بعدما كنّا نشرنا الجزء الأول من حوارنا مع الممثلة القديرة وفاء طربيه ، ننشر اليوم الجزء الثاني من هذا الحوار .

نشعر بأن في نقابة ممثلي المسرح والإذاعة والسينما والتلفزيون كل القلوب عند بعضها بحيث إذا صرخ أحد الأعضاء تلتم النقابة كلها وخصوصاً أبو سليم

حبيبي أبو سليم لا تكلّمني عنه "هيدا بيجنني" بقدر ما قدّم لي هذا الإنسان من العطاء والحنان والعطف والمحبة والتضحية ، أبو سليم لا أعرف كيف خلقه الله ، يدفع من جيبه ومن وقته ويركض لأجل الكل "إنسان خدوم أكتر من هيك ما في" ، لا أستطيع إلا أن أذكر ميشال تابت ماذا قدّم للنقابة وللفنان و"شو عملنا قيمة وكبّرنا وإجو هيك بلحظة هرّونا" وكسّروا كل القرارات التي أخذها وكل الأشياء التي نحن إكتسبناها على إيامه .

أي قرارات تقصدين ؟

ما إكتسبناه على إيام ميشال تابت وكان يُنفّذ الآن نحن ننتظره "هلأ اللي ناطرينو كنّا من الإشيا يللي الدولة أخيراً بعد 45 سنة عطيونا قانون تنظيم المهنة والتعاضد طيّب" عدنا ودخنا في لعبة الأمم ، لأن الدولة الحمدلله لم تدخل في شيء إلا وحجّمته أو بهدتله ، حضرِتها لديها الروتين "في إشيا ما فيك تفوت فيا بالروتين ، يعني هلأ الجباية بالمالية هون بقا الكارثة الوطنية ميشان نحنا نصير المعاملة بالمتل".

هؤلاء الفنانون الكبار الذين يحضرون إلى لبنان حيث يجنون مئات آلاف الدولارات وملايين الدولارات ويفتحون لهم صالون الشرف يأخذون هذه الأموال ويغادرون ، لماذا ؟ نحن فنانونا عندما يسافرون إلى الخارج يجب عليهم أن يدفعوا على آخر بارة وإلا لا يعطونهم تأشيرة الخروج من المطار ، أنا قلت سابقاً :" ما رح إستجدي ولا روح إستعطي ولا دق بواب وفيّقن ع حالي وقلّن تذكرونا بشي دور عملوا معروف ، بس صير أنا تنفيعة ما حدا ينفعني أوكي!" ، لا زلت قادرة على أن أعطي ، وأكبر مثال هو مسلسل "الأرملة والشيطان" الذي يعرض للمرّة الثانية .

تقولين إنك لو كنت تنتظرين التقدير المادي لكنتِ إعتزلتِ التمثيل منذ زمن ، ولكن الناس يسألون أين صرف الممثلون الكبار الأموال التي جنوها ؟

تضحك ضحكة ساخرة مطوّلة .

أنا أجيبهم بأنكم صرفتموها على ملابسكم وغيرها من متطلبات مهنتكم ، هل جوابي هذا صحيح؟

"هو مزبوط ومش مزبوط لأنو كلّو نسبي" ، أنا أقول لهم الآن إذا صعد مطرب أو راقص أو راقصة نصف ساعة على المسرح "بيطلّعوا قد ما وفاء طربيه إذا ما بتُقتُم كل السنة 365 يوم وربع اليوم ، إذا كل يوم أنا بظهر على التلفزيون والإذاعات" وأعمل مثلما كنت أعمل 17 ساعة بالـ24 "ما بطلّع ربع اللي بيطلّعوه بهالساعة أو النص" التي يصعدون خلالها على المسرح ، لأن الفن مقدّر غير التمثيل "التمثيل شايلينو من حسابن خالص".

كانت أجوركم منخفضة خلال العصر الذهبي للتمثيل !!

العصر الذهبي "شو كان ؟ 50 و 75 و100 ليرة عالحلقة ، كنت آخد تاكسي ولو كان بـ3 ليرات بس كنت آخد وإرجع" ، إضافة إلى مصاريف ملابسي وتصفيف شعري عند مزيني الخاص والشعر المستعار الذي كانت تتطلبه أدواري "اللي بتّطلعن السمرا بتحطن بودرة وحمرا" ، فكيف من خلال 50 و 100 ليرة عليك أن تفتح بيتاً وتكون مسؤولاً عن عائلتك وعن نفسك ، وواجبات إجتماعية وتَدّخر أموالاً في المصرف ؟

كيف ترين نصوص الدراما التي تقدّم اليوم ؟

هناك نصوص جيّدة جداً ولكن مثلما يقولون "قد ما بتحط بالطنجرة بتشيل بالمغرفة" ، عندما تعطي الكاتب حقّه يعطيك أسبوعياً حلقة جيّدة جداً ، بينما إذا كنت تريد 30 و40 و50 و60 حلقة بشهر واحد "إعتبر حالك عم تطبع بمطبعة شو ما بدو يكون بدّك تتشوّش ، لدينا كتاب مهمون جداً وأعطوا أشياء كثيرة ، ولدينا ممثلون رائعون جداً وخصوصاً بالرعيل الجديد ، أنا مبسوطة جداً بأن هذه الرسالة موجودة بأيدٍ أمينة ، الشباب والصبايا يدهشوني بأدوار "كتير مبسوطة فيُن" يعني أنهم يلونون ويعطون الشخصية دراسة نفسية ويدعمونها ، فأنا مثلاً إذا كنت أريد أن أجسّد دور ملكة فأكون ملكة من الداخل إلى الخارج بشكلي ولبسي وتصرفاتي ووقفتي مع أنه ما من أحد أعطاني دروساً في هذه الأمور ، وممثلو الرعيل الجديد لديهم أفضلية لأنهم تعلموا بمعهد ولديهم حافز كبير جداً و"إشيا بيقدروا تطبيقي يكون صح" ، والحمدلله أنّ لدينا الكثير من العناصر الجيّدة و"نجوم منشوف حالنا فين".

وماذا عن الممثلين الذين يسمونهم أميين ؟

"معليش كنا أميين في كتار ما يعرفوا يقروا ، أهل بيتن يحفظوهن الدور" وكانوا من أهم الممثلين الذين مرّوا بتاريخ لبنان والأمة العربية "أنا بتحدّى فيُن قد ما عندُن بالفطرة" دفء وعطاء وسرعة بديهة ونكتة حاضرة "رهيبين بيجننوا" ولكنهم قلائل .

والممثلون الذين قدِموا من مجالات أخرى ووُصفوا بالدخلاء ؟

سيرين عبد النور مهمة جداً وأنا من لفت نظر الكاتب شكري أنيس فاخوري إليها "قلتلو إنتبهلا هيدي البنت" طبيعية جداً وحضورها جميل جداً "عم بتأدي بصدق وعفوية إنتبهلا هيدي بيطلع منّا شي" بعد أن كنت شاهدتها بدور دكتورة في مسلسل "غداً يوم آخر" ، "كانت لذيذة بس شفتا بالمشهد" مع طلال الجردي الذي هو إبني "طلال الجردي حبيبي هيدا" وبالفعل "طلع منّا إشيا كثير منيحة وكتير حلوة" ، وأنا مثّلت معها في مسلسل "إبنتي" وفَرحت سيرين جداً وشكرتني "إنو أنا طوّلت بالي عليها".

إضافة إلى سيرين من يعجبك من ممثلي الجيل الجديد ؟

كثيرون ، لا تدخلني بلعبة الأسماء لأن هناك عدداً هائلاً جداً من الصبايا والشباب جميعهم يستحقون أن أذكرهم ، وكلهم يعرفون أني عندما أشاهدهم في عمل ما أتصل بهم وأهنئهم فيفرحون كثيراً ، باميلا الكك أدهشتني بدورها في "جذور" وكنت سابقاً إتصلت بها وقلت لها "ما فيي أنا شوف عمل حلو حدا عم بيمثل هالقد بصدق وعفوية وما قلّو يعطيك العافية وبرافو وبدّي منّك أكتر" ، وعندما إتصلت بها أخيراً قالت لي :"مدام وفاء حبيبة القلب إنتِ دايماً بتشجعيني".

هناك أيضاً فيفيان أنطونيوس "لما طلعت بكذا دور وكذا شخصية ، أوّل ما طلعت معي" في "طالبين القرب" مع يورغو شلهوب وكنت أنا جدتهما وكان معنا فيليب عقيقي رحمه الله ، قلت لهم لديها مستقبل باهر لأن لديها كل مقومات النجمة والتي هي البراءة والطيبة والحنان ، كما تستطيع أن تقدم دور الشريرة وغيره.

ندى أبو فرحات حبيبة قلبي ، تعجبني ريتا حايك بعفويتها وطيبتها وعيونها ، نغم أبو شديد "شو عم تلعب أدوار حلوة ومشكّلة وملوّنة" ، وهيام أبو شديد "مش عم بحكي بالكبار اللي هني اولادي كلّن" من هيام إلى رولا حمادة اللتين أعتبرهما من الرعيل السابق ، الحمدلله من جيل إلى جيل نجد أننا لا زلنا بألف خير ولكن نريد إنتاجاً جيّداً و"بدنا يطولوا بالن شوي عالممثل ويحاولوا انو يرجعوا ينَغنغوه شوي يعطوه حقّو" إذ يجب ألا يكون الإنتاج "بيّاع بطاطا معليش إنو بالكيلو بالقنطار بدنا نشيل شيلة مسا".

تكلّمت عن العيون إلى أي مدى تؤثر على الممثل المتلقي ؟

عيون الممثل هي المهمة فهي الساعة "هيدي البارومتر بدك تاخد وتعطي" هناك فعل ورد فعل ، يجب أن تصغي وتأخذ ، هناك أشخاص تنظر إليهم أنا أهرب من عيونهم لا يعطونك شيئاً و"ناس كتير بتحسّن بيسمعوا وبينتطروا آخر كلمة ، لا هيدا ما بيعطيك هيدا بيصير نجم كبير بس ما بيوصل إنّو هو ممثل يحط بَصمتو" ، الممثل محمود سعيد كان يرتاح بالتمثيل معي وكان يقول لي "لو منّي حافظ ولا كلمة ، بتخلّيني غصباً عنّي إنّي كون جاهز وألّف متل ما إنتي بتألّفي أوقات" ، لأنه لدينا سرعة بديهة فأحياناً ينسى الممثل ، إبراهيم مرعشلي رحمه الله "مرّة طلع ترك المشهد قال بالإذن ضهر لبرّا شاف النص ورجع كنّا عالهوا" ، شامل وشوشو "يا مدير" ، كان هناك أشياء عفوية تصادفنا ، وكانت صادقة وجميلة جداً .

ترقبوا الجزء الثالث من لقائنا مع الممثلة وفاء طربيه حيث تقول :

"مين وفاء طربيه يعني؟"

"دراكولا ما رح يشبع أبداً"

"راسنا ما رح يتكسّر"