بالتعاون مع شركة "رايت تراك" وبتنظيم لافت من شركة "آتيك بروداكشن" أطلقت الفنانة جاهدة وهبه ألبومها الجديد "شهد" في مسرح المدينة - بيروت ، وسط حشد كبير من أهل الصحافة والإعلام وحضور كثيف لوجوه ثقافية وفنية وذلك بعدما أطلقته من أسبوعين ضمن حفل كبير في الإمارات العربية المتحدة في اللوفر – أبو ظبي وغنّته في عواصم عربية وعالمية عديدة.

الحفل تخلله لقاء صحفي أدارته الإعلامية الشاعرة ماجدة داغر التي وصفت أداء وهبه بالمصقول والمترف وبأن جاهدة عبرت على رؤوس أحلامها مقامَي الصوت والقصيدة حتى شفير الآه نافضة عن القوافي غبار الزمن محلّقة بها إلى مدار الدهشة والانخطاف .

وتحدّثت الأديبة ميّ منسّى الّتي وصفت صوت جاهدة بالكوني النابع من أحشاء الأرض ،من رحم الألم والوجع محلّقاً في مقام الصوفية وأشادت بعملها الجديد ومسيرتها المضيئة وموسقتها للشعر العربي والعالمي ...والشاعرة ندى أنسي الحاج التي شكرت "المبدعة" جاهدة على تحيتها لروح أنسي الحاج في ألبومها وقرأت نصّاً من وحي اللقاء ناجت به الشاعر الكبير الذي ظلّلت صورٌ ضخمة له خلفية المسرح .

أمّا الفنانة جاهدة وهبه فقد شكرت الحضور معلنة ثقافة الحياة والفن في مواجهة الهمجية والظّلامية ، وأكدت أن الحب والشعر هما منقذا العالم من الإرهاب والموت ، كما شكرت بالأسماء موسيقيي الألبوم وكل من ساهم في إنجاز عملها الذي أهدته إلى روح والدتها .

من جهته شدّد الأستاذ سليم بصّال صاحب شركة "رايت تراك" للانتاج والتوزيع على جمالية وعالمية "شهد" لناحية الشعر والموسيقى والتوزيع والتسجيل، وفاجأ الحاضرين بخبر وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية تعاون بين شركة "رايت تراك" وشركة توزيع عالمية ليصل هذا الألبوم إلى كلّ الأقطار، إلى حيث يستحق أن يكون.

وغنّت جاهدة أغنية "نجمة الصبح" ضمن "مشهدية" والتي كتب كلماتها الشاعر طلال حيدر الذي تغيب عن الحفل لظروف خاصة ، ورافق جاهدة رقصاً جنى يونس ونديم الشويري ، ووقّعت بعدها جاهدة ألبومها للحاضرين.

ألبوم "شهد" يتضمن 10 أغنيات من ألحان وإنتاج جاهدة ومن كلمات الشعراء : أدونيس ، أنسي الحاج ،طلال حيدر ،محمود درويش، ولّادة بنت المستكفي، فروغ فرخ زاد وبابلو نيرودا وقد قامت وهبه بتسجيله في بلجيكا مع موسيقيين بارزين من أوروبا تحت إدارة الموسيقي العراقي أسامة عبد الرسول الذي أشرف على الإنتاج وشارك في العزف وفي توزيع بعض الأغاني مع المايسترو ديك فان درهرست. أمّا الموسيقببون فهم: على الأكورديون فيليب توريو (شارك أيضاً في التوزيع)، على الكمان مروان فقير، على التشيللو لودة فيركامت، على الكلارينت ماتياس لاغا وعلى الإيقاعات فرنسوا تايلوفر كما شارك كعازفين ضيوف كلّ من بدرو غوريدي على الكلارينت، إيلي معلوف على التار والبزق وحسن حسنوف – صولو كلارينت.

كذلك تضمّن الألبوم أغنية مستعادة من أرشيف "أم كلثوم "بعنوان "النوم يداعب عيون حبيبي" وقصيدة لوهبه غير مغنّاة.
الشاعر الكبير أدونيس الذي حضر لجاهدة حفلا في باريس منذ عام واستمع الى قصيدته "لك عطر" ملحنة ومغناة أكّد على استثنائية تجربة وهبه الغنائية وأنها تخوض غمار تلحين نصوص شاهقة ستبقى في بال التاريخ.

النشرة حضرت الحفل وعادت بهذا اللقاء مع الفنانة جاهدة وهبه .

لماذا أسميت ألبومك الجديد "شهد"؟
هذا الألبوم إختزنت فيه كل ما إختبرته من ذاكرات وتجارب موسيقية وعلم موسيقي وسفر عبر العالم لتقديم الأمسيات والأغاني ، لذلك هو يحمل كل شهد هذه الأشياء التي إختربتها والذاكرات التي عشتها .

وطبعاً لأن الموضوع الأساسي هو العشق والحب ، يعني شهد الحب ، شهد الأنوثة ، شهد العشق ، شهد العطر ، شهد الجمال ، كله وضعته في هذا الألبوم من خلال الـTheme الأساسي له والذي هو "هدهدات للكبار للعشاق عبر قصائد حب من العالم" ، أتمنى أن يحب الجمهور الألبوم ويعطيهم أفقاً آخر رحباً للدهشة والجمال .

ذكرتِ أنك تحاولين من خلال هذا الألبوم أن تقتربي من ذوق الشباب ، ماذا أصبح الشباب يسمعون هذه الأيام ؟
الشباب تهجنت ذائقتهم وإعتسفت مخيلتهم بهذه الأغاني "الهاجمة علينا من هب ودب" ، وهناك بعض المختلف ، ولكن الشباب ، خصوصاً في ظل بيئات سياسية مضطربة ، لا يتسنى لهم أن يتلمسوا ويتذوقوا الموروث الثقافي الفني والشعري الغزير الذي تفيض به مكتبتنا العربية ، لذلك أنا أنهل من هذا الموروث الأدبي الكبير إن كان شعرياً عربياً أو عالمياً ، وأحاول دائماً أن أقدم موسيقى جدية ومختلفة ، مع صبغ ، بعض المفردات العصرية الموسيقية كي أتقرّب منهم .

ومع جولاتي في العالم بدأت أتلمس أنه بإستطاعتنا أن نأتي بهم إلى منطقة الموسيقى التي نحن نحبها ، منطقة الموسيقى العالمة التي نؤمن بها ، والتي إن تسنى لهم أن يسمعوها يحبونها ويتلقفونها بشكل جميل جداً ، وهذا مكان أنا أهدف له وأكون سعيدة جداً إذا وصلت له وهو أن أقرّب الشباب إلى منطقة الشعر .

أنت اليوم شاعرة وملحنة ومنشدة وممثلة..، نحن بإنتظار أي لقب جديد لجاهدة وهبه ؟
"أنا مش حاملة ألقاب هيك ، ما بعرف ليش مستهجنة عنا بالعالم العربي" أن يكتب الفنان أغانيه ويلحنها ويغنيها مع أن هذه الظاهرة الصحية والعادية في العالم الغربي ، ولكن في العالم العربي يستهجنون أن يحمل الشخص "أكثر من بطيخة" وأن يقوم بأكثر من عمل ، مع أنه بالنسبة لي هناك إنسجام بينهم وخصوصاً أني درستهم ولدي خلفية أكاديمية نهلتها كي أقدم هذه الأعمال .

أنا أحب لقب عاشقة ، أنا عاشقة وعاشقة الفن قبل كل شيء ، من عشقي ومن حبي أنا أقدم هذه الفنون عساها تكتب في سنين الخلود .