ولد الشاعر أحمد شوقي عام 1868 وهو من أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف.

رحل في العام 1932 بعد أن عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

من دواوينه "الشوقيات" ، من رواياته "الفرعون الأخير" و"عذراء الهند" ، ومن مسرحياته "مصرع كليوباترا" و"مجنون ليلى".

هجرت أحبتي طوعاً

هجرت أحبتي طوعاً

لأني رأيت قلوبهم تهوى فراقي

وأشتاق للقائهم كثيراً

غير أني

وضعت كرامتي فوق اشتياقي

وأرغب وصلهم دوماً

لكن

طريق الذل

لا يهواه قلبي وساقي

هل تصدق

قد اشتقت لك

انتظرك بلهفة

كي أراك وأتخيلك

وأتأملك

وأسمع صدى صوتك

وضحكتك

وأموت في صوت

همستك

وأري لهفتك

علي في نظرتك

وشوقك لي

في لمستك

كنت أحبك حباً

ماله حداً ولا وصف

وبدونك كنت اشعر

بضياع عمري

كنت في حيرة من أمري

كنت أنا أتعذب وأنت لا تدري

فمالك يا عمري خلفت وعدي

وقد ظننت أنك لن تعشق بعدي

ألا تدري بأنك شقائي وسعدي

أم أنك لم تجد الأماني عندي

ارتضيت غيري بديلاً وقتلت حلمي الوردي

زعمت أنك تعيش لي وحدي

وها أنت وصلت جراحي وقطعت ودي

ناديتني أميرتي أنتي أغلى الأماني بقلبي

والآن تناديني ارحلي فما أنتي حبيبتي وعودي لسابق عهدي

سأرحل حبيبي كما شئت فكبريائي هو أغلى ما عندي

كم أفتقدك حبيبي وكم يقتلني حنيني ووجدي

كثيراً ما تمنيت أبقى معك ولكن كرامتي تمنعني.