في لقاء حصري وإستثنائي إستضافت الصحافية والإذاعية نسرين الظواهرة، الفنان اللبناني ملحم زين ضمن برنامج متل الحلم، عبر أثير إذاعة صوت لبنان 100.5. ملحم زين تحدث في البداية عن حلم الطفولة في تأسيس عائلة وتحقيق حلم النجومية، هو إبن عائلة فنية بإمتياز من الجد إلى الأب وصولاً إلى الإبن... مند طفولته ترعرع على سماع الموسيقى العربية من خلال كبار الأسماء، أمثال عبد الوهاب وناظم الغزالي ووديع الصافي... تأثره لم يكن عادي الأمر الذي أعطى موهبته توجهاً فريداً.
في عمر السبع سنوات أيقن أنه يحلم بالفن والشهرة والوقوف على المسرح أمام المئات، وقد ساندته العائلة ووالده بشكل خاص، درس الموسيقى وتخصص في دراسة الحقوق لكن الفن سرقه، وكانت البداية غير المتوقعة في برنامج سوبر ستار عندما أحدث تظاهرة شعبية إستثنائية، أنتجت نجم لديه كل المقومات.
زين المقلّ في إطلالاته الإعلامية لا يرى ضرورة لكثرة الكلام، ما دامت الإصدارات الفنية على مستوى جيد من الرقي، وبالتالي يؤمن أن عمر الفنان الذي لا يستهلك صورته أطول. يعيش نجوميته اليوم بحرية لا بل أكثر "مش قابض نفسه جد"، لأنه يؤمن أن الفن لا يدوم وهو لا يريد أن يعيش تلك المرحلة الصعبة التي تلي النجومية، لذلك يعيش اليوم كأي إنسان عادي مع عائلته وأصدقائه ويمارس هواياته بمنتهى العفوية.. "ما بروح أماكن مشبوهة بس أنا مش تبع الـimage أنا من الناس ومعظم الوقت بنسى إني فنان".
وحول فكرة إعتزاله الذي تداولها الإعلام منذ فترة، ذكر زين أنه لم يذكر فكرة الإعتزال بل مرّ بمرحلة من "القرف" بسبب الوضع الفني السيء، من حيث الإصدارات دون المستوى، مع تأكيده أنه يوماً ما يريد التفرّغ لربه وعائلته وعيش حياة مستقرة بعيداً عن أضواء الشهرة والفن، ولو عاد الزمن إلى الوراء لأكمل دراسة الحقوق، لأن الفن مجال متعب وغير مستقر ومسؤولياته كبيرة.
برامج إكتشاف المواهب بين الأمس واليوم إختلفت كثيراً برأيه، لأن من يدير اللجان في السابق كانوا أساتذة في الموسيقى بكل ما للكلمة من معنى، وبالتالي آراءهم مبنية على أسس أكاديمية، في وقت معظم اللجان اليوم لا تقيّم على أساس علمي بل مجرد رأي، لو وصله عرض المشاركة في أي لجنة تحكيم لرفض لأن مسيرته الفنية قصيرة، وبالتلي يعتبر نفسه غير مخوّل لهذه التجربة.
وقد خص بشكل خاص الملحن المصري حسين الشافعي في لجنة "آراب أيدول" التي كانت آراءه أكاديمية يحسب لها ألف حساب، معتبراً أن بعض الفنانين أخطأوا عندما وافقوا على المشاركة، لأن هذه التجربة كشفت شخصيات فاجأت الجمهور وأساءت إليهم أكثر مما أضافت إليهم.
زين إعترف أن شاشة mbc رائدة في برامج اكتشاف المواهب، وقد أنتجت بعض البرامج مواهب لافتة أمثال محمد عساف وناصيف زيتون وعبد الكريم حمدان وموراد بوريقي ويسرى محنوش... ولكن الأهم الإستمرارية التي تعتبر الأصعب، في ظل ندرة الإنتاج وعدم إهتمام جهات إنتاجية كبرى بصناعة فنانين جدد كما في السابق، "ما عاد في جيجي لامارا وسيمون أسمر هالمرحلة إنتهت والفنان اليوم مجبور يتكل على نفسو، وهيدي مشكلة كبيرة عم تواجه المواهب الجديدة".
برأيه المرحلة الإنتقالية لشركة روتانا التي ينتمي إليها مهمة جداً، مع غربلة كل الفنانين والمحافظة فقط على نحو عشرين فناناً من العالم العربي، من أهم الأصوات.. "روتانا هلأ بلشت تشتغل صح". شراء هواء الإذاعات والفضائيات جريمة في حق الأغنية العربية، وقد طالب إدارات المحطات بتحمّل المسؤولية تجاه رفع المستوى الفني، وهل اختلفت المقاييس اليوم؟ برأيه الجمهور ما زال يبحث عن الصوت الجميل، وفكرة الحضور والكاريزما فقط هي أكذوبة ولا تساوي شيئاً أمام الموهبة الحقيقية، داعياً الدولة إلى تشكيل لجنة فنية أسوة بالنقابة المصرية والإذاعة اللبنانية سابقاً، لفحص الأصوات وضبط الفوضى الفنية التي نعيشها.
حول فكرة أن الساحة العربية منذ عشرة سنوات ما زالت تعيش على نفس الأسماء من نجوم الصف الأول وكأنها تواجه مشكلة في إنتاج نجوم جديدة، علّق ملحم أن الصعوبات التي يواجهها العالم العربي تؤثر على المزاج الفني العام.. " تصوري صرلنا فترة ما سمعنا أغنية حلوة يمكن أجمل أغنية كانت "لما بضمك عصديري" لحسين الديك... نحنا عايشين بمأزق كبير".
وحول رأي الموسيقار ملحم بركات أن هناك مؤامرة على الأغنية اللبنانية، أكد زين أننا نعيش في فكرة المؤامرة أكثر من اللازم وربما لأن بركات لم تليق به الأغنية المصرية، أراد على كل الفنانين اللبنانيين عدم غناء المصري "الكرة الأرضية صغرت والموسيقى مثل الهواء ولو إجتني أغنية جميلة من الصومال رح غنيا".
ورداً على الفنان معين شريف الذي انتقده في برنامج المتهم ذكر ملحم أن شريف لم "يهضم غيظه بعد حلقته الخاصة عن الراحل وديع الصافي في برنامج "بعدنا مع رابعة"، قائلا له: "وديع الصافي مش حكر على حدا ولا أحد خليفة وديع الصافي بل هو مدرسة ينهل منها الجميع". صداقات ملحم زين في الوسط الفني مختصرة أبرزها مع الفنان العراقي كاظم الساهر والفنان صابر الرباعي، وقد وجّه تحية إلى الفنانة هيفا وهبي التي وجد فيها إمرأة ذكية عرفت كيف تصنع لنفسها مكانة كبيرة يحسب لها حساب.
زين مطمئن للخط الفني الذي يعتمده ويرى نفسه على الخط الصحيح، وهو حريص على إصداراته الفنية ومقلّ بحثاً عن العمل الذي يعلّم ويعيش، جديده ألبوم غنائي منوّع بين اللبناني الخليجي والمصري. ملحم زين الأب حالة خاصة وعلى حد تعبيره إبنه علي "ممشي على العجين" هو سعيد بأولاده وينوي تكبير العائلة، لأن برأيه العائلة تدوم وهي الحقيقة الوحيدة التي يعيشها الإنسان.. "العيلة هي الأساس وبالبيت أنا أقل الناس بس على المسرح بتحوّل إلى غراندايزر".
رسالته الأخيرة وجهها إلى كل من يتآمر على العالم العربي قائلا: "اتقوا الله دمّرتم العالم العربي فلا دين يدعي الى القتل وعودوا الى وعيكم واعيدوا السلام الينا".