إن كان الضحك خبز القلب كما يقولون فبإمكاننا القول إن الشعر خبز الروح.

فلا حياة لأمة لا تحتفي بالشعر وإيقاعاته، ولا مستقبل لشعب يخاصم القصائد ويعادي القوافي ولا أمل لمجتمع تغيب فيه الأقلام الشعرية.

الشاعر رفيق روحانا إبن وادي شحرور شعره شعر فرح في عصر بكى فيه الجميع وأبطال شعره خمسة تميّزوا معه بالوضوح والعمق وهم الطفولة والمرأة والشاعر ولبنان والله.

أما الشاعر أنطوان مارون سعد رجل الأعمال الناجح الذي يجد متنفسه في الشعر موهوب في إختار مواضيع قصائده حيث يعتبر ان الشعر رسالة والشاعر الحق هو الذي يتمتع بالثقافة والموهبة على حد سواء.



شاعران يعتبران من أعمدة الشعر في لبنان، كرّمتهم الجمعية اللبنانية الألمانية لإنماء الثقافة والمركز الثقافي اللبناني الألماني – كولتورزنتروم في المدرسة اللبنانية الألمانية جونيه وذلك خلال أمسية شعرية أحياها كل من الشاعر أنطوان سعادة والشاعر إلياس خليل والشاعرة ندى بوحيدر طربيه والشاعرة جانيت القاصوف .

حضر الأمسية ممثل العماد ميشال عون الأستاذ روجيه عازار، ممثل الدكتور سمير جعجع الأستاذ جان العلم، رئيس بلدية حريصا أنطوان شمالي، رئيس إتحاد الشعر اللبناني يوسف بوخليل، رئيس جمعية الوعي الاجتماعي منصور عقيقي، رئيس التجمع الوطني للتراث والفولكلور أنطوان بو جودة ، القاضي ناجي خليل، النقيب أنطوان رعد، العميد إليا فرنسيس ، الفنان وليام حسواني وعدد من الفعاليات الثقافية والأدبية والاعلامية والفنية.

بعد النشيد الوطني اللبناني ألقى صاحب الدعوة رئيس الجمعية اللبنانية الألمانية الدكتور فوزي عضيمة كلمة رحب فيها بالحاضرين حيث قال: أنتم نخبة أهل الفن والشعر والأدب. إنها ليلة العمر، كل سنة نكرّم أحد الأعلام الثقافية والأدبية والفنية ولكن لكل تكريم نكهته الخاصة. وفي شهر أيلول من هذه السنة سنزين ليلتين حيث سنستضيف الشعراء المكّرمين لتعليم الزجل في المدرسة اللبنانية الألمانية.

ثم بدأ الشعراء الأربعة بإلقاء قصائدهم المميزة. ومن بعدها تم توزيع دروع تكريمية على الشاعرين بعد أن ألقى كل منهما قصيدة. في الختام أقيم حفل كوكتيل كنخب للمناسبة.

رفيق روحانا: "الشعر هوي جوانح بتشيل الانسان من التراب الى الملكوت"

في لقاء للنشرة مع الشاعر رفيق روحانا قال: أنا سعيد جداً لأنني أكّرم من قبل مدرسة تربي أجيال الغد وليس ذلك فحسب بل لأنني أيضاً أكرّم من قبل مركز يجمع ألمانيا ولبنان. وحين تكون اللفتة من الغريب لا تكون عبثيّة وعشوائية بل تأتي تقديراً لجهود وموهبة المكّرم. أنا لا ريد أن يكرّمني من يريد أن يستفيد من تكريمي كدعاية له.

أضاف: لقد رفضت تكريماً ذات مرّة من قبل وزير الثقافة لأنه لم يكن برصيده كتاب. فقلت له "مرّة وزير محسبلو حساب فكّر يوسّمني قلت لمن تألفلك شي مرة كتاب معقول إرجع إقبل".

عن المرأة يقول: بدّي إنتقم لكل نسوان الشرق من كل اللي صوّروا المرا حقيرا. ويقول في إحدى خماسياته من كتاب " وحدك الإلهة":

البتحبها عملها إلاها وعبدا
بيصير عندك شعر تشهقلو الدني

وعن الشعر يقول: الشعر هو جوانح بطير بالانسان من التراب الى الملكوت. وهذا ما ذكرته في كلمات نشيد الملكوت الذي غنّاه الفنان وديع الصافي.
وفي سؤال له عن ملكوت الشعر قال: أسست هذا المنتدى في في التاسع من نيسان 1944 توالت فيه الأمسيات كل أسبوع وقدم الكثير من الشعراء ، وكان أحيانا يتخلله حفلات زجلية.


أنطوان سعد: أنا ضد الجسد وأقدس الروح

أما الشاعر أنطوان مارون سعد فيقول للنشرة: إنها ليست المرة الأولى لي لكنني سعيد لأنني كرّمت من قبل جهة تقدر المعرفة والثقافة والشعر والأدب. تقدر الكتب والكتّاب والشعراء في عصر سيطرت فيه التكنولوجيا والعمولمة على كل شيء وأصبحت تحكم مسيرة حياتنا. وأنا من الذين لا يتخلفون أبداً عن حضور أي دعوة لتوقيع كتاب. وكتبي أوقعها وأقدمها هدية الى كل من يحب ان يقرأ ما أكتبه وأشكره على ذلك.

وعن الشعر يقول: الشعر لعبة صعبة ولكن من يريد أن يلعب في الشعر عليه أن يتمتع بالموهبة والثقافة فمن لا يمتلك موهبة لا يمكن أن يصبح شاعراً مهما حصّل من العلم . فالموهبة نعمة ربّانية. والشاعر الحقيقي هو الذي يوصل الأجمل من الشعر فأنا لست مع شعر الهجاء وإستهلاك الشعر في جسد المرأة.
وعن المرأة يقول: المرأة في الشعر يجب أن تكون من أصناف الآلهة فأنا ضد التغني بجسد ومفاتن المرأة في الشعر بل أقدّس الروح.

يقول عن لقاء الاثنين: أنا من أركان لقاء الاثنين وهذا اللقاء يعني كل إثنين إجتمعوا مع بعضهم البعض. فنحن في جمعيتنا هذه نسعى لبناء الألفة والمحبة بين أبناء الوطن الواحد. ونحن ناشطون في المجتمع المدني ونقوم بما يسمى بالتبادل الطالبي حيث ندعو مدرسة إسلامية مثلاً الى مدرسة مسيحية ويقوم الطلاب بالتعارف. كما نقيم الافطارات الرمضانية والحوارات الاسلامية المسيحي ونسعى لبناء مستقبل زاهر لأبنائنا نضمن فيه حقوقهم.

يبقى القول ، قدّم رفيق روحانا وأنطوان سعد أجمل وأروع القصائد الشعرية وشعرهم يزداد لمعاناً يوماً بعد يوم. وكما يقول المأمون "الشعراء زينة المجالس".