غادة موصللي إمتداد لأسماء السعوديات اللواتي تركن بصمة مشرقة في الإعلام السعودي كدنيا بكر يونس ومنى ابو سليمان وفاتنة شاكر ودلال عزيز وغيرهنّ ممن تحدّين الصعاب وقدّمن صورة جميلة عن المرأة السعودية.

كانت غادة موصللي رقماً صعباً في سوق الإعلام العربي وصورة مشرّفة عن بلدها. عرفها اللبنانيون أيضا من خلال تقديمها من بيروت عدداً من البرامج من آخرها "عيشوا معنا" الذي قدمته على شاشة الـ "LBC".

لكن غادة غابت فجأة عن الساحة الاعلامية وعن الشاشة ككل وبقي غيابها طي الكتمان وسط تكهّنات عن السبب الحقيقي. فمنهم من إعتقد أنها تزوجت وآخرون أكدوا إعتزالها. كل التفاصيل ، حصلت عليها "النشرة" في هذا اللقاء المميز والصريح ، واليكم التفاصيل.

أهلاً وسهلاً بك عبر "النشرة".

شكراً جزيلاً لكم.

تتواجدين حالياً في بيروت ، فما هو السبب ؟

أشارك في حملة "أحمي نفسي" للحد من أضرار الاعتداء والتي ستطلق قريباً. وانا إستلمت شق الاعتداء اللفظي الذي أضحى جزءاً من ثقافتنا سواء في الاغاني أو الافلام.

وأيضاً يمكن ان نتكلم عن تعنيف لفظي من خلال تعامل الرجل مع المرأة ؟

هذا النوع من تعنيف الزوج لزوجته معروف منذ زمن بعيد. وهناك أيضاً تعنيف باتجاه الاولاد. كأن هذا التعنيف اللفظي أمسى جزءاً من ثقافتنا العربية. كأننا نختبئ وراء اصبعنا ولا نعرف كيف نواجه الموضوع. أنا أسعى لتغطية الموضوع في أكثر من إتجاه كالناحية القانونية والنفسية والاجتماعية.

كيف ولدت هذه الفكرة؟

إلتقينا كمجموعة من السيدات السعوديات. وستكون الانطلاقة من السعودية ثم لبنان سعياً وراء تغطية كل الدول العربية.

هل سيكون موضوع تعدي الرجل الشرقي اللفظي والجسدي على المرأة العربية ضمن الحملة؟

بداية اعتداء الرجل على المرأة امر مرفوض. وفي متابعة للاخبار في السعودية أصدر قرار بأن اي إعتداء بالضرب من قبل رجل على امرأة سيعاقب إضافة الى تسديد غرامة مالية بالسجن لعام. ونتمنى أن يتم أيضاً إدراج العقوبة على الاعتداء اللفظي. وفي عقيدتنا، نعتقد بالجلد أو الحبس لأي إعتداء بالدم والقدح والذم. لكن نحن لا نريد أن نتكلم عن الجزاء او الثواب وإنما نتكلم عن كيفية معالجة الواقع. وكيفية تغيير في هذه الثقافة.

هل من دعم رسمي لحملتكم؟

نسعى للحصول على هكذا دعم. فنحن مجموعة سيدات. معنا في الحملة اختصاصية إجتماعية وشقيقتي غدير موصللي وهوازر الزهراني وهي إمرأة فاعلة في المجتمع السعودي ومدربة لكثير من الاطفال الذين تعرضوا للتحرش الجسدي، وناشطة اجتماعية. ونحن نسعى لتغطية هذا الاعتداء اللفظي والجسدي من كل النواحي حتى القانونية منه.

هل من مشاهير سيدعمون حملتكم؟

بالطبع هنالك الكثير من المشاهير الذين سيقفون الى جانبنا وسنعلن عنهم لاحقاً.

ماذا عن إطلالتك التلفزيونية؟

أنا غائبة منذ سنتين عن التلفزيون حيث كنت في فترة علاج . والحمد لله انا اليوم أفضل بكثير.أدرس الكثير من العروض لكن لم أستقر على أي منها حتى أكشف عنه. وأريد هنا أن أشكر الصحافة اللبنانية التي وقفت الى جانبي ودعمتني حتى في غيابي وكانت تنتظر وتنقل أخباري أكثر من الصحافة السعودية للاسف. وهذا سؤال أوجهه للصحافة السعودية. وربما الاجابة كوني عشت في لبنان ما قربني أكثر منهم. ومن خلالك أشكر الاعلام اللبناني. وأخيراً اتصلوا بي من السفارة اللبنانية في السعودية لأتكلم عن العلاقة اللبنانية السعودية ضمن حملة اعلامية ضخمة بثت على العديد من المحطات. وشعرت جداً بسعادة لأنني لمَست كم ان الاعلام اللبناني يدعمني حتى خلال وجودي في بلدي.

عذراً لكن ما هو المرض الذي أبعدك فجأة عن الشاشة ؟

الحمد لله انا اليوم أفضل بكثير. وقد عانيت من ورم حميد في رأسي خلف الغدة النخاميّة والحمدلله تعالجت وشفيت منه. وأنا اليوم عدت الى الحياة مرة ثانية.

ما الذي علمتك إياه هذه التجربة؟

أنا استفدت من هذه التجربة التي قربتني من كثير من الناس لم أكن أعتقد يوماً أنهم سيكونون قريبين مني. أذكر منهم ريكاردو كرم الذي أعتز به فعلاً. إضافة الى الكثير من الزملاء الاعلاميين الذين أوجه اليهم تحية ايضاً. وعلمتني التجربة ان الشهرة فانية لا تدوم وزائفة ومجد باطل ولا يُفتَرَض أن تغرر بنا. وقد قربتني هذه التجربة لا شك من الله أكثر وجعلتني أنظر الى الحياة من منظار جديد. كما وساهمت هذه التجربة في نضوجي فكرياً، بل وجعلتني أفهم الألم وأتقبّله. كثيراً ما كنت أتكلم عن مرض ما وأستضيف ضيوفاً عانوا الأمرّين . لا شك أنّني كنت أتعاطف معهم إنما لم أكن أشعر بمعاناتهم، أما اليوم، فأصبحت أنظر إلى المرض والألم من منظار شخص سبق وعاش تجربة شبيهة. تلك التجربة من الله ساعدتني على رؤية الأمور من منظاره.

في الختام، نتمنى لك كل التوفيق.

شكرا جزيلاً.