صوت من أجمل الأصوات ، هي فنانة لبنانية إنطلقت مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني ، وشاركت بعدها في برنامج ستوديو الفن 1973 حيث حصلت على الميدالية الذهبية .
تنتمي لعائلة فنية عريقة ، فهي شقيقة الملحن والموزع الموسيقي سمير طنب والفنانتين روزنرا وفاديا طنب الحاج اللتين تشكلان معها فريق Triorient حيث تقدّم الشقيقات الثلاث أجمل الأعمال الراقية .
إنها الفنانة أمال طنب التي تحل ضيفة عزيزة على "النشرة" في هذا الحوار .
بدايتك كانت مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني ، كيف تعرّفت عليهما وبأي أعمال شاركت معهما ؟
عملت مع الأخوين الرحباني حوالى سنتين أو ثلاث وشاركت معهما في أكثر سفراتهما ، شاركت بمسلسل "من يوم ليوم" الأول حين كان عمري 17 عاماً ولا زلت في صف الباكالوريا قسم ثانٍ أعطاني عاصي أغنية إسمها "خدني علي بلدي" حيث كان هناك طبيب من أقارب والدي على علاقة بالرحابنة ، الذين كانوا يبحثون دائماً عن أصوات جديدة ، فأعطاني هذا الطبيب موعداً مع الياس الرحباني في الستوديو وذهبت برفقة شقيقي فؤاد الذي كان يعزف لي ، وصار الياس يعزف وغنّيت بالعربية والإنكليزية والفرنسية ولأم كلثوم و"100 شغلة" ، فقال لي الياس "شو بتاع كلو إنتي ، ما بتخللي شي ما بتغنيه" ، ثم أخذ الشريط وتوجّه إلى أخويه اللذين طلبا أن يتعرفا عليّ بعد أن أسمعهما الياس صوتي .
ذهبت إلى مكتب الأخوين الرحباني في منطقة بدارو وغنّيت أمام منصور وسافرنا إلى أميركا ، وكان عمري 17 عاماً وهناك أعطوني صولو أنا وجوزيف ناصيف "يا لور حبك صار كل واحد يقول مقطع" وبعدها دخلت بمسرحيات الأخوين الرحباني بين بعلبك ومسرح البيكاديلي في الحمرا ، وشاركت معهما ببرنامج "ساعة وغنية".
بعد تعاملك مع الرحابنة ، كيف أكملتِ مسيرتك الفنية ؟
شاركت بالعديد من المسرحيات منها مع عصام رجي بمسرحية غنائية إسمها "يا عمي يا بياع النفط" ، وإشتركت ببرنامج ستوديو الفن 1973 كنا أول فوج بستوديو الفن عبدو ياغي عبد الكريم الشعار وليد توفيق منى مرعشلي ونلت الميدالية الذهبية ، وكَثُرَت الطلبات علينا لحفلات مع ستوديو الفن والمخرج سيمون أسمر في كل الضيع اللبنانية "عمل ضجة هالبرنامج لأن كان جديد من نوعه" ، بعدها تعرفت على زوجي وصرنا نعمل سوياً ، زوجي كاتب مسرحي ويكتب أغنيات رغم أنه لم يتخصص في الفن وهو حاصل على إجازات بالفلسفة واللاهوت.. ، عملنا في مهرجان بيت الدين وبمسرحه كنا نجول المناطق اللبنانية بالصيف ، وبالشتاء نعمل في المسرح التربوي بالمدارس والجامعات ، وإستمرينا بهذا المجال حوالى 15 عاماً حيث قدمنا مسرحية "أنا من لبنان" ، وعن حياة جبران وإسكتشات ومسرح للأطفال ، كنا نعمل للأطفال وللكبار بذات الوقت .
على ذكر الأطفال ، نذكر أغنيتك الشهيرة "شتي شتي"
كان الياس الرحباني يجهز أسطوانة للأطفال ساعدناه فيها ، وكان إبناه غسان وجاد يغنيان أصوات الأطفال "عملنا كاسيت حلوة كتير مع الياس" ، ومنذ حوالى ست سنوات قدّمت ألبوماً للأطفال من ألحان الفنان وجدي شيا وتضمن 10 أغنيات كلها لي ، وكان العمل برعاية وزارة الثقافة وإنتشر في كل مكان .
على ماذا كانت ترتكز فكرةبرنامج "الغنية اللبنانية" الذي قدمته وزوجك الأستاذ جان أبي غانم عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال ؟
كان البرنامج عن هوية الأغنية اللبنانية حيث كنا نستضيف فناناً لنرى ما هي علاقته بالأغنية اللبنانية وإن كان لديه شيء من التراث أو أنه تبنّى الأغنية اللبنانية أو المصرية أو الخليجية أو غيرها ، وكنا نتقصّد أن نضيء على الأغنية اللبنانية ، وكنا نسجل أغنيات للفنان الذي نستضيفه إضافة إلى وجود فرقة رقص معه ، وبين حديث وآخر نمرر أغنية كنا نصورها له خارج الستوديو على طريقة الفيديو كليب ، برنامج لاقى رواجاً كبيراً وكان جميلاً حيث قدمنا منه 13 حلقة .
هل قدّمتِ برامج أخرى ؟
عملت في إذاعة صوت لبنان لحوالى 5 سنوات خلال الحرب حيث كنت أقدّم ساعة مباشرة على الهواء وكان برنامجاً منوعاً ونتلقى مداخلات.
لماذا كفنانة أنت بعيدة عن الإعلام ؟
هناك تقصير من الجهتين ، من الإعلام الذي لا يهتم بالأعمال الراقية والمرتبة والنظيفة فيركضون وراء الأشياء الشعبية والتي تبيع تجارياً أكثر ، وأنا كنت كسولة قليلاً ومقصّرة بهذا المجال ، ولكن بعد فترة إكتشفت أنه كان يجب أن أعمل أكثر على هذا الصعيد، مثلاً ألبوم الأطفال الذي حدّثتك عنه كان من المفترض أن أوصله إلى كل الجرائد والمجلات والإذاعات ...لأنهم لن يعلموا به إن لم أفعل ذلك .
تشكلين وشقيقتاك رونزا وفاديا فريق Triorient حيث تقدمنَ أرقى الأعمال الغنائية ، كيف ولدت فكرةTriorientومتى ؟
ولدت الفكرة منذ بدايتنا الفنية وبدأنا بها على صعيد الترانيم الدينية فطلبنا من الراحل مايك حرو أن يوزع لنا قطعاً موسيقية نغنيها بمناسبات دينية وكلها على 3 أصوات ، بعدها بالـ 2004 قلت لماذا لا نجربها على أغنيات تراثية أو خاصة ؟ ، وتحمست شقيقتاي للأمر ، وبدأنا مع شقيقنا سمير لأنه قريب منا "بدّا إنسان قدير ودارس ويعرف كيف يوزّع يكتب ع 3 أصوات" ، بدأنا بقطع تراثية معروفة وبعدها طلبنا من غدي الرحباني فكتب لنا أشياء عديدة للرحابنة منها "نحنا والقمر جيران" أو دبكات رحبانية قدمناها "ميدلي" . وصودف أن طلب منا كفاح فاخوري أن نقدم حفلاً بالأردن مع الأوركسترا السيمفونية وأعجبه برنامجنا الغنائي ، فذهبنا إلى الأردن حيث الحفلة من قِبَل الكونسرفاتوار هناك مع كفاح وتمرّنا على القطع وعقد كفاح مؤتمراً صحفياً ، وكنا متخوفين قليلاً من ردة فعل الجمهور لأنه يعرف هذه القطعة موزعة لصوت واحد ولم يسمعها موزعة لـ 3 أصوات ، ولحسن الحظ لاقينا تجاوباً كبيراً من الجمهور حيث كان معنا أوركسترا مؤلفة من حوالى 60 عازفاً ومن هنا بدأت Triorient بالعام 2005 "إذا بدّك بشكل شرعي" على صعيد التوزيع بشكل أفقي وبشكل عمودي ، أفقي أي أصوات تتبع بعضها ، وعمودي 3 أصوات فوق بعضها ، وبعدها سافرنا إلى كندا وأوروبا وفرنسا وبلجيكا وأبو ظبي والبحرين ودار الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية، كما قدمنا حفلات في لبنان منها في قصر المؤتمرات في الضبية وفي منطقة بعبدات وبمختلف المناطق اللبنانية ، وآخر حفلاتنا كانت في سلطنة عمان .
أصوات أمال وفاديا ورونزا كيف هي موزعة في برنامج Triorient ؟
رونزا هي الصوت السوبرانو الذي يعطي الطبقات العالية الرفيعة ، "أنا جايي بالنص" mezzo soprano أعطي الأصوات الوسط ، وفاديا صوت عريض تعطي النوتات المنخفضة ، وهذه نعمة كبيرة ونحنا أخذناها من الوالدة .
هناك تنويع دائم في برنامجTriorientالغنائي لا نحب الرتابة وهناك أغانٍ تكتب خصيصاً لنا ، بالإضافة إلى صولو لكل واحدة منا وتكون الإثنتان الباقيتان تقولان شيئاً ثانياً "على كلام أو على فوكاليز آهات" وممكن أن تغني صولو لوحدها من دون أن ندخل نحن الثلاثة .
بالعودة إلى حفلة دار الأوبرا بسلطنة عمان كيف كانت أصداؤها ؟
الحمدلله التجاوب كان رائعاً من العمانيين ومن الجالية اللبنانية التي حضرت ، وكان المنظمون والمديرة الألمانية مسرورين جداً بالنتيجة، وبعد الحفلة أرسلوا بطلبنا حيث هنّؤونا وتحدّث معنا وزير الثقافة هناك.
كلمة أخيرة
أقول "يا ريت بلشنا بهالـformule" قبل الـ2005 أي منذ بدأنا بالترانيم الدينية لكانTriorientوصل اليوم لدرجات متطورة جداً ، وأتمنى أن يكون لنا في لبنان حفلات أكثر ، وأحلم بأوركسترا مؤلفة من 70 أو 80 عازفاً من أوكرانيا أو كييف ، نحن اليوم معنا أوركسترا الكونسرفاتوار الوطني والذين هم من الأساتذة وهناك القليل من الأجانب في هذه الأوركسترا ونحن فخورون بها ولكن طبعاً نتمنى أن تكون الأوركسترا كبيرة جداً لتفي بالغرض وتكون على قدر التوزيع الذي نحلم به بأغانينا .
تحية للموزعين الذين عملوا معنا في الفترة الأخيرة الأب فادي طوق ، إدوار توريكيان ، غدي الرحباني ، سمير طنب ومايك حرو ، هؤلاء من الموزعين الأقوياء الذين يعرفون أن يكتبوا لـ 3 أصوات ولأوركسترا بشكل مهم "إنشالله نضل مكفايين" ، وشكراً لك ولموقع النشرة .