر ممن كانوا يسكنون او يعملون في أماكن كانت تسمى بخطوط التماس وانا واحد منهم. ولصغار السن أقول إسألوا أهاليكم. وقد هجّرت 8 مرات واصبت بالرصاص في كمين متعمد بقصد القتل وضُربت غرفة نوم أولادي بقذيفة "B7" وبسبب أعمالي الفنية تعرضت للتهديد عدة مرات.
وختم :"بعد إستشارة د. دوري الهاشم سيبدأ الفيلم مع "خلود" في مستشفى للأمراض النفسية حيث نراها تستقبل والدها وصديقه الذي رباها والدكتور المعالج. اما النهاية فهي إثنتان: نهاية في حال قيَد الله لنا عقلاء غير أنانيين يقودون مسيرة إعادة الوطن والثانية في حال العكس فسنبقى كما نحن نتآكل كناسٍ وكوطن".